تزايد الجدل وكثرت منابر الحوار طوال الاشهر الماضية حول قضايا الموحدين المسلمين الدروز في سوريا ، الذين احتلوا موقع الصدارة في كافة أجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية بعد الفتوى التي اصدرها النائب جنبلاط ودعا فيها الى هدر دم ابناء الدروز الموالين للنظام في سوريا.
في هذا الجو المفعم بالتجليات والمستجدات في سوريا وتهديدها بخطر التمزق إلى دويلات مذهبية زار وفد من بلدة “داما ” في سوريا رئيس حزب “التوحيد العربي”، الوزير وئام وهاب، في دارته في الجاهلية الذي جدد خلال لقاء جمعه مع ابناء جلدته على موقفه الثابت والاكيد في حفظ دماء “إخواني الدروز في سوريا لأنها غالية ولا تثمّن”، موضحاً أنه “على الجميع أن يعرف أن الذي لا يحفظ إخوانه ويحرّض عليهم هو ليس موحداً، مؤكداً أنه لن “أبدل أي نقطة دم من دمائكم بكل مراكز هذه الدنيا.
يبدو أن النائب جنبلاط ،وبرأي الكثيرين من ابناء “داما” ، كان صادقاً حين أعلن انضمامه الى “جبهة النصرة” التي اعلنت بدورها القتال في سوريا تحت راية “تنظيم القاعدة ” وبالتالي فان جنبلاط قرر الاستفادة من هذا الوضع لدفع جبل العرب الى حالة من الفوضى قبل ان ينزلق الى اتون الحرب والاقتتال الداخلي.
ومن يرصد الحراك الصاخب لجنبلاط الآن يجد أن هناك اصرارا عنده لجر ابناء السويداء إلى ملاعب أخرى، وإلى ضواحي القضية الوطنية الأم، بحيث لم يعد لدى الموحدين الدروز في سوريا من فائض الوقت كي يفكرون بمحيطهم العربي وبالتالي الانكفاء عن امتدادهم القومي لمصلحة قيام الكانتونات المذهبية التي تخدم مصلحة “اسرائيل” في المنطقة.
بالمقابل يبدو ان كلام وهاب امام الوفد كان بمثابة جرس انذار كي تسارع النخب الموحدة في سوريا إلى تدارك ما يمكن تداركه، وإجهاض ما يراد لها أن تبلغه، والا فإن الندم سوف يشمل كل ابناء سوريا ، لكن بعد فوات الأوان.
^