وصل وزير الخارجية الأميركية جون كيري الى المنطقة، واستبق زيارة الرئيس الأميركي الى “إسرائيل”، وأفاد بأنه “سيحاول إحياء مبادرة السلام العربية التي أقرتها الجامعة العربية في بيروت في عام 2002، وذلك في أعقاب التطورات الأخيرة في العاللم العربي”.
وتقول المصادر، إن كيري نجح في إقناع الرئيس أوباما بضرورة منح هذه المبادرة فرصة في الوقت الحالي، وأن من شأن دفعها تحسين صورة الولايات المتحدة ومكانتها في العالمين العربي والإسلامي، “ما سيتيح اتخاذ قرارات حاسمة في الملفين الإيراني والسوري”.
وأوباما خلال زيارته لـ “إسرائيل” أفصح عما يحمله في جعبته، هو أكّد أن تحالفه مع “إسرائيل” أبدي، وجدد التزامه أمنها والحفاظ على تفوقها العسكري في المنطقة، وشدد أوباما، أن مصلحة الأمن القومي الأميركي هو في الوقوف مع “إسرائيل” وذلك يجعل أمن الولايات المتحدة أقوى.
وإذا علمنا أن المساعدات المالية الأميركية لـ “إسرائيل” بلغت منذ إقامة الكيان الصهيوني أكثر من 230 بليون دولار أميركي، هذا يعني أن العلاقة الإسرائيلية – الأميركية هي أكبر من مجرد تحالف أو شراكة، فالولايات المتحدة تقدم مصلحة “إسرائيل” على مصالحها، لأن “إسرائيل” ثكنة متقدمة لمصالح دول الغرب والولايات المتحدة.
من هنا، فإن الحديث عن استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية الهدف منه هذه المرة انتزاع اعتراف من الطرف الفلسطيني بـ “يهودية إسرائيل” مقابل بيع الأوهام من جديد حول ما يسمى دولة فلسطينية قابلة للحياة.
أوباما جاء لتعزيز تحالفه مع “إسرائيل” ومحاولة إحداث اختراق في المعادلات الإقليمية، وهو انتظر طويلاً ليرى سقوط النظام المقاوم والممانع في سوريا العروبة، ويبدو أن انتظاره سيطول.
جاء أوباما هذه المرة عراباً وراعياً لمفاوضات جديدة، وهو يظن أن بإمكانه تحقيق إنجاز ما لـ “إسرائيل” في إطار تسوية جديدة في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية، القضية المركزية للأمة.
بالتأكيد، الصراع مستمر، ومنظومة المقاومة في أوج جاهزيتها، والتهديدات الإسرائيلية رد عليها المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامنئي، “إن أي اعتداء على إيران، سيكون الرد مسح تل أبيب وحيفا من الوجود”.
محمود صالح