نشعر بالحزن والأسى عندما نلقي نظرة على المشهد السياسي في لبنان فهذا البلد ” الديمقراطي” الغني بامكاناته والعريق بتاريخه وحضارته ينزلق إلى الهاوية ويصبح منقسما على نفسه بين معارض وموال وفي ظل غياب تام للدولة وسلطة غير قادرة على كبح جماح التطرف والفوضى الامنية الحاصلة في عدد من المناطق اللبنانية ،في حين يبدو رئيس الحكومة في غمرة هذه الاحداث وكأنه لا حول له ولا قوة .
أما الشارع اللبناني فما زال ملتهبا والاعتصامات التي تنظمها هيئة التنسيق النقابية تجول كل يوم في الشوارع منددة بالاجحاف الذي الحقته بهم حكومة الرئيس ميقاتي التي رفضت بدورها اقرار سلسلة الرتب والرواتب للعمال والموظفين تساندها في ذلك الهيئات الاقتصادية صاحبة رؤوس الاموال ، وكل ذلك ينعكس على المواطنين الذين يعانون من الفقر والبطالة والغلاء الفاحش بعد ارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية والمحروقات في الظرف الحالي الصعب .
اليوم ونحن على ابواب اجراء انتخابات نيابية مزعومة في حزيران المقبل ما زال البلد يعيش مخاضا عسيرا وما زالت التجاذبات تشتد بين الموالاة والمعارضة المسلمين وما زال الشارع اللبناني ملتهبا ويشهد كل يوم احتجاجات ومظاهرات واشتباكات بين الجماعات الاصولية من جهة وبين الجيش والقوى الامنية من جهة ثانية والأهم من هذا أن المواطنين افتقدوا الأمن والأمان وأصبحوا لا يؤّمنون على بيوتهم وأملاكهم وحتى على أبنائهم وكل ذلك يجري ولا توجد أي بوادر لانفراج الأزمة السياسية والاقتصادية وما زال الناس ينتظرون وينتظرون ولا يعرفون متى سيأتي الفرج .
^