أفرغ وزير الخارجية الأميركية جون كيري ما في جعبته في توقيت يسبق زيارة الرئيس باراك أوباما الى الكيان الصهيوني، وهذا ليس مجرد صدفة، إنها رغبة أميركية دخلت حيز التنفيذ وهي مؤشر واضح لفشل المشروع المعادي الذي يستهدف سوريا.
وأعلن كيري صراحة أنه “يريد أن يجلس الرئيس بشار الأسد والمعارضة الى طاولة المفاوضات”، أي بجانب ممثلين عن المعارضة بغية تشكيل حكومة انتقالية ضمن الإطار التوافقي الذي تمّ التوصل إليه في جنيف”.
الكلام الأميركي ينسف كل الرهانات على الحل العسكري ويشكل ضربة لحسابات المحور التركي – القطري – السعودي.
ويتطابق الموقف الأميركي في هذه التصريحات مع الموقف الروسي الذي يعد الرئيس الأسد جزءًا من العملية السياسية وليس جزءًا من المشكلة، وهذا أبلغ دليل على فشل الأعداء ورهاناتهم.
ما تقدم يثبت، أن الولايات المتحدة، ليست اللاعب الوحيد في الملعب، وهناك سيناريوهات متعددة لمراحل متتالية، وفي المقدمات، نرى الأميركي وقد بدأ يهدّئ مع الروسي، لكنه لا يستطيع أن يقوم باستدارة كاملة لكل أذرعته وأدواته في المنطقة وهذا سيحتاج لبعض الوقت.
ويحاول الأميركي، الذهاب الى طاولة التسوية للأزمة السورية وهي ممسك ببعض ما يراه على أنه إنجازات، لكن الوقائع على الأرض تقول غير ذلك، وهو لا يملك أي شيء على الأرض وأدواته تساوي الصفر، ولن يكون لها مكان في الحوار السوري الداخلي.
من هنا، فالطريق أصبحت واضحة نحو برنامج للحل السياسي ومطلوب اليوم تهيئة بيئة مناسبة للحوار، والمفاوضات الحقيقية ستكون حسب البرنامج السياسي الذي طرحه الرئيس بشار الأسد، وبعد ذلك سيتمّ تحديد ثابت أساسي وهو الانتخابات وليس مفاوضات بين الرئيس الأسد وفريقه وما بين مَن تعده الولايات المتحدة لطاولة المفاوضات.
القرار والحل هو بيد سوريا وحدها، ولبرنامج وطريق وخارطة واضحة وصناديق الاقتراع هي مَن ستقول كلمتها.
الجديد الذي يمكن قوله، لقد بدأ العد العكسي لإنهاء الأزمة السورية، وهذا سيكون له تداعياته على مستوى المنطقة وهي مؤشرات لفشل المشروع المعادي وأدواته في العالم العربي برمته، وستثبت الأحداث أن ما سمي “ربيعاً عربياً” لم يكن سوى خريف الأدوات العابثة بمصير العالم العربي وثرواته ومستقبل أجياله.
محمود صالح