تحشد “جبهة النصرة” المسلحة، والمدعومة بفيض من الأسلحة والذخائر الغربية الحديثة، وبالتسهيلات التركية واسعة النطاق عشرات الآلاف من المرتزقة المقاتلين القادمين من افغانستان والصومال وغيرها من البلدان الاخرى استعدادا للسيطرة على عدد من المناطق الساحلية في سوريا وتمهيدا لقيام امارتها المزعومة على جثث السوريين من ضمن استراتيجية خليجية وعربية وغربية ودولية تهدف الى تغيير موازين القوى على ارض الواقع واجبار النظام على التخلي عن مسؤولياته تجاه الشعب السوري والشروع في مفاوضات سياسية للبحث في مستقبل الحكم في سوريا!
لكن رياح المعارك لن تهب كما هو حاصل بما تشتهي أشرعة الجماعات المسلحة وحلفائهم الإقليميين والدوليين، وذلك بعد ان تمكن الجيش النظامي من توجيه ضربات موجعة للمسلحين و في استعادة مواقع استراتيجية وفتح طرق امام المواطنين كانت “جبهة النصرة” تسيطر عليها كما استرد بعض المطارات في حلب التي كانت شريان دعم وإسناد للدولة .
وثمة تقديرات خاطئة ، بأن سيطرة الجماعات المسلحة على محافظة “الرقة” كانت بمثابة المعركة الحاسمة على طريق قيام “الامارة الاسلامية” في سوريا وسط معلومات تشير الى وجود قرار استراتيجي لدى النظام، بمنع سقوط المناطق الاستراتيجية في يد المعارضة السورية، اذ هنالك الكثير من الخطط التي سيلجأ اليها النظام في الساعات المقبلة لاحكام قبضته على المدن والمحافظات الحيوية .
على أي حال، يبدو أن اوهام الحسم العسكري ما زالت تراود “جبهة النصرة” وهي ماتزال ما على رهاناتها السياسية والميدانية الخاطئة ،وهي تقتات على الوعود الخارجية بضرورة اسقاط منطق الدولة في سوريا لمصلحة الاقتتال المذهبي والطائفي ونشر الفوضى ما ينذر باستطالة الازمة السورية وإطالة أمدها، لا سيما في غياب التوافق الاميركي – الروسي على عناصر الحل السياسي للأزمة السورية، والذي يُعتقد أنه قد لا يتبلور قبل قمة بوتين – أوباما في أيلول المقبل .
^