افتتح المؤتمر التأسيسي للحركة الشعبية العربية اعماله في فندق “غولدن بلازا” على طريق المطار، في حضور الرئيس الفخري للمؤتمر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب، سفير الجمهورية الاسلامية الايرانية غضنفر ركن ابادي، ممثل “حزب الله” بلال داغر، الى ممثلين عن السلك الدبلوماسي والعسكري وحشد من الشخصيات اللبنانية والعربية.
الافتتاح بكلمة لهشام الاعور، ثم النشيد الوطني فالوقوف دقيقة صمت على ارواح الشهداء، وتحدث وهاب فقال: “إن نجاح مؤتمركم الكريم سوف يعيد للحركة الشعبية العربية بريقها مع إعادة اكتشاف المواطن العربي لنفسه وطنيا وقوميا كما أنه سيفتح الأفق أمام بناء الحقيقة العربية المتجددة على أسس أشد ثباتا ورسوخا. ومن المؤكد أن الحديث عن الوحدة الشعبية العربية لا يعني العودة من جديد لصورة القومية العربية التقليدية، وإلى لغة الشعارات التي لم يعد لها وجود، بل يقصد بها القدرة على التكيف والاستجابة للتحديات الداخلية والخارجية من خلال ترجمة عناصر القوة العربية في إطار المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية المشتركة التي يلمس منافعها المواطن العربي نفسه”.
أضاف: “إن إدراكنا لمسارات التحول العربي الجديد هو الذي يكسبنا ديناميات التقدم والتجدد، على النحو الذي يؤهلنا للالتحاق بثورة العصر، شريطة أن نتحرر من الخطاب الخشبي وبناه الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية، الأمر الذي يدعونا الى ضرورة التكامل الاقتصادي بين بلداننا العربية للقفز فوق الجمود الفكري والتكلس العقلي وسيطرة ثقافة التفتيت وهيمنة القيم، والطائفية والمذهبية، على حساب القيم الوطنية والقومية. وطالما أن لكل مرحلة مصيرية قراءتها الخاصة، لذلك يبدو منطقيا أن يهتم مؤتمرنا بصياغة استراتيجية عملية وواقعية تخرجه من منزلقات عدم الترابط الجدلي بين أهدافه، وبالتالي استيعاب حقائق وحدتنا الشعبية العربية والعصر الكوني الذي نعيش فيه”.
وتابع: “في الوقت الذي تبدو فيه أمتنا أمام مرحلة مصيرية، يبدو أننا أمام لحظة تجدد ملهمة عنوانها الأساسي نحو الوحدة الشعبية العربية، لأنها عبارة عن اتحاد المشاعر والإرادات والطموحات بين أبناء الأمة الواحدة. وهنا علينا مهمة إعادة تصويب الصراع في المنطقة لأن البعض يجهد لتحويله الى صراع سني – شيعي أو صراع عربي – إيراني، بينما هو صراع عربي – إسرائيلي لن يتوقف طالما بقي هذا الكيان موجودا”.
وختم: “يبقى أن نعي، ونحن نخطط لمستقبل أفضل لأمتنا أن يواكب تخطيطنا التحديات الجديدة والمستجدة التي سيقع على الأجيال العربية المتعاقبة عبء مواجهتها والتعامل معها ومنها العولمة وثورة الاتصالات، واللحاق بركب المعرفة والعلم والتصدي لفقدان الهوية الى آخر قائمة طويلة من تحديات لم تكن مطروحة في الماضي القريب”.
أما أبادي فأكد ان “العدو الاول للامة الجمعاء بمسلميها ومسيحيها وكافة اطيافها هو العدو الصهيوني الغاصب لفلسطين وحماته الدوليون الذين يمدونه بكل اسباب القوة والبقاء”، داعيا الى “الوحدة بين ابناء الامة جميعا التي جعلها الله تعالى “خير أمة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر” فهي مصدر القوة والمنعة وعلى صخرتها تتحطم الفتن والمؤامرات”.
وإذ شدد على “دعم الشعوب العربية في ثورتها من اجل نيل حريتها واستقلالها وانعتاقها من الانظمة الدكتاتورية الظالمة العميلة لأميركا واسرائيل”، حذر “هذه الشعوب من المؤامرات والخطط التي تعمل لحرف الثورات عن اهدافها الاصيلة والحقيقية واذكاء نار الفتنة والتقسيم بين ابناء الشعب الواحد والبلد الواحد”.
وقال: “نقف مع سوريا حكومة وشعبا في مواجهة المؤامرة الدولية التي تستهدفها في وحدتها ودورها الرائد في دعم المقاومة الفلسطينية واللبنانية ووقوفها سدا منيعا امام كل الضغوط الدولية لحرفها عن خطها ونهجها الممانع والداعم للمقاومة، مؤكدين على وحدة الشعب السوري والحوار سبيلا لانهاء الازمة السورية”.
وتوجه ب”التهنئة والتبريك الى الشعب المصري الشقيق الذي مارس حقه الوطني بكل مسؤولية في انتخاب اول رئيس لمصر بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير”، آملا لهذا “الشعب العريق ان تتحقق آماله الوطنية في الحرية والكرامة والعدالة وان يأخذ دوره الطليعي في قضايا الكيان الصهيوني الغاصب”.
وختم داعيا “نحو الوحدة، وحدة كل قوى المقاومة، وحدة الاحرار والشرفاء الرافضين حياة الذل والعار تحت أسنة الحراب الصهيونية الاميركية”.
بعد ذلك، تحدث كل من رئيس المؤتمر الشيخ فايز حميد السعد، الامين العام للمؤتمر الشيخ نواف عبد العزيز طراد الملحم، الشيخ راتب نصر الله، الشيخ كميل نصر، عبد الرحمن الكساب عن الحركة القومية الاردنية، الشيخ عبد الحفيظ البغدادي القى كلمة العراق، كلمة الصحافيين في سوريا القاها الياس مراد وكلمة الصحافيين في لبنان القاها غالب قنديل.
@