هناك ضرورة ملحة لاعادة تقييم التجربة النيابية في لبنان ، و هناك ضرورة لتعديلها بما يتفق مع روح وجوهر الديمقراطية والمصالح العليا للوطن ودعم الاستقرار والأمن فيه ، و عدم السماح بحدوث اصطفافات مذهبية أو أنقسامات عشوائية بين أفراد الشعب ، لا سيما هناك الكثير من المواطنين ممن يعتقد بأن سلبيات المجالس النيابية السابقة كانت اكثر من ايجابياتها ، حيث عدم الكفاءة بشكل عام ، أضف إلى ذلك المهاترات التي كانت تحدث بين النواب مما ساهم في خلق أجواء مرفوضة من التوتر و مسلسلات من الاحتقانات الضيقة والسلوك المتشنج الذي تطور الى مصادمات بين النواب في اغلب الاحيان.
ان التقدم خطوات للامام يتطلب الحرص على التوافق الوطني بين كافة الأطياف ، والابتعاد عن السلبيّة ، وأن نعمل جميعاً على اختلاف آرائنا واتجاهاتنا في إيجاد بيئة حاضنة للتوافق و الاتفاق على قانون جديد للانتخابات على اساس النسبية لمواجهة الظروف الراهنة غير المثالية التي يمكن وصفها بأنها تأتي في خِضَم الخطاب المذهبي والعرقي التي تعيشه منطقتنا على وقع رياح “الربيع العربي” ،الامر الذي يجعل من المفيد جدا الابتعاد عن التفاصيل الضيقة عند البحث في القانون العتيد للانتخابات لان الشيطان يكمن في التفاصيل.
@