كم جاد علينا ان نقدم بعد على مذبح التغيير ؟
وكم جاد سوف يحمل على الاكف ويرتفع فوق قرى الجبل . وكم بكاء ونحيب سيبقى يصمّ الآذان في يوم العزاء ؟
كم سيطول الانتظار حتى يصبح جاد عريس الجبل يخرج من منزله وهو محمول على اكف رفاقه في عرس تعلوه الاهازيج وعلى وقع طبول الفرح ورقص النسوة وزلاغيطهن التي تعكر كل اسباب الجهل، والعمى، واللاشيء الذي يستحق كل هذاالموت .
هل من حاجة إلى تحقيق، أو من حاجة لمَن يتلو التقرير، أو مَن يقدم الصورة الواضحة عن الذي قتل جاد ؟
ليس هناك مَن يحتاج إلى مثل هذا التفاصيل، لان هوية القاتل واضحة ووجهه ظاهر للعيان وهو يحمل اسماً، وله وجه، وله عينان ويدان وقلب، وهو اكيد لا ترتجف يداه لان قلبه اسود اللون لا كبياض قلب جاد .
صرخةٌ لأجل جاد آخر، له وجه وله ملامح وله أم و اخوة وشقيقة وعروس في الانتظار.
صرخةٌ بوجه آلة الاجرام العمياء التي تستمرّ في قرى الجبل ، بلا أي أفق، وبلا اي حساب وبلا أي جدوى، غير حفر المزيد من القبور، ورفع منسوب الحقد ،وجعل الأسود يملأ المكان…
يا جاد لقد ارتفعت فوق الاكفّ،ولا شيء سيرتفع بعد اليوم الى اعلى من جسدك الذي تكلل بلون الدم ، فيما نحن نسير خلف نعشك في صفوف طويلة، نلحق بالتغيير الذي اصبح القدر الذي تعج به ايامنا القادمة .
^