اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب أنّ “رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي مُرتبك في العديد من الأمور، علماً أنّ تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أمّنت له بعض الراحة مع المواقف الدولية الداعمة له والمهنّئة على موقفه، لكنني أعتقد أنّ تمويل المحكمة ليس أولوية على مستوى لبنان وحتى المنطقة”، مشدداً أنّ “ميقاتي يضحك علينا جميعاً ويعتقد بأنه أذكى من كل الناس في حين أنه أخذ كل ما كان سعد الحريري مستعداً للتخلي عنه”.
واعتبر وهاب أنّ “بقاء هذه الحكومة بأكثريتها الحالية، هي حافز لبقاء سوريا وصمودها وبقاء لبنان على موقفه مما يجري فيها”، لذلك أؤيّد “إصلاحاً شاملاً يشمل الملفات الأخرى خاصة لجهة مواسم الزيت في المناطق اللبنانية ومنها حاصبيا”.
كلام وهاب جاء خلال مقابلة أجرتها معه الإعلامية زينة فياض ضمن برنامج “إلى أين” على قناة “آي أن بي”، بحيث قال: “لستُ مقتنعاً بأنّ ميقاتي هو رجل المرحلة الحالية، وهذا ما قلته سابقاً لحلفائي، لذلك اقترحتُ الرئيس عمر كرامي، لكن لم تتوفر له الأكثرية. لكنني لطالما قلتُ بأنّ المصالح المالية لميقاتي ستتغلب على المصالح والمواقف المهمة، لذلك لا مخرج في لبنان من هذه الأزمة بدون الـ”س – س”، لافتاً إلى أنّ هذه الحكومة جاءت أفضل من أن تبقى الحكومة السابقة مجرّد “حكومة تصريف أعمال”، لافتاً إلى أنّ “جزءاً من الأفرقاء المشاركين في الحكومة هم مّن يعطّلون عملها وبعضهم لديهم حسابات شخصية مع سعد الحريري، لذلك اعتبرتها معطوبة، ولا يجوز الوصول إلى الانتخابات النيابية عبر أداء كهذا، وقد ملّ الشعب اللبناني من هذا الآداء السخيف للحكومة، والتي لم تكن على قدر آماله، إذ لا يزال هناك عشرات المراكز الإدارية الشاغرة، بحيث لم يتم حتى الآن أخذ ملف التعيينات الإدارية قيد الاهتمام، وكذلك بالنسبة للتعيينات القضائية، إذ هناك الكثير من القضاة الموارنة الممتازين، ويمكن الوصول إلى حلّ بين العمادين ميشال سليمان وميشال عون ولكن للأسف فإنّ سُعاة الخير بينهما قلّة، ولا شك بأنّ لسيلمان مصلحة بأن تتم هذه التعيينات خلال فترة حكمه، وكذلك بالنسبة لعون الذي يملك الأكثرية الوزارية”، لافتاً إلى أن “التعيينات الإدارية والقضائية تأخّرت لأنّ الطوائف تناتشت هذه الدولة والأقوى فيها يربح المراكز”، مؤكداً انّ “حزب الله غير معني بالتفاصيل الداخلية، لأنّ هدفه الأساسي هو “إسرائيل”، وهو يوازن بين مصلحة الدولة ومصالح المواطنين”.
وعن زيارته الأخيرة لنائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، قال وهاب: “لقاؤنا باستمرار يتمحور حول الأوضاع المحلية والعربية، ولكنّ موقف حزب الله من المحكمة الدولية وتمويلها كان واضحاًُ منذ البداية”، لافتاً إلى أنه “لا يعتب على “حزب الله” على ما حصل في مجلس الوزراء لجهة ملف تصحيح الأجور، فـ”حزب الله” بثقله الوزاري والسياسي يؤثر على كل الدولة، كما حصل في تمويل المحكمة الدولية، ولكن لا يمكن أن نطلب منه ألا يأخذ مصالح البلاد بعين الإعتبار فهو لا يعمل بهذه الطريقة”.
وتطرّق وهاب للوضع المصرفي في لبنان معتبراً “أنه قوي، وهذا ما أكده حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وغيره من المسؤولين في القطاع، ولا شك بأنّ سلامة قام بجهود جبّارة في هذا الإطار، إلا أنّ عدم الاستقرار السياسي لم يأتِ بإيداعات جديدة إلى مصارفنا”.
أما في الملف العربي والدولي، فشددّ وهاب أنّ “البوصلة بالنسبة لي لا زالت “فلسطين”، مَن يقترب منها يكبر بنظري ومَن يبتعد عنها يصغر، وبالتالي بالنسبة للأخوان المسلمين اليوم، أحدد وجهة نظري منهم وفقاً لمدى قربهم من القضية المركزية “فلسطين”، وكذلك بالنسبة لسوريا، إذ ما يعنيني منها هو موقفها بالنسبة للمقاومة وفلسطين”، معتبراً أنّ “برهان غليون لن يصل إلى الحكم في سوريا، ولا سلطة بديلة فيها باستثناء الفوضى”، لافتاً إلى أنّ “هناك صفقة بين بعض الجامعات الإسلامية والأميركيين حول فلسطين، علماً أنه كان لديهم سابقاً مواقف مهمة داعمة لفلسطين”.
واعتبر وهاب ان المنطقة أمام “سايكس بيكو جديد”، مؤكداً أنّ “وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه سخيف وحاقد ويورّط فرنسا بمشاكل هي بغنىً عنها ويؤثر على موقعها، ولطالما كانت لديها مواقف داعمة للمنطقة، بعكس مواقف أميركا، لذلك أشكّ بأن يكون موقف جوبيه هو الموقف الرسمي لفرنسا، خاصة وانّ الفرنسي يعلم بأنّ تغيير قواعد اللعبة يكلّفها الكثير ولا يُصرَف على أرض الجنوب اللبناني عبر اليونيفل”.
واكّد وهاب أنّ “المعارضة السورية كاذبة تحاول تصوير الوضع على أن المنشقّين عن الجيش العربي السوري هم مواطنون سوريون في حين أنهم مجرد مسلّحين أفغان وعرب، لكنها تعلم بأنّ هناك نيّة جدّية لدى السلطات السورية لحسم الأحداث في مدينة حمص بأفضل الطرق الآمنة للمواطنين”.
وختم وهاب بالإشارة إلى انّ “المطلوب اليوم هو موقف درزي داعم للمقاومة وبالتالي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودروز سوريا راشدين بما فيه الكفاية، ولديهم زعماء على قدر كبير من المسؤولية والوطنية والعروبة”، مؤكداً “أننا أمام مفصل اساسي للازمة السورية بين شهرَي شباط وآذار”.
**