تعيش الساحة الداخلية منذ اشهر عديدة توتر كبير يصعب التكهن بما سينتهي إليه، لا سيما أن التطورات السياسية والأحداث الامنية مستمرة في أكثر من مكان ، وهي تنذر بمزيد من التداعيات على غير صعيد.
ومما لا شك فيه أن القراءة العامة لما يجري في العديد من المناطق اللبنانية تعزز الاعتقاد بأن فترة هذه الفوضى ليست قصيرة، وإننا سنشهد مزيداً من الأحداث والمتغيرات في المستقبل،بعد ان رفض عددا من المسؤولين وبعض القوى “السلفية” تطبيق سياسة النأي بالنفس عن التداعيات المحتملة للتطورات الجارية في سوريا وتوريط انفسهم في المعركة الدائرة بين الجيش السوري من جهة والجماعات التكفيرية المسلحة من جهة اخرى.
اليوم يتعرض لبنان من جديد لمخاطر خارجية لإعادته إلى دائرة التوتر الداخلي وأجواء الفتنة الطائفية والمذهبية، وها هي الفتنة تطل برأسها من جديد من خلال الاعتداء على مشايخ من دار الفتوى الامر الذي يضاعف المسؤولية الكبرى التي تقع على المرجعيات السياسية خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها، لدرء الفتنة التي تشكل العدو المشترك لنا جميعا، والى
تغليب لغة الحوار والتوافق ليس من أجل الوصول إلى تفاهمات بين الاطراف السياسية فحسب بل من أجل تحصين الداخل اللبناني مما يمكن أن يصيبه من شظايا هذه الاحداث المستعرة في اكثر من بلد عربي .
^