رأى رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب أن الربيع العربي تحول الى خريف لبعض القوى وفي طليعاتها الإخوان المنافقين الذين “ينافقون لأميركا و”إسرائيل”.
كلام وهاب جاء خلال مشاركته إحياء الذكرى 29 لانتفاضة 6 شباط التي أقامها رئيس حزب “التيار العربي” شاكر البرجاوي في فندق “غولدن توليب”، في بيروت بحضور أمين الهيئة القيادية في حركة “المرابطون” مصطفى حمدان” وعدد من الأحزاب السياسية.
وأضاف وهاب: الموضوع الأساسي هو موضوع الاعتداء على الجيش، لافتاَ الى أن أبناء بيروت وغيرها من أهل السنّة والجماعة الذين كان خيارهم الدولة باستمرار حتى عندما ذهب كثيرون باتجاه الميليشيات كانوا مع منطق الدولة.
وتوجه وهاب الى الرئيس نجيب ميقاتي بالقول: أي محاولة في التآمر على مؤسسة الجيش سنقف في وجهها جميعاً، ولن نسمح بأن تمر، مؤكّدا أن كل اللبنانيين اليوم هم الجيش اللبناني ولن نسمح بضرب هذه المؤسسة.
وأوضح وهاب أن انتفاضة 6 شباط قد تتكرر، في عدة حالات أهمها إذا استُهدفت المقاومة في أي من الساحات وإذا استمر البعض في استغلال ما يجري في سوريا واعتقد بأنه قادر على صرف ما يجري في سوريا على الأرض اللبنانية.
وتطرّق وهاب الى الاتهام البلغاري لـ “حزب الله” في موضوع العملية التي حصلت ضد المستوطنين الإسرائيليين في بلغاريا، مشيراً الى أن بعض الدول الأوروبية التي وقفت في وجه الموقف الأميركي – الإسرائيلي الداعي الى تعميم هذه العقوبات أو الى إدراج “حزب الله” على لائحة العقوبات الأوروبية، إنما تفعل ذلك لمصلحتها ومصلحة لبنان، وكلنا نعلم بأن هناك 15 ألف جندي من اليونيفيل في لبنان يهمنا سلامتهم وسلامة لبنان واستقراره.
وحول الوضع السوري، أوضح وهاب أن موضوع سوريا انتهى بنسبة كبيرة، وهي لن تسقط حتى لو احترق الشرق الأوسط بأكمله، “فالرئيس بشار الأسد باقٍ – ليس طمعاً بموقع نقول ذلك – ولكن لأن سوريا الموقع والموقف هي المستهدفة وليس الرئيس بشار الأسد كشخص، “وفي الأسابيع المقبلة ستسمعون أخباراً جيدة عن سوريا، فلا تخافوا عليها لأنها باقية ومحور المقاومة والممانعة باقٍ وهؤلاء العملاء الى زوال.
ثمّ تحدث أمين الهيئة القيادية في حركة “المرابطون” مصطفى حمدان مؤكّداً عدم اعتراف الرئيس بشار الأسد بـ “إسرائيل” في وقت يعترف بها كل من الرئيس محمد مرسي وأردوغان.
وأشار حمدان الى أن لا ثورة ولا تحرير ولا ربيع ولا صيف ولا شتاء، لأن البوصلة الوحيدة هي باتجاه فلسطين، مؤكّداً أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تكون يوماً عدونا كما يعتقد البعض بل هي قائدة المسيرة الى فلسطين، وأي إنجاز للثورة الإيرانية هو إنجاز لنا.
وفي الشأن السوري أوضح حمدان أن الرئيس بشار الأسد باقٍ، وسيترشح في العام 2014 وسيكون الفائز في الانتخابات ديمقراطية كانت أو لا، مؤكّدا أن لا طائف سوري في سوريا ولا أخضر ولا أحمر ولا أصفر إبراهيمي ولن يكون هناك توزيع للسلطات بين المذاهب في سوريا، لأنها دولة واحدة تحمل شعار أمة واحدة ذات رسالة خالدة، ولا مناطق عابرة في سوريا لافتاً الى أن المجالس الاسطنبولية التي يرفعون فيها شعار “إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن تستجيب قطر” لن يكونوا على أرض سوريا لأن الميغ 25 والسكود وراجمات الجيش العربي السوري ووحداته الخاصة ستمنع تحقيق هذه المناطق العابرة على أرض سوريا.
أما على صعيد لبنان أوضح حمدان أن الصواريخ الموجهة الى أرض فلسطين المحتلة، هي لتحرير فلسطين، لافتاً الى أن السلاح الذي استُعمل في عرسال هو سلاح مذهبي الهدف منه الفتنة والمذهبية والتقسيم والتفتيت والتشتيت.
ولفت حمدان الى أن الانتخابات لن تحصل لأن ما نراه في ساحة النجمة هي محاولات للاستيلاء على السلطة من جديد، عبر إبداع قوانين انتخابية لا تمس بصلة الى الديمقراطية الحقيقية، مؤكّداً عدم عودة الرئيس سعد الحريري الى لبنان
كما تحدث رئيس حزب “التيار العربي” شاكر البرجاوي موضحاً أن أهل السنة في دمشق وحلب وكل المدن السورية هم الذين يدافعون عن سوريا اليوم ويتصدون للتكفيريين.
أما عن لبنان أوضح البرجاوي أن لبنان بات ممراً ومقراً لأعداء الأمة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري، حين اعتلى ولد سدة الرئاسة لهذه المدينة العظيمة في غفلة من الزمن، وهذا المنصب لم يسعَ إليه جاهداً أو مناضلاً أو متعلماً بل اختاره له السيد الأميركي والتابع السعودي فوجد نفسه رئيساً لأغلبية جاءت بأصوات أهلنا وظناً منهم أنه فاز به فإذا به عبد مطيع لا يهمه إلا مصالحه ومصالح أسياده.
وتابع البرجاوي: لقد استخدم الحريري الخطاب المذهبي لحماية أهل السنة من الشيعة وكأننا لسنا مسلمين ومواطنين لبنانيين تجمعنا الهوية الوطنية الجامعة، لكن المسألة اليوم أن الأمر العسكري الصادر عن الإدارة الأميركية كان حاسماً، بإثارة الفتنة بين السنة والشيعة ظناً منهم أنها تلغي القدرة على المقاومة وتعطل سلاحها وتجعل من الإسرائيلي سيداً، كما كان في أساس مشروع الفوضى الخلاقة، لقد مد سعد يده الى كل الذين اغتالوا والده في بيروت عملاء “إسرائيل” وزبانيتها وإذ بهم يحرضون على الفتنة المذهبية، لقد نسي هؤلاء أن الفتنة التي أطلت برأسها في العراق لم تؤذِ أي مسيحي فيه ولكنهم يتكلون كما اتكلوا سابقاً على الدبابات الإسرائيلية لتأتي ببعضهم رئيساً لمباركة النفط الأسود السعودي والقطري.
وختم البرجاوي: نحن أبناء هذه المدينة أبناء بيروت وباقون فيها لا نهرب منها الى الرياض أو باريس ولا نجوب دول العالم سياحة، بل نحن باقون بين أهلنا في الصفوف الأمامية نتصدى لرأس الفتنة وسنقطعه بإذن الله.
**