أشار رئيس حزب “التوحيد اللبناني” وئام وهاب في حديث لقناة “الميادين”، ضمن برنامج “في الميادين”، مع الإعلامي غسان بن جدو الى أن “الحريرية السياسية تعيش موتاً بطيئاً مع قيادة رئيس الحكومة السابق النائب سعد الحريري لأن لا استراتيجية سياسية واضحة لها، على عكس ما حققته في عهد الرئيس الراحل رفيق الحريري من نهج سياسي واقتصادي هام”، لافتاً الى وجود “تنافس على الصعيد السني في لبنان، والبعض يستفيد من الحركة السلفية أو التكفيرية”، موضحاً أن “أهمية رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري تكمن في أنه “منع التطرف في لبنان وهذا ما لم يستطع أن يفعله سعد الحريري، حيث هناك مصلحة في وجود تيار “المستقبل” المعتدل في وجه الإخوان المسلمين في زمن الربيع العربي”.
ووصف وهاب “تيار المستقبل بأنه كناية عن مجموعة من الموظفين، مشيراً الى وجود مزايدة سياسية عليه من الإخوان في لبنان وأن البعض يتهمه بالرياء والتخلي عن السّنّة، موضحاً “أن قطر هي التي تدعم الإخوان لتحقيق دور ما في الوطن العربي”، بالرغم من أن “هناك تناقضاً على الساحة الخليجية، لافتاً الى “أن جماعة الإخوان في مصر تقوم بأسوأ الممارسات في الحكم”.
وفي ما يتعلق بتسمية النائب تمام سلام رئيساً للحكومة، لفت وهاب الى أننا في “عهد آخر وتقاسم للنفوذ وتم الإتفاق على رئيس للحكومة، والأميركي هو من يقرر وفي مكان ما يلتقي الإيراني والأميركي وهناك شيء ما حدث وتم الإتفاق على النائب تمام سلام”، كاشفاً أن “الأولوية لدى النائب سعد الحريري أن يعود هو لرئاسة الحكومة، ونتيجة الاتصالات أدرك أن عودته ممنوعة، والخيار الأول كان اسم سعد الحريري والخيار الثاني النائب بهية الحريري والخيار الثالث المدير السابق لقوى الأمن الداخلي أشرف ريفي، لكن تم رفضهم لأنهم أسماء تحدٍ من قوى 8 آذار، كاشفاً عن أن “مَن أوحى لرئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط أن يسمي سلام هو رئيس مجلس النواب نبيه بري بالتشاور مع “حزب الله”.
وأوضح وهاب أن “المشكلة مع جنبلاط ليست فردية ولها أسبابها وهي السماح بممارسة الأمن الذاتي في الشوف، وجنبلاط لا يمكنه المطالبة بالحرية في سوريا وهو يمارس الأمن الذاتي في الشوف ويعين مجرماً مسؤولاً للأمن في منطقة في الشوف”، مشيراً الى أنه “خائف على حريته من جنبلاط في الشوف”.
وتطرّق وهاب الى حادثة بقعاتا التي ذهب ضحيتها الشاب جاد البعيني مؤكّداً على “أننا في الجبل نؤمن بالقضاء والدولة وليس بالثأر”، مشدداً على أنه “لن أسمح بمشكل في الجبل وسنتصرف بكبر ومستعدون للتضحية بالمزيد من أبنائنا حفاظاً على استقرار الجبل”، مؤكّداً أن عهد التفرد بالقرار والسلطة في الجبل انتهى.
وتساءل وهاب: “من أعطى جنبلاط الحق في هدر دم دروز سوريا إذا وقفوا الى جانب النظام؟”، لافتاً الى أن “جنبلاط إعترف بفشله في تغيير رأي دروز سوريا من النظام السوري، وبكلامه عن دروز سوريا تجاوز الخطوط الحمر عندما دعا الى قتل نصف دروز العالم، ومشايخ الدروز في سوريا ولبنان مستاؤون من كلام جنبلاط ودعوته لهدر دماء دروز سوريا الموالين للنظام،”، واصفاُ ذلك “بالجنون”، داعياً جنبلاط الى الاعتذار من دروز سوريا.
وجدّد وهاب تأكيده على أن هناك معادلة في المنطقة لا يستطيع النائب جنبلاط أن يتجاوزها، متسائلاً: الاتحاد الأوروبي مجتمعاً لم يجرؤ على وضع “حزب الله” على قائمة الإرهاب بالرغم من الضغط الأميركي فهل سيتمكن جنبلاط من ذلك؟
وحول الوضع في المنطقة أوضح وهاب “أن المنقطة ذهبت باتجاه معادلة جديدة مع سقوط الرئيس صدام حسين، لافتاً الى وجود “رهانات على سقوط سوريا وأن التقسيم سيطال الساحة العربية بأجمعها، كاشفاً عما قاله له النائب جنبلاط بأن “الأسد سيسقط سريعاً بعد دخول الأميركيين الى العراق عام 2003”.
وحول الوضع في سوريا أكّد وهاب: أننا “ذاهبون نحو مواجهة على مستوى كل المنطقة”، موضحاً أن “المعركة في سوريا مفتوحة وسوريا لن تسقط لأن محور المقاومة والممانعة لن يسمح بسقوطها، مؤكّداً أن النظام السوري لن يسقط وإذا سقط المنطقة ذاهبة الى الاشتعال”.
وحول الموقف الروسي من سوريا أوضح وهاب أن “الموقف الروسي لن يتزعزع، لأن المنطقة الممتدة من طهران حتى العراق وسوريا وفلسطين هي منطقة روسية لن تسقط، كاشفاً عما قاله له الرئيس بشار الأسد “بأن الموقف الروسي ثابت لأنه عقد اتفاقاً استراتيجياً مع بوتين عام 2007″، واصفاً القادة العرب في جامعة الدول العربية بأنهم دمى عربية وليس قادة، مؤكّداً أن “جامعة الدول العربية لا تملك أي قرار، والدمى العربية التي تدعم إسقاط النظام السوري ستسقط على بوابة دمشق”، واثقاً “بأن أردوغان سيُهزم بدوره على أبواب دمشق كما في الداخل التركي”، وموضحاً أن “ما يجري في سوريا ليس إسقاط النظام بل إسقاط الرئيس بشار الأسد كمشروع للمقاومة، وهذا لن يحصل لأن الإمام آية الله خامنئي أكّد عدم سقوط سوريا، والأميركان لن يدخلوا في حرب أو دعم مباشر وأصبحوا يخافون مما يجري في سوريا، وأن الدور القطري أصبح مرفوضاً في كل الساحات العربية، معتبراً أنه “إذا كانت إيران تساوم على طهران فهي تساوم على دمشق، وكذلك روسيا إذا كانت تساوم على موسكو فهي تساوم على دمشق وهذا لن يحصل”.
وحول الوضع الداخلي اللبناني تساءل وهاب: “هل رئيس الجمهورية ميشال سليمان موجود ليكون في حسابات الربح والخسارة؟”، مشيراً الى أن رئيس الجمهورية “عزلته طائفته من خلال لقاء بكركي الذي دفن قانون الستين الإنتخابي وشكل قاعدة لمنطق العماد عون لإيجاد قانون انتخاب جديد”، مؤكّداً أن “الرئيس ميقاتي خسر نفسه ومستقبله باستقالته من الحكومة بسبب تخلي كل الأطراف عنه”، لافتاً الى أن “اللواء أشرف ريفي قد يأتي وزيراً”، لافتاً الى أن “لا معنى لمشاركة قوى “8 أذار” في الحكومة اذا لم تحصل على الثلث المعطل”، داعياً قوى 8 أذار الى “أن تضع خطة إستراتيجية عن المقاومة والوضع الداخلي”.
*