تحت وطأة الاحساس “بالخوف” من الشارع، تندفع بعض الاطراف السياسية الى التوصل لقانون انتخابات لا يتجاوز حدود رفع العتب او تسجيل “النقاط” او التكيف مع “الواقع الجديد بعد رحيل ميقاتي وتكليف تمام سلام لتشكيل الحكومة العتيدة ، ولكن ليس بقصد الانسجام معه طبعا، وانما لايهام الجمهور “بالامتثال” له تمهيدا لتجاوزه والتنصل من استحقاقاته على ضوء الرهان على “جبهة النصرة” في حربها المعلنة ضد النظام في سوريا .
المسألة هنا لا تتعلق بخيارات “الستين” او “الارثوذكسي ”او “النسبية” بقدر ما تتعلق “بالخطاب” الذي يتبناه كل طرف ، وبالصورة التي يعكسها، وهنا نحتاج الى التذكير بمنطق احترام، “هيبة الدولة ” التي مازالت تتعرض كل يوم للتجريح ، ومنطق احترام “عقول ” الناس وذاكرتهم والابتعاد عن “التشاطر عليهم، ومنطق الانحياز للضمير العام بدل استدعاء الحسابات الشخصية والاهم منطق الخروج من حالة الرهان على سرعة تمدد “جبهة النصرة ” التي تخوض معارك شرسة في بلاد الشام تحت راية “تنظيم القاعدة ” .
فهل ننجح فعلا في الخروج من “مسرح” الاستعراض او من “حلبة” المصارعة التي غالبا ما يخرج من مبارياتها خاسرا بامتياز،والاسراع باقرار قانون جديد للانتخابات على اساس النسبية التي لا شك بانها تشكل المفتاح اللائق للخروج من دائرة “الرتابة” السياسية والوسيلة الافضل لاقناع “الجمهور” وجذبه الى عروض جديدة تتناسب مع التحولات التي استجدت على الساحة عمقت بداخلهم مزيدا من “الوعي” والكشف، والشك ايضا بالتركيبة السياسية البالية.
^