أكّد رئيس حزب “التوحيد العربي” أن معركة سوريا ساهمت في قيام توازن جديد مع الولايات المتحدة تمثله روسيا والصين وايران لافتاً الى أن المشكلة على مستوى المنطقة الآن هي في الداخل السوري.
وأوضح وهاب في لقاء حواري مع وفد شبابي إيراني، من جامعة الإمام الصادق، بأن المتآمرين على سوريا لم يتمكنوا من الدخول إليها والمعركة لم تبدأ بداخلها إلا عندما امتدت الى داخل حدودها بعد انسحابها من لبنان حيث خفّ نفوذها، مشيراً الى أن الانسحاب من لبنان كان بضغط من الدول العربية لِلَي أذرع المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق حيث كان هناك محاولات سعودية كبيرة للمجيء بإياد علاوي وعندما فشلت تلك المحاولة إضافة الى فشل محاولتهم في إسقاط الانتخابات العراقية التي أتت بالرئيس نوري المالكي، وإسقاط المقاومة في لبنان، ظنوا أن هناك نقطة ضعف معينة هي سوريا، معتبرين أن سوريا هي نقطة ضعف، وبضربها يتم ضرب المحور من منتصفه، خاصة وأن سوريا كانت ولاتزال راعية للمقاومات العربية، في فلسطين ولبنان وهي النبع الذي يزود هذه المقاومات بالمال والسلاح، وبضرب هذا النبع تتساقط أذرع المقاومة، وبذلك تكون سوريا مقدمة لضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأشار وهاب الى مسألة نزع راية فلسطين من إيران، متسائلاً، كيف يمكن نزع تلك الراية؟ موضحاً أن العرب لا يستطيعون انتزاع هذه الراية، وليس هناك إلا التركي وهو مسلم وهو يمثل الخلافة الإسلامية، فليبدأ التركي بانتزاع راية فلسطين من إيران، فقاموا ببعض المسرحيات التي شهدناها يوماً أردوغان يقوم بمسرحية للخروج من اجتماع مع بيريز يوم الاعتداء على أسطول مرمرة لكن كل تلك المسرحيات لم تكن إلا لنزع راية فلسطين من إيران، ولكن تلك الراية ستبقى في يد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وتابع: أعتقد أن المعركة الآن هي سوريا والمعركة المقبلة قد تكون المقاومة في لبنان وإيران وهناك حسابات اخرى لأن المعركة طويلة ولا يستطيعون إيقافها لأن في المعركة على إيران عليهم التفكير بماذا سيحصل، لذلك أعتقد أن المعركة ستستمر على سوريا الآن، والمعركة على سوريا ستكون معركتنا جميعاً.
وقال: سمعت اليوم عن لسان أحد المسؤولين في لبنان يقول أنه يريد توضيحات على كلام صدر بالأمس عن أحد المسؤولين الإيرانيين وما الى ذلك وأستغرب أن هذا المسؤول يريد تقديم أوراق اعتماد السفارات وأستغرب كيف لا يسأل السفارة الأميركية مثلاً عن عملائها المنتشرين في لبنان وعلى الحدود اللبنانية، وكيف لا يسألهم عن تحركات السفيرة الأميركية وزياراتها للحدود الشمالية ومرفأ بيروت، لافتاً الى أن الدول تراقب عبر أجهزة معينة الحدود بين لبنان وسوريا وكأن هذا المسؤول مستعجل على تقديم أوراق اعتماد لا تفيده بشيء لأنه سيذهب من السلطة قبل أن تسقط سوريا، لذلك لا يستطيع صرف هذا الموضوع مهما فعل، مؤكّداً أن المعركة اليوم هي سوريا التي هي خط الدفاع عن كل قوى المقاومة في المنطقة، وإذا سقطت سوريا المعركة آتية على الجميع، لذلك نحن لا نخجل بأن نقول بأننا سنستعمل كل الأساليب والأوراق والساحات للدفاع عن سوريا، فقوى الممانعة جميعها ستكون شريكة في المعركة للدفاع عن سوريا إما نربح جميعنا أن نخسر.
وأضاف: هذا هو الواقع الحالي، في لبنان مشيراً الى أهمية دعم خيار المقاومة وجعله نموذجاً على مستوى الأمة لأن قوة المعركة اليوم في الإعلام الغربي والإسرائيلي على المقاومة بالتحديد لأنها أصبحت نموذجاً على مستوى كل الوطن العربي، وأرادوا اصطناع نموذجاً آخر ففشلوا.
وأوضح أن أميركا اليوم تحصد ثمن سياستها “الغبية” في الوطن العربي، تلك السياسة بدأت بدعم واستغلال الدكتاتوريين في الوطن العربي من خلال تيارات متطرفة وتكفيرية، فأميركا تتعاطى مع المنطقة بسياسة غبية ولا تعرف طبيعة المنطقة وربما الأوروبي يعرف طبيعة المنطقة أكثر ولكن الأوروبي هو قارة عجوز لا نستطيع التعويل على سياستها لأنها عندما تتكل على سياستها تراها ملحقة بالسياسة الأميركية، لذلك أمامنا خيار وحيد في لبنان هو دعم وتعزيز خيار المقاومة لأنه قادر على الدفاع على كل هذا المحور المتشكل اليوم، لافتاً الى أن الوضع الدولي اليوم ملائم: فروسيا بدأت تشعر بأن لا قيمة لها خارج سياسة دولية على كل الساحات لأنها إذا بقيت كما كانت فإن المعركة آتية إليها، والصين قطب صاعد ويمكن الرهان عليه وأميركا اليوم في مأزق أكثر خاصة وأنها تمر في مأزق اقتصادي سببه الحروب التي خاضوها ويحاولون الخروج منها اليوم ومن الطبيعي أن ما تشهده المنطقة العربية اليوم هو محاولة عالمية.
ما حصل اليوم هو أن أميركا انسحبت من العراق وتريد أن تنسحب من أفغانستان والعرب والخليجيين يسألون نحن ماذا سنفعل بعد أن تركتنا أميركا لمصيرنا؟ وإيران قوية وسوريا قوية والمقاومة قوية؟ فما هي حصتنا وما هو دورنا، العراق طار من أيدينا لذلك يركزون معركتهم على سوريا وعلى المقاومة، والمهم أن نفشل هذه الخطة والمسألة مسألة أشهر فإذا تمكنا خلال أشهر إسقاط هذه الخطة أعتقد بأن محور المقاومة سيقوى على مستوى كل المنطقة وستنضم إليه كثير من الساحات والدول.
وتابع: اليوم الأميركي يدعم المعارضة السورية والمسلحين السوريين وكذلك الدول العربية تقول بأنها تزود المعارضة السورية بالمال والسلاح أيضاً، كذلك الأمر بالنسبة لتركيا وكل ذلك لتدمير سوريا وتخريبها.
أمام كل هذا الواقع دعا وهاب لضبط حدود لبنان متسائلاً: لماذا لا يمنع لبنان أن تكون أرضه ممراً للمقاتلين السوريين وللسلاح الذي يهرب الى سوريا بدل أن يتلهى بعض المسؤولين الكبار بالأمر الذي طرحه المسؤول الإيراني؟ أين المشكلة إذا كان مسؤول إيراني يقول إننا ندعم سوريا؟ ولماذا الخجل في هذا الأمر؟ لماذا لم يحمِ حدوده بدل أن يتلهى بالمسؤولين الإيرانيين ويطلبون توضيح من إيران؟ هل تحول لبنان الى ساحة لدعم المقاتلين السوريين؟
وتابع: أمام كل هذا الواقع ومواقف كل من أميركا وأوروبا وتركيا والموقف العربي، دعم سوريا واجب على إيران وعلى الدول الأخرى، التي تريد منع حصول الحرب الأهلية في سوريا، كما أنها تريد منع سقوط سوريا، متسائلاً: أين المشكلة في ذلك؟
واستغرب وهاب متسائلاً: لماذا لم أسمع هذا المسؤول الذي يتشدق اليوم يتحدث عن موضوع الطائرة القطرية التي ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليها لاحتوائها على وسائل اتصال متطورة آتية للمعارضة السورية في لبنان؟ ألأن المسألة قطر؟ وهي تدفع الأموال لبعض المسؤولين وتملأ جيوبهم لذلك لا يتحدثون في هذا الأمر. ،
وختم وهاب حديثه حول الطائف، حيث يرى أن الطائف هو الى حد ما نتيجة للتغيير الديمغرافي السياسي الذي حصل بعد الحرب اللبنانية، دون أن يعكس الواقع بالفعل لأن هناك في لبنان ما نسميه “وفاقي”، لذلك حتى لو أن المسيحيين لم يبقَ منهم إلا 5 % في لبنان، وأتمنى أن يكونوا أكثر بكثير لأنهم يشكلون غنى للبنان ولمنطقة الشرق بشكل عام، يجب أن يكون لديهم مراكز مرموقة في الدولة كرئاسة الجمهورية وقيادة الجيش وغيرها من المراكز التي تغني لبنان وتشكل عامل اطمئنان للمسيحيين، لذلك لا إمكانية اليوم للبحث في أي شيء بديل عن الطائف، بالرغم من أنه لا يُطبق وأقله في قانون الانتخاب حيث يتحدث الطائف عن دوائر كبرى، اليوم المتضررون من قانون النسبية كالحريري وجنبلاط وغيرهم يرفضون تطبيق الطائف في قانون الانتخاب لأنهم يخافون إذا طبقنا الطائف لن يتمكنوا بالمجيء بحصة وازنة في المجلس النيابي.
00