“المسيح قام من بين الاموات ووطىء الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور” , بهذه الترنيمة العظيمة دخل جموع المؤمنين في لبنان والعالم العربي الى كنائسهم معلنين “قيامة السيد المسيح من بين الاموات”, مفتتحين أمجاد عيد الفصح المجيد.
ها هي اجراس القيامة تقرع من جديد فوق سماء لبنان وسوريا وفلسطين المحتلة وغيرها من البلدان التي تعيش ازمات ومشاكل وحروب قلّ مثيلها في تجارب الأمم والشعوب، حيث تُطالع المرء مشاهد التدمير والخراب، وكأنها مشاهد متبقية من الحرب العالمية الأولى أو الثانية، أحياء أقفرت من أهلها، وقرى أَضحت خراباً، ومدن تحولت إلى متاريس للقتل، حتى بتنا لا ندرك غير الدمار، ولا نعرف عن الغد شيئاً: من منا الضحية، ومن سيكون القاتل ؟
في يوم القيامة لماذا لايفرق حكام العرب بين الحق والباطل في فلسطين المحتلة ، ويسألون عن اي مستقبل يصبون إليه؟!! وما هو السبيل لوقف الاستيطان وعودة القدس الى اهلها؟
ولو سألنا حَملَة السلاح في سوريا ،: ما الذي تسعون إليه من هذه الحرب المدمرة على سوريا ، في الوقت الذي تضحوّن فيه بالوطن والتاريخ معاً؟!!
أي كرامة وأي حرية تتشدقون بها دون سوريا المدنية، ودون سوريا العصية على الاحتلال والغزوات الخارجية ودون سوريا الطوائف المتنوعة والعيش ببحبوحة وسلام ومحبة؟!!
نحتاج اليوم إلى وقفة وطنية وعربية واسلامية من الجميع، والاستماع إلى صوت العقل والحكمة..
نحتاج إلى قرع جرس الإنذار الأخير، علّنا نلحق بعضاً من امة ، وبعضاً من تاريخ لم يُدمر بعد.
نحتاج إلى طاولة حوار حقيقية بين اللبنانيين ، تجلس غالبية الأطراف والقوى والاحزاب السياسية المختلفة حولها بمساواة وعدالة ومسؤولية وطنية ، في سبيل الوصول إلى مصالحة وطنية تمهد الطريق نحو قانون انتخابات يمهد لتعددية حقيقية بعيدا عن كل اشكال التهميش والاقصاء .
انتبهوا الامة والوطن بخطر، وجميعنا شركاء في المصير!!!
@