بمناسبة مرور عامين على الانتفاضة البحرينية التي انطلقت في 14 شباط 2011 بالتزامن مع الذكرى العاشرة لإطلاق الميثاق والدستور البحريني، رعى رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير وئام وهاب المهرجان الفني التضامني الذي أقامته اللجنة الأهلية الدولية للتضامن مع شعب البحرين، في قاعة الشهيد السيد عباس الموسوي في مجمع القائم (ع)- صفير، بحضور رئيس اللجنة، القيادي في الحركة الرسالية المتمثلة في تيار العمل الإسلامي في البحرين السيد جعفر العلوي، وممثل وزير الدفاع فايز غصن وممثل تجمع العلماء المسلمين وممثلي الأحزاب الوطنية وعدد من الهيئات الاجتماعية والنسائية والخيرية والدبلوماسية.
ألقيت خلال المهرجان كلمات عدة، فكان كلمة للوزير وهاب أوجز فيها ما يعصف بأمتنا وعالمنا العربي من كوارث وفواجع سياسية وأمنية واجتماعية، معلناً وقوفه الى جانب الانتفاضة البحرينية، “لأننا ندرك الارتباط الوثيق فيما بيننا، وندرك وإياكم بأن استهدافنا بات واضحاً من قبل قوى الرجعية والأنظمة العفنة والسياسة الغربية، وهو دليل على ما يحاك ضدنا في أرجاء هذا الوطن العربي. فقال:
“في يوم التضامن مع الشعب البحريني الشقيق، وبعد عامين من انتفاضته في وجه الحكم المتسلط والمتغطرس على شعبه، نحاول إيجاز النقاط وسردها من خلال ما يعصف بأمتنا وعالمنا العربي من كوارث وفواجع سياسية وأمنية واجتماعية.
وتابع: ذنبك أيها البحريني الشريف، أنك تتوق لرؤية بلدك ينعم بالإخاء والديمقراطية والحرية، وتتوق لأن تبني وطناً تحكمه القوانين والدساتير الخارجة على حكم العشائر والمزارع والقبائل.
ذنبك أنك تفقه معنى السيادة والانتماء للدولة العادلة، وتناضل من أجل إحقاق مقومات الوجود الإنساني في بلدك، مع حكم يستمر بشق الأنفاس من أوكسجين الإرادات الأجنبية، وسطوة ما تبقى من ملوك وأمراء ومشايخ يعربيون، لبسوا الذل والهوان، وكتبوا العار على صفحات تاريخهم الأسود.
ذنبك أنك مؤمن بقضيتك، ملتزم بإيمانك، وتدرك حجم المخاطر التي تهدد وجودنا العربي والإسلامي على حد سواء.
ذنبك أنك ترعرعت على حفظ المواثيق والعهود، وتنشقت رياح التحرر من هيمنة الاستعمار، وذنبك أنك تقاوم بالسواعد الواعدة، والصدور العارمة، والجباه المرفوعة، والحناجر التي لن تسكت قبل تحقيق مطالبها والمحقة والعادلة لبلدها وشعبها.
وأضاف: في يوم التضامن هذا، نعلن وقوفنا الى جانبكم، لأننا ندرك الارتباط الوثيق فيما بيننا، وندرك وإياكم بأن استهدافنا بات واضحاً من قبل قوى الرجعية والأنظمة العفنة والسياسة الغربية، وهو دليل على ما يحاك ضدنا في أرجاء هذا الوطن العربي.
وأكّد: “أن هذه الانتفاضة التي بدأت منذ عامين مع الذكرى العاشرة لإطلاق الميثاق والدستور البحريني، ومازالت في توهجها واستمراريتها حتى اليوم، تؤكّد على أن يوم الغضب في الرابع عشر من شباط عام 2011، يشكل ومن ميدان اللؤلؤة بالذات استهدافاً ثابتاً، للحصول على ما أردتموه لبلدكم من ديمومة البقاء وسلامة الناس”، موضحاً “أن هذا التحرك المبارك، جاء استكمالاً لمسيرات ومواجهات سابقة منذ ما يزيد على عدة عقود من الزمن، وقد آن الأوان لمواسم القطاف، واستعادة الحقوق، وامتلاك القرار الوطني”، لافتاً الى “أن هذه الانتفاضة قامت على أساس مشروع إصلاحي سياسي، اقتصادي، واجتماعي، يطالب بإسقاط الدستور المعلن عام 2000، وإعداد دستور جديد، وانتخاب حكومة من الشعب والإفراج عن النشطاء والسياسيين ورجال الدين المحتجزين منذ آب 2010 في سجون العائلة الحاكمة، والمطالبة بإلغاء صلاحيات مجلس الشورى المُعيّن، وضرورة تداول السلطة، وحل مجلس النواب، وإطلاق حرية الرأي وتشكيل الأحزاب، ووقف التجنيس السياسي.”
وأكّد على “أن الانتفاضة البحرينية “لم تأتِ في لحظات الجنوح العربي، ولم تتلوّن بألوان هذا الربيع الحاقد، الذي دمّر البشر والحجر، وبات يقتات على موائد المذاهب والطوائف والعشائر والقبائل، ولذلك كان الحراك الأبرز لانتفاضتكم في مدينة “المحرق” التي سُميت بمدينة التلاحم الشعبي لأبناء البحرين، حيث تجلى الانصهار الوطني لمكونات الشعب ومن كل الأطياف والفئات.”
وأضاف: “لقد شكلت انتفاضة البحرين، نموذجاً ريادياً في مواجهة السلطة الحاكمة، فلم تستعمل وسائل القتل والاعتقال، وإحراق المنازل والمساجد التي يلجأ إليها المؤمنون، ولم تطلق الرصاص والقنابل بل بقيت على طهرها تناضل من أجل الناس والوطن، ولم تطلب مساعدة أحد لأنها قادرة على فرض شروطها وبرنامجها السياسي.
لذلك، فإننا ننظر الى ما يجري في عالمنا العربي من أحداث متسارعة، تؤكد لنا باليقين أن حجم المؤامرة بات يهدد سلامة الجميع بلا استثناء، وكل ذلك تحقيقاً لرغبة أميركا و”إسرائيل” وحلفائهم في الداخل من مواخير النفط وعروش الخيانة، الذين يمولون ويدربون ويسلحون مجموعات الإرهاب وعصابات الكفر بالله والذبح بإسم الدين والله، في أبشع صور الإنسانية، وإرادة الله عز وجل.”
وجدّد وهاب تأكيده على “أن هذه الحفنة الحاكمة في البحرين وفي بعض الدول الأخرى ستسقطها إرادة الشعوب عاجلاً أم آجلاً، فقد خرجنا من أزمنة الوثنية، وعبادة الأصنام، وتماثيل الشمع، وتاريخهم الأسود المليء بالعار والنكبات من فلسطين الى العراق والى لبنان، فلم يقفوا لمرة واحدة وقفة العز والمجد والإباء، بل هانت عليهم القدس وبيت لحم والمسجد الأقصى، حيث يدنسها العدو ويستبيحها كل يوم.”
وتابع وهاب: “إن ما نشهده اليوم من استمرار لتدمير الدولة السورية، بدعم من هؤلاء المفسدين في الأرض، وما يحصل من تفجيرات متزامنة في أرض العراق يدل وبشكل واضح على معاقبة قوى المقاومة وعلى انتقامهم من زمن الانتصارات في لبنان وفلسطين، وضرب التلاحم الإقليمي والدولي مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وروسيا والصين، الذين عرفوا ما تريده أميركا وحلفاؤها من حربهم المستمرة على أرضنا العربية، وإقامة نظامهم الجديد عبر رأس حربتهم دولة الاغتصاب والصهيونية والعنصرية، واعلموا بأن المعركة واحدة من بيروت الى دمشق الى البحرين، وأن العدو واحد والمقاومة واحدة في كل تلك الدول، واعلموا أن النصر حليفنا وحليفكم، واعلموا أن أمة أنجبت عماد مغنية وراغب حرب وعباس الموسوي، وأمة فيها السيد حسن نصر الله حتماً لن تُهزم أبداً
أما أولئك الصغار من غربان العرب، وبقايا الامبراطورية العثمانية، فقد ساءهم أن يقف شعبنا في مشهدية المقاومة ودحر الاحتلال والتصدي له، وإجباره على الرضوخ، وخافوا من يقظة الوجدان في ضمير الأمة فسارعوا للإرتماء تحت أقدام الغرب، ولم يتعلموا من ما أصاب حلفاؤهم من هذا الغرب اللعين في مصر وتونس بشكل خاص”، مؤكداً على أن إرادة الشعوب وحدها القادرة على بناء مستقبلها، ووحدها صاحبة الحق في تبديل الأنظمة، لكننا نعلن وقوفنا في وجه كل التدخلات الخارجية من سياسية وعسكرية واقتصادية، لأننا ندرك بأن هذا التدخل له استهداف واضح يتجلى في زرع الفتن بين أبناء الأمة، وتقسيمها من جديد بعد أن سقطت عملياً مفاعيل سايكس بيكو، وأزمنة الإرتهان والإنتداب والوصاية، وباتت “إسرائيل” على قاب قوسين من زوالها عن أرض فلسطين الحبيبة”، واعلموا كما أن هذا الغزو اليهودي لفلسطين هو مؤقت فإن غزو آل خليفة هو مؤقت في البحرين أيضاً.
وأوضح: أن استهداف سوريا الممانعة والمقاومة أتى لأنها جزء من قوى المقاومة، ووقفت الى جانب حركات التحرر، وتشكّل السد العربي في مواجهة الطغيان وجبروت المستعمرين، واعلموا أن مَن يحلم في سقوط سوريا سيحلم طويلاً”، مؤكّداً أن سوريا لن تسقط طالما الجمهورية الإسلامية الإيرانية قوية والمقاومة قوية وطالما الجيش العربي السوري بخير سوريا لن تسقط”، لافتاً الى أن المعركة في سوريا طويلة، لأنها كونية الأبعاد بكل ما للكلمة من معنى، لكننا ندرك أيضاً بأن الخروج منها يتطلب الصبر والصمود، وإحياء الروح الوطنية والقومية، والإلتفاف حول الدولة وجيشها الباسل الذي يعتنق في جوهر بنيانه عقيدة القتال من أجل السيادة القومية وعودة كافة الأراضي المغتصبة.
وختم وهاب: طالما أن هذا اليوم التضامني يقام على أراضينا اللبنانية، فإننا نقول للجميع في مختلف مواقعهم، إن بيروت ستبقى عاصمة الحرية وعاصمة المقاومة وعاصمة العروبة ولن يستطيع أحد تبديل هويتها وتاريخها، وستصبر بيروت حتى يمل الصبر منا ولكن يا ويلكم لو أخطأتم في لبنان وتجاوزتم الخطوط الحمر المرسومة، سنقاوم الفتنة ونرفضها ونمتنع عن الدخول فيها وإياكم تجاوز الخطوط الحمر لأن ذلك سيكون دماركم”.
ووتابع: بيروت ستبقى وفية لدماء شهدائنا، وفية لمَن وقف الى جانبها في حربها الأهلية، والى جنب مَن قاوم احتلالها واجتياحها، والى جانب مَن أسقط خطوط التماس بين شرقها وغربها.
أما أنتم يا مَن تتلهون بالقوانين الانتخابية، تأميناً لمصالحكم الذاتية وهيمنتكم على مواقع السلطة، نقول لكم وبكل محبة إن بقاء الوطن هو الأهم، وسوف يبقى هذا الوطن أمانة في أعناق أبنائه الشرفاء الذين دحروا العدوان، وأسقطوا السابع عشر من أيار، ولكن لن يكون هذا الوطن ممراً أو مقراً للذين يريدون العبث بأمنه وأمن سوريا التي قدمت آلاف الشهداء من أجل بقائه واستمراره.
ووجه وهاب تحية “الى شعبنا في البحرين وتحية الى قيادة انتفاضته، وجمعياتها وأحزابها، تحية لكل الذين عاهدوا الله وما بدلوا تبديلا، وأننا وإياكم على موعد مع النصر العظيم على قوة الظلام والاستبداد والاستكبار”.
@