لا يوجد – كما تشير التسريبات – أي اختراقات «نوعية» في تشكيلة الحكومة القادمة بعد استقالة ميقاتي ، لكن من المتوقع ان تكون ثمة «تغييرات» واضحة في خريطة «الأسماء» خارج الحكومة، وربما في مواقع مهمة.
لا شك أن انظار الناس تتجه نحو «تغيير» الصورة، لكن الأهم من ذلك هو انتظارهم «لمبادرة» جادة تنهي حالة القطيعة والجفاء بين الاطراف السياسية ، وتبني مرحلة جديدة من الثقة والتفاهم بينهم، وتؤسس لمرحلة جديدة صحيحة تحسم الجدل الدائر حول قانون الانتخابات .
لم يعد الناس يراهنون على المشاورات النيابية، فقد جربوا على مدى الاعوام المنصرمة «النواب» والأفعال، واكتشفوا أن مشوار التغيير ما زال طويلا، وان بعض المسؤولين أخطأوا بتشخيص الواقع .. أو تعاملوا معه بمنطق اللامبالاة ومع ذلك تحملوا والتزموا الهدوء والعقلانية، وكان أقصى ما فعلوه أنهم «اصروا» على المطالبة بضرورة التغيير ، وانتظروا لحظة الفرج،علّها تاتيهم من خلال قانون للانتخابات يعبرون من خلاله عن ارادتهم الحرة في بناء دولة حرة وكريمة لكن ما حدث بعد استقالة خكومة ميقاتي اصبح يتجاوز الهواجس والمخاوف في التوصل الى هكذا قانون ، الأمر الذي يستدعي اعادة البحث عن «مبادرات» حقيقية تعيد الحياة السياسية عنوانها الصحيح، وتبدد ما تراكم من «سوء فهم» ومحاولات «تعكير» للصفو الوطني، لكي نضمن السلامة لبلدنا ونتجاوز جميعا محطة الحذر والمراوحة، بكل ما فيها من مخاوف واشتباكات، الى مرحلة «انتقالية» تحافظ على السلم الداخلي وتجري فيها انتخابات نيابية على اساس قانون عادل للانتخبات وتعيد الثقة المطلوبة بين مكونات الوطن .
ما الذي يمنع النواب في بلدنا اليوم للانعقاد لطرح مثل هذه المبادرة، والتوافق في ما بينهم على خطة للخروج من الازمة الداخلية التي تطاردنا، وتحديد بوصلتهم نحو المصلحة الوطنية التي لا يختلف عليها إلا الذين اخذتهم حساباتهم الشخصية الى منطق آخر أخرى لا علاقة لها بالبلاد ولابالعباد .
نعتقد ان من بين النواب من يفكر بذلك، ومن يسعى الى ضرب الجدران من داخلها لكن نجاح هؤلاء سيتوقف على رغبة جميع زملائهم بتجاوز الحالة بحلول مقنعة، لا سيما أن أمامنا اياما صعبة لا يمكن ان نواجهها دون وفاق وطني، ومصالحات عامة، بعيدا عن المصالح الآنية او العناد والتحدي لأسباب باتت معروفة .
باختصار، دقت ساعة المبادرة الوطنية، وآن أوان تشكيل حكومة تشرف على انتخابات شفافة وحرة ونزيهة من اجل الحفاظ على ما تبقى من دولة لا قيمة لأحد بدونها .
^