اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وهاب ان مشكلة “المياومين ” كانت بمثابة الشعرة التي قصمت ضهر البعير وهي تهدد بفرط الائتلاف الحكومي والتنحالف السياسي القائم بين الاكثرية الحالية.
كلام وهاب جاء خلال حديث لقناة ال ” ال بي سي ” ضمن برنامج “نهاركم سعيد ” مع الاعلامية ديما صادق والذي رأى ان حزب الله امام مشكلة حقيقية في التعاطي مع حلفائه وهذ يعود بالطبع الى الطريقة التي يتعاطى بها الحزب مع الحلفاء بعيدا عن سياسة القهر لان السيد حسن نصرالله لديه نظرية تقول بعدم الضغط على الحلفاء لاجبارهم على اتخاذ مواقف معينة حيال اي مشكلة مطروحة للبحث.
وقال وهاب : الامر ليس مستحيل وهناك امور بحاجة للنقاش والعماد عون له الحق في الكثير من الامور المطروحة بعد ان قام الثلاثي المؤلف من سليمان – ميقاتي – جنبلاط بتعطيل جميع المشاريع التي طرحها تكتل التغيير والاصلاح داخل مجلس الوزراء ومن بين هذه المشاريع ملف الكهرباء التي وصلت خسارته الى مليار و700 مليون ليرة. وكشف وهاب ان “الثلاثي المعطّل ، يشن اليوم معركة سياسية يريدون من خلالها احراق الجنرال انتخابيا و”شرشحة “التيار الوطني الحر .
واضاف وهاب : الجنرال عون محق في كل ما يطالب به ولكن عليه ان يدرك ان حقه ليس عند حزب الله الذي لا يملك تحريك وضبط كل اوراق اللعبة الداخلية.للمساهمة في شرشحة التيار الوطني الحر.
واكد وهاب ان حزب الله يفكر بقناعاته وليس بمصالحه وقد برز ذلك بوضوح خلال حرب تموز عام 2006 والتي جاءت من ناحية ثانية تثبت العلاقة بين عون وحزب الله لافتا الى ان الحلف بين الاثنين ثابت ومستمر ولا امكانية بتاتا الى قيام تحالف رباعي جديد .
واضاف وهاب :اذا كان من الصحيح ان هناك خلافات على التفاصيل في موضوع التعيينالت الادارية والقضائية لكن عون لديه قناعات لا يساوم عليها وهو يراهن على اخلاقيات السيد نصرالله .
واعتبر وهاب ان المشكلة بدأت في اقرار قوانين الانتخابات التي ادت الى عزل المسيحيين في السابق داعيا الى تصليح الخلل الحاصل من خلال التوصل الى قانون عادل على اساس “النسبية” .
وفي هذا المجال دعا وهاب الجنرال عون الى عدم مجاراة حلفائه الشيعة في قانون الانتخاب بل ان يعمل لمصلحة المسيحيين وكذلك الامر بالنسبة لرئيس حزب الكتائب امين الجميل ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ان لا يراعوا مصلحة سعد الحريري في الانتخابات معتبرا انه في حال سار القادة المسيحيين بقانون الستين فيكونوا قد تآمروا على المسيحيين على اعتبار ان “النسبية” هي الضمانة الاولى للمسيحيين كونها تعيد لهم جزءا كبيرا من حصتهم المفقودة .
وفي مجال آخر تمنى وهاب على كل من العماد عون و الوزير وليد جنبلاط الى وقف الحملات المتبادلة من اجل الحفاظ على الهدوء والتكامل الموجود في الجبل.
وردا على سؤال حول اعتصام احمد الاسير في صيدا اعتبر وهاب ان الاسير يحاول استدراج الناس الى اجراء مشكلة معه ولكنني اترك هذا الامر لوزارة البيئة لكي تقوم بمعالجة الامر.
وقال : ان مدينة صيدا التي ينظر اليها الصيداويين كبوابة للجنوب ولجزء كبير من الجبل تقف اليوم بشقيها 8 و14 آذار في مواجهة اعتصام الاسير وهناك مظاهرات يومية تنزل في صيدا ضد تصرفاته التي تدعو الى الاشمئزاز.
واعتبر وهاب ان ليس هناك ما يسمى مشاعر سنية لان السنة اكبر من طائفة او مذهب بل هم امة وكل محاولة لتقزيمهم واظهارهم بانهم طائفة او مذهب امر معيب ومرفوض.
وحمّل وهاب الرئيس سعد الحريري مسؤولية تغذية ظاهرة الاسير اعتقادا منه بامكانية استغلال التطرف الحاصل على الساحة الداخلية في مواجهة حزب الله ،لافتا في الوقت عينيه الى السياسة التي انتهجها الرئيس رفيق الحريري في ظل تنامي ظاهرة رئيس تنظيم القاعدة اسامة بن لادن. ورأى وهاب ان الرئيس رفيق الحريري اخذ اهل السنة الى خيار الدولة المنح والتخصص والعلم ولكن بعد استشهاد الحريري الاب جاء الحريري الابن ليغذي التطرف اعتقادا منه ان هذا الامر سيؤدي الى قيام توازن مع الساحة الشيعية.
واضاف وهاب :ولكن يبدو ان هذا التطرف المتمثل بالشيخ الاسير وجميع الحركات السلفية بدأوا ياكلون من حصة الحريري على الساحة السنية في كل من صيدا و الشمال .
على صعيد آخر اشار وهاب الى ملف المخدرات الذي اثاره مرارا على وسائل الاعلام وكشف من خلاله تورط عدد من الضباط والقضاة بقبض الاموال الامر الذي دفع بوزير العدل الى تحريكه بعد مطالعة القاضي الياس عيد وبمعاونة اثنين من المستشارين ،منتقدا في الوقت عينه
موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي انتقد بدوره تدخل رجال امن سوريين واعتقال عنصريين من الامن العام من داخل الاراضي اللبنانية في حين لم يلتفت سليمان الى اطلاق النار الذي حصل من الجانب اللبناني على الامن العام السوري لذلك اعتبر وهاب انه كان من الاجدى على رئيس الجمهورية مثلما طالب بعدم انتهاك السيادة اللبنانية ان لا يسمح في الوقت نفسه بانتهاك اراضيى الآخرين
وحذر وهاب من مواقف عدد من نواب الشمال الذين يدعون الى الجهاد الالهيمحاولين توريط لبنان في فتنة داخلية لا تخمد عقباها بينما حمّل
المؤسسات الامنية مسؤولية الفلتان الامني الحاصل في البلاد مستغربا انحدار تصرف وزير الداخلية الذي وصل الى حد التفاوض مع الاسير لفك اعتصامه في صيدا ، وناشد وهاب قائد الجيش لاخلاء سبيل الضباط في قضية الشيخ عبد الواحد بعد ان اظهرت التحقيقات ان هناك تبادل لاطلاق النار حصل على حاجز الجيش الامر الذي ادى الى مقتل الشيخ عبد الواحد.
واستنكر وهاب محاولة اغتيال الناب بطرس حرب الذي جاء كدليل على غياب الاجهزة الامنية والقضائية وعلى تحلل كل اجهزة الدولة ساخرا من مقولة “الشهر الامني” الذي اتخذته وزارة الداخلية كشعارلها متسائلا :هل ان الوزارة تنام في الاشهر الباقية؟
وعلى صعيد الاحداث في سوريا لفت وهاب الى ما اوردته صحيفة ديرشبيغل عن وجود عناصر من الجيش السوري الحر في مناطق الشمال والذين اتخذوه منطلقا لاعمال القتل والتخريب داخل سوريا.
وقال وهاب : هؤلاء يتدربون في الشمال ويهربون السلاح الى سوريا ويؤمنون الملجأ الآمن للعناصر الارهابية التي تقوم بقتل مواطنين سوريين عزل لا يرتبطون باي علاقة مع النظام ومن بين هؤلاء السيد عاصم الاطرش الذي تربطني به علاقة جيدة والذي تم اعدامه على ايدي الجماعات الارهابية داخل مزرعته ،هذا فضلا عن شابين من آل رضوان يعملان في مجال توزيع المواد الغذاية والتي تم تفجير سيارتهما الذي وتفحهما داخلها.
وختم وهاب حديثه بالاشارة الى ان اللعبة الدولية تغيرت بعد الصعود البارز لكل من روسيا والصين على الساحة الدولية الامر الذي ادى الى تراجع الدور الاميركي والى خلق مناطق نفوذ جديدة .وراى وهاب ان سوريا اصبحت منطقة نفوذ روسية وهناك شبه اقرار اميركي بهذا الامر كاشفا عن محاولة جدية تقوم بها كل من واشنطن وموسكو لاقناع تركيا والعرب بهذا الموضوع ، معتبرا في الوقت عينه ان هناك امكانية كبيرة من اجل اجراء حوار جدي داخل سوريا وعلى السوريين ان لا يفوتوا هذه الفرصة .
**