زار رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير وئام وهاب سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ ناصر الدين الغريب، في دارته في كفرمتى.
تناول اللقاء قانون الانتخابات، وقضايا لبنان والمنطقة، كما جرى بحث في قضايا الطائفة الدرزية في لبنان وسوريا.
وبعد اللقاء أكّد وهاب على أن الزيارة “جاءت في إطار التشاور الدائم مع سماحة الشيخ الغريب والاسترشاد برأيه في كل القضايا في لبنان والمنطقة وخاصة قضايا الطائفة الدرزية في لبنان وسوريا”، لافتاً الى ما تتعرض له الطائفة الدرزية من ممارسات خطف وقتل وتنكيل على يد الجماعات الإرهابية التي “تطال الأبرياء منهم، لا لشيء إلا لأن أبناء الطائفة الدرزية في سوريا هم الى جانب دولتهم وجيشهم ووحدة وطنهم.
وحياّ وهاب كل أبناء الطائفة الدرزية في سوريا والجولان على وقفتهم “الشجاعة، والذين يعلّمون من خلالها الأمة كلها المقاومة والصمود في وجه الاحتلال الإسرائيلي والتمسك بهويتهم العربية، موجهاً التحية الى شهداء الجيش العربي السوري وكل شهداء سوريا، الذين يدافعون عن وحدة سوريا ويحاولون صيانتها “لأن أي تمزّق وأي خراب في سوريا حتماً سيدفع ثمنه لبنان في ظل هذا الأداء السيء للدولة اللبنانية من قبل كل الأجهزة، إن كان على صعيد الانتخابات وقانون الانتخاب الذين يحاولون تهريبه أو يحاولون إنتاج قانون شبيه بقانون الستين لمحاولة الهيمنة على المجلس، مؤكّداً على “أن هذا الأمر لن يمر”.
وناشد وهاب الرئيس نبيه بري، الذي “التزم أصلاً بأنه سيمشي بالإجماع المسيحي، ناشده أن يأخذ القانون الأرثوذكسي – وإن كان لا يرضي طموحنا وتطلعاتنا – الى النقاش في الهيئة العامة إذا كان الأمر كما رآه الرئيسان ميشال سليمان ونجيب ميقاتي هو لتهريب قانون الستين بأوامر من هنا أو بأوامر سفارة من هناك”.
وشدد وهاب على تمسكه بقانون انتخاب على أساس الدائرة الواحدة والنسبية، وبأنه مع قانون وطني بامتياز.
وأضاف: لكن إذا كانت الأمور غير متوفرة لتمرير قانون على أساس النسبية والدائرة الكبرى فلنذهب باتجاه الهيئة العامة ولتتم مناقشة المشاريع المطروحة ومَن يحوز على الأكثرية يربح”.
هذا وناقش وهاب مع سماحة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز ناصر الدين الغريب الوضع الداخلي للطائفة الدرزية في لبنان مؤكّداً العمل بتوجيهات سماحته ومشايخ الطائفة الأجلاء وتمسكه بوحدة الجبل وأمنه واستقراره، الذي هو بحاجة ليس فقط لحاضنة سياسية بل الى حاضنة روحية أيضاً قد لا تكون “متوفرة اليوم عبر وجود أحد مشايخ العقل بصفة ولو كان لديها صفة قانونية غير شرعية شعبياً، وعنيت به الشيخ نعيم حسن، الذي يقوم ببعض الممارسات، المرفوضة من كل أبناء الطائفة الدرزية، إن كان داخل الطائفة أو في موضوع الأوقاف الدرزية وخاصة وقف بيروت، مؤكّداً على أن الحل الوحيد هو بتوحيد مشيخة العقل والاتفاق على تسمية شيخ عقل “يتمتع بشرعية شعبية وبشرعية المشايخ، ولا يكفي أن يتم ترتيب قانون معيّن والمجيء بشيخ عقل ألعوبة بيد هذا أو ذاك”.
من جهته أكد الشيخ ناصر الدين الغريب على صمود سوريا الممانعة العربية، في دفاعها عن حقوق الأمة وفلسطين ولو كان هناك غدر من بعض الجهات الفلسطينية – ولم يكونوا من أهل الوفاء – مؤكّداً بقاء الطائفة الدرزية في جبل العرب والجولان، التي سطّرت في تاريخها ملاحم البطولة ضد الأجنبي المستعمر، الى جانب الدولة السورية المحافظة على الأقليات، لافتاً الى هجرة الأقليات من سوريا وتهديم معابدها في حلب وحمص وغيرها.
وأمل ناصر الدين “أن يكون الخلاص قريباً في سوريا، وعودتها الى صدر الجامعة العربية التي كانت جامعة حمد وكلينتون في الماضي والآن لا نعرف باسم مَن ستكون”.
وفي إطار آخر جدّد الغريب تأييده لقانون انتخاب على أساس النسبية والدائرة الواحدة أو المحافظات أو أي قانون آخر يؤمن التمثيل الصحيح للجميع، موضحاً أنه إذا “كان القانون الأرثوذكسي هو طريق الخلاص فلابأس بذلك”.
واعتبر الغريب توقيع الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي على دعوة مناقشة القانون الميت كما يقولون، أي قانون الستين، الى الهيئة العامة، بأنه خطأ كبير.
وأشار الغريب الى صراخ هيئة التنسيق النقابية في بعبدا، لافتاً الى أن المسؤولين يسنفون آذانهم عن سماع صوت الفقراء الذين يتسكعون في الشوارع.
ورأى أن القطاع العام كله في الشارع ولا مَن يسمع، متسائلاً هل أصبحت ثروات الشعب اللبناني لزيادة إثراء أصحاب المصارف في لبنان وأصحاب الأملاك البحرية وغيرهم؟ مؤكّداً وقوفه الى جانب صوت هيئات التنسيق النقابية.
وفي ما يتعلق بالأمن، تساءل الغريب، هل أصبح الحكم بيد المشايخ في لبنان؟
وختم بالقول: “نحن من أهل الدين ولكننا ندين لله، وليس لرجال السياسة، لنا رأينا في ذلك، ولكن الساحة ليست لنا حتى نحرّض وندعو منها الى الفتنة والقتل والذبح على الهوية، وهذه الصفات ليست لأهل الدين، آملاً عودة أهل الدين الى رشدهم يوماً ما وأن يخلصوا الوطن من براثن الفتنة القادمة”.
0