على الرغم من ان فوز نيكولاس ماديرو خلفاً للزعيم الفنزويلي الراحل هوغو تشافيز لم يكن مدوياً حسب تعليقات الصحف العالمية ، إذ لم يصل الفارق بينه وبين خصمه اليميني هنريكي كوربيليس إلى 300 ألف صوت وهو الفارق الأدنى في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية منذ خسر اليمين السلطة في الجمهورية البوليفارية الفنزويلية عام 2002 ،
لكن هذا الاستنتاج على أهميته يظل ثانوياً في قراءة نتائج الانتخابات الرئاسية الفنزويلية خاصة بعد فشل رهان اليمين في فنزويلا والمدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية على طي صفحة تشافيز التي اعتبرها الكثيرين من شعوب العالم كتجربة محلية ولاتينية وعالمية مميزة وجديرة بالاقتداء .
لقد شكل انتخاب ماديرو خلفا لتشافيز امتدادا لقاعدة استخدام الديمقراطية منصة للتطور والتقدم ورفع شأن الفقراء، وقد برهنت هذه الوسيلة فعاليتها في كل من دول بوليفيا والأرجنتين والبرازيل والتشيلي ونيكاراغوا وغيرها حتى صارت بديلاً شعبياً عن حرب العصابات وأعمال العنف والقتل والانقلابات والارهاب الذي تسبب في حالات كثيرة في إطالة عمر الديكتاتوريات العسكرية من دون أن تنجح في إطاحتها .
ولعل الجديد الذي جاءت به الديمقراطية التشافيزية وقوفها الى جانب الفقراء والحد قدر الامكان من كابوس ما يسمى بالإصلاحات الليبرالية الوهمية التي تلوح بها الأحزاب الليبرالية الممثلة للأسواق الغربية والتابعة للولايات المتحدة.
بالامس القريب صوّت الفنزويليون بوضوح لرئيسهم ماديرو من خلال البقاء على نهج زعيمهم الراحل تشافيز والتمسك بسياسته التي تقوم على الاشتراكية البراغماتية والتعبير عن الاستقلال الوطني ورفض الهيمنة الاميركية ورسم الحدود بين ما يريده الشعب الفنزويلي وما لا يريده.
^