استكمالاً لمسيرة التوسع والانتشار التي وعد بها رئيس حزب “التوحيد العربي” الوزير السابق وئام وهاب، افتتح حزب “التوحيد العربي” مركزاً في بلدة نيحا الشوف، بحضور نائب رئيس مجلس الأمناء ممثلاُ الوزير وهاب وأعضاء مجلس البلدة ورابطة التضامن الاجتماعي في نيحا، وأمناء الحزب وعدد من المناصرين.
افتتح الحفل بالنشيدين الوطني البناني والحزب.
ثم ألقى أمين التربية والشباب في الحزب كلمة ترحيبية أكّد خلالها على مدى انتشار الحزب واستمراره جاء فيها: نلتقي اليوم في افتتاح مركز لمفوضية الشوف الأعلى لنثبت مرة جديدة مدى وجودنا وانتشارنا واستمرارنا في العمل والنشاط الحزبي لتحقيق أهدافنا المنشودة.
وليس بالغريب على بلدة نيحا الحاضنة في أعالي جبالها لمقام نبينا أيوب(ع) والحاضنة لقلعة نيحا الصامدة أن تحتضن اليوم في ساحتها مركزاً لحزب “التوحيد العربي” ليتكامل فيه إيماننا بعقيدة التوحيد مع الصمود والعنفوان.
ثم ألقى نائب رئيس مجلس الأمناء عصمت العريضي كلمة رئيس الحزب الوزير السابق وئام وهاب أكّد خلالها على الهدف المنشود من إقامة هذا المكتب ألا وهو تقديم ما يمكن من الخدمات الصحية والتربوية التي تحتاجها قرانا، وبعد الترحيب بالحضور قال:
من الصعب جداً أن أقف أمامكم ممثلاً رئيس حزب “التوحيد العربي” الرفيق وئام وهاب، حيث كلمته تبقى الصدى والمصداقية، وتبقى الأمانة في ما تنكّب لحمله من أجلنا جميعاً، ولأن المهمة صعبة فالكلمات تأتي من القلب الى القلب دون حاجة الى كتابة أوراق وسبك لجمل تعودنا عليها في مطلق المناسبات والمراحل من عمر هذا الوطن وهذا الجبل، لذا سوف يكون كلامي معكم من القلب الى القلب، من الروح الى الروح، الى نيحا، تلك البلدة الوادعة على سطح هذا الجبل الأشم، نيحا العبادة والديانة، نيحا الفكر والشعر والأدب والفن، نيحا قلعة من قلاع هذا الجبل الأبي، فلا عجب إن استضافتنا اليوم مرحبة بنا، لأننا نحن من صلبها ورحمها، ومن تاريخها وجذورها، ومن عراقتها وسلمها ومحبتها ووفائها وصدقها والتزامها.
وتابع العريضي: أن نفتتح مكتباً لحزب “التوحيد العربي” ليس ذلك الهدف، إنما هو وسيلة بحد ذاته، مكتباً اجتماعياً ليس أكثر، نقدم من خلاله على تقديم الخدمات في مختلف المجالات وخاصة الصحية والتربوية، وكم نحن بحاجة في قرانا ومناطقنا لمثل هذه المكاتب، كم نحن بحاجة أن ننقذ محتاجاً ونساعد مريضاً ونؤمن مقعداً دراسياً لطالب متفوق حالت ظروفه المادية دون تحقيق مبتغاه ومقصده في هذه الحياة.
إن حزب “التوحيد العربي” هو رسالة وليس حزباً يضاف الى سلسلة الأحزاب الموجودة على ساحات هذا الوطن، رسالة بكل ما للكلمة من معنى يحمل في مضامينه فكراً اجتماعياً وحدوياً توحيدياً صادقاً مؤتمناً على مصير هؤلاء القوم القاطنين في هذا الجبل وفي رحاب هذا الوطن، لذلك تأتي كلماتنا في السياسة معبرة عن هذه القاعدة ليس أكثر، فنحن لسنا بطلاب سلطة، ولسنا بطلاب كراسي، ولسنا بطلاب مقاعد هنا أو نفوذ هناك، نحن قوم متجذرون في هذا الجبل، وفي هذه البيئة الطيبة، نعمل من أجل عزته وسيادته وكرامته واستقلاله وعروبته.
هكذا تربينا، وهكذا تعلمنا، وتاريخنا حافل ولسنا هنا بمجال ذكر الأسماء أو الرجال الرجال الذين ظهروا في هذا الجبل وتاريخهم العريق.
يكفي أننا نشأنا نحن، جيلنا نحن، جيلنا العروبة والمقاومة والتصدي لكل الغزوات والحملات الاستعمارية منذ قرون عديدة وحتى اليوم، يكفينا فخراً أننا ننتسب لهذا التاريخ ولهذه العراقة، ولهذا المجد، فهذا الجبل هو جزء من إسقاط 17 أيار، جزء من إنتماء لبنان العربي، هو جزء يحافظ على كينونة هذا الوطن وهو قلب هذا الوطن ولسنا نحن دخيلون عليه.
وأضاف: إنني وقد فاتني أن أعتذر في البداية عن حضور حضرة الرئيس لأسباب خارجة عن إرادته، صحية ليس أكثر، وأنتم تعرفون أنه لم يتخلف يوماً عن موعد ولا عن لقاء وخاصة في هذه المنطقة الحبيبة والغالية على قلوبنا جميعاً.
وتابع: نحن نتطلع الى بناء دولة عصرية، دولة المواطنة، ودولة القانون والمؤسسات، والدولة القادرة على صيانة أهلنا وتقديم كل ما يلزم لمساعدتهم وهنائهم.
ونحن بحاجة الى دولة قادرة على بناء مؤسسات في كل مناطق لبنان وليس في هذه المنطقة وحسب، من معامل، ومستشفيات ومدارس وجامعات الخ…
كل هذه المتطلبات من مسؤولية وواجب الدولة تجاه شعبها، ولأن الدولة تخلفت بادرت كل القوى على امتداد الوطن لعمل اكتفاء ذاتي لبناء تلك المؤسسات، فأصبحنا نحن ننتمي لشعور غير مباشر الى هذه المنطقة أو تلك، لأننا أسقطنا من أذهاننا مفهوم الانتماء للدولة، الدولة القوية والقادرة والعابرة بسلطاتها السياسية والأمنية والقضائية والاقتصادية والاجتماعية، وبالرغم من ذلك، فليس أحداً منا يدعي أنه بديل عن الدولة لأننا إذا حاولنا أن ننتطي ونتحمل هذه الهوية فقد سقطت هذه الدولة وباتت دويلات مشرذمة الى مزارع وطوائف ومذاهب وبتنا نتحضر لحرب جديدة باتت على مرمى عقدين من الزمن بعيدة عنا.
أيها الأخوة الأحباء في السياسة لن أطيل، ولأن ما يجري اليوم على ساحتنا الداخلية تحديداً، وقد سمعتم إعادة التوتر وتجدد الاشتباكات في الشمال، ما يؤكّد على أن المشروع مازال مستمراً، من باكستان وأفغانستان الى العراق والكويت وسوريا والى الجنوب في مراحله السابقة، واليوم الى الشمال، والهدف هو خلق فتنة مذهبية وطائفية وخلق منطقة عازلة أمنياً على حدود سوريا الشقيقة والهدف الأكبر والواضح لمحاولة إخراج الجيش من هذه المنطقة حتى تتأمن مقومات هذه المنطقة العازلة.
نحن بالنسبة لنا نرى أن لا بديل لنا عن سيادة الدولة التي يحميها الجيش اللبناني الذي في أثبت العديسة موقفاً وطنياً وقومياً مشرفاً نعتز به.
وأضاف: أيها الأخوة، أيها الرفاق، نحن جسر للعبور، نحن إمكانيات فردية نجتمع لنصبح حالة اجتماعية في خدمة الناس، كل الناس دون تمييز أو تفريق، دون حقد ولا محاولة كره، دون عداوة بل بصداقة وإخاء وتعاون ومحبة وسلام، ونحن عدونا واحد ولن نغير، إنه الرابض على تراب فلسطين.
أيها الرفقاء، أدعوكم لفتح صدوركم وقلوبكم، أدعوكم لوقوفكم في هذا الحزب لتمثلوه أصدق تمثيل، ولتكونوا نواته الروحية القيمية الاجتماعية المثالية، ونحن ندرك تماماً أن المسؤول في أي بلدة وفي أي حزب هو الذي يعطي للحزب المنتسب إليه قيمة اجتماعية وقيمة نضالية وفكرية، أما العقائد والأفكار، فبالله عليكم أين أصبحت، بقيت الممارسة لذا أدعوكم الى فعل الممارسة الحية بالإيمان ولا تخافوا الحرب أبداً بل خافوا الفشل وإذا سقطنا فلا بد أن ننهض، وإذا ما ألمت بنا الجراح فعلينا أن ننسى جراح أنفسنا لنضمد جراح وطننا وشعبنا وأمتنا.
وفي الختام توجه العريضي بالشكر للمجلس البلدي في نيحا ممثلاً بأعضائه الحاضرين، ولرابطة التضامن الاجتماعي، وللسيد يوسف ماجد الذي قدم المكتب منذ مدة طويلة، كما شكر السيد وليد أبو هدير لاستضافته لنا في هذه الدار الكريمة.
*