اهتز الراي العام في لبنان عموما وفي مناطق الجبل خصوصا لخبر وفاة المغوار في الجيش اللبناني جاد البعيني وجرح شقيقه بشار ورفيقيهما كفاح هاني بعد ان اقدم المسؤول في الحزب الاشتراكي المدعو ايمن الفطايري على اطلاق الرصاص من مسدسه عليهم في منطقة بقعاتا في الشوف .
هنالك استياء وشجب عام لجريمة القتل التي تعرض لها “جاد” ” وهذا ما يبدو واضحا من خلال المواقف والعبارات التي تردد في اروقة “مزرعة الشوف” التي مازالت وفود المعزين تتقاطر اليها من مختلف القرى والمناطق الدرزية لتقديم واجب العزاء بفقيدها الغالي .
هناك تخوف من ان يصبح الفلتان اكثر حضورا في الجبل الذي نريده واحة الامن والامان، بعد أن اصبح رد الفعل العنيف حاضرا في الشوارع وعلى الطرقات كالذي يمارسه بعض الموتورين لاسباب سياسية وهي تصرفات تعود الى غياب الوعي بحقيقة ما يحضر للوطن من مشاريع فتنوية ما يجعلهم أكثر عرضة للانسياق وراء التصرفات والاعمال الاجرامية ، وارتكاب الحماقات في أي لحظة بمجرد توفر الدافع غير المبرر ليقع ويجر الكثيرين في دوامة العنف.
للاسف الشديد لقد اراد القاتل ايمن الفطايري ومن يقف وراءه تحويل الشوف الآمن الى أزقة منسية ففيها القاتل والمجرم، من خلال مبررات واهية لمسؤولين من المفروض ان يكونوا وصلوا الى بداية سن الرشد حيث يبدأ يكتمل تكوينهم النفسي والفسيولوجي ليتصرفوا برشد ومسؤولية في المواقف التي تواجههم، وعليهم تقع مسؤولية على سمعة مجتمعهم واماكنه العامة.
لاشك بأننا أمام خلل خطير لا مخرج منه الا باتخاذ الاجراءات الحاسمة وبالتطبيق الصارم والحازم للقانون بحق الثلاثي المحرّض والقاتل والمسبب في جريمة بقعاتا لنعيد هيبة الأعراف والتقاليد عند بني معروف كذلك، ولإنقاذ شبابنا قبل أن تتطور الأحداث إلى ما لا يحمد عقباه، ويصبح الجبل وكرا للعنف والاجرام
^