اكد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب حرصه منذ البداية على عدم ادخال الفتنة الى الجبل وابقاءه بعيدا عن التوترات الامنية وهذا ما تم التأكيد عليه من قبل لجان امنية مشتركة شكلت من الاطراف الاطراف السياسية حفاظاً على امن الجبل واستقراره ولكن ما حصل اثر تفجير مركز حزب التوحيد العربي في بقعاتا الشوف امر فاجأني خاصةً بعد ان أصبحت الصورة واضحة عند مخابرات الجيش اللبناني وهناك شكوك حول بضعة اسماء (5 اسماء) مشكوك في امرهم مع العلم ان المنفذ شخص واحد.
واستعرض وهاب خلال مقابلة مع الاعلامي جان عزيز ضمن برنامج “بين السطور” على قناة الـ”او تي في”، معاناة ممتدة من العام 1994 عندما اعترض الوزير جنبلاط على مشروع جر المياه الى بلدة الجاهلية واقامة شبكة ري واقنية وكلفة المشروع حوالي مليار ليرة تم تمويله من قبل الوزير ايلي حبيقة فكان الرد بوضع لغم لموظف المياه ويدعى نعمان بوذياب فدخلت مخابرات الجيش واعتقلت اشخاص بناء على قرار ظني لا علاقة لهم بالحادث وعندما راجعت غازي كنعان بالامر طلب مني اقفال الموضوع لانه لا يمكن محاسبة جنبلاط لذلك طالبت الجريح باسقاط حقه فيما بقي الفاعل مجهول معروف .
ولفت وهاب انه منذ ذلك الحين بدأنا نفكر بكيفية حماية انفسنا الى ان جاءت انتخابات 1996 والتي اتهمنا فيها بتحالفنا مع القوات االلبنانية لذلك حصل تضييق شخصي خلال جولاتي الانتخابية على قرى الشوف الامر الذي خلق مجددا حالة من التوتر في الجبل .
وكشف وهاب عن دور لعبه في السابق لتقريب وجهات النظر بين جنبلاط وبين سوريا وحزب الله بعد فترة الجفاء الطويلة بينهم الى ان جاء الاعلان عن وضع حجر الاساس لمستشفى الصحابي سلمان الفارسي فتم توجيه دعوة من قبلنا لجنبلاط من اجل المشاركة في هذا الاحتفال لكن الرد جاء من خلال ارسال موفد عن جنبلاط الى السفارة الايرانية من اجل اقناع السفارة بتوقيف تمويل هذا المشروع.
واكد وهاب ان المستشفى ازعجت جنبلاط الذي تقصد لقاء السيد حسن نصرالله محاولا اقناعه بالغاء احتفال الاعلان عن وضع حجر الاساس فرفض السيد طلب جنبلاط ولكنه عرض عليه تقديم مساعدة لمشروع انمائي يضر خيرا على ابناء الطائفة الدرزية.
اما في الشأن السوري فأكد وهاب انه لم يطالب يوما بتسليح الدروز في سوريا لان من واجب الدولة حماية الجميع وتوجه الى جنبلاط بالقول : لماذا تريد جلد اهل السويداء من خلال اتهامي بالتسليح واذا كان لكل منا نظرته الخاصة ازاء مصلحة الدروز فهذا امر طبيعي ولكن لا يجوز الاخلال بأمن ابناء جبل العرب.
وقال وهاب : اذا ربح خيار جنبلاط فأنا اقبل بأن يذبحني اما اذا ربح خياري فأنا مستعد لمساعدته مجدداً.
واضاف وهاب: ان حسابات جنبلاط كانت خاطئة في الموضوع السوري، وحتى لو تم تخريب سوريا فجنبلاط لا يستطيع ان يصرف هذا الموضوع فدروز سوريا لديهم زعاماتهم ولا يقبلون لاحد بالدخول الى ساحتهم .
وتابع وهاب بالقول :هناك الكثيرين من امثال اوباما وباراك و”المرحوم” ساركوزي واردوغان وغيرهم من الذين راهنوا على سقوط النظام في سوريا خلال ايام قليلة ولكن فاتهم جميعا ان موقع سوريا يمنع عليها السقوط على الرغم من الضغط الذي مارسته جهات غربية وعربية من اجل اسقاط النظام والتي كان آخرها باخرة الاسلحة .
وكشف وهاب عن مأزق اميركي واضح في مصر بعد سقوط نظام حسني مبارك واعتبر ان مصر اصبحت معادية لاسرائيل وهذا ما بدا واضحا لدينا من خلال موقف الليبراليين والناصريين وكل المجتمع المدني الحي الذي نراه اليوم يعارض اتفاقية الغاز مع الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة ويطالب بالغاء اتفاقية “كامب ديفيد” كما يدعو الى تعزيز العلاقة مع قطاع غزة . من هنا تحاول الادارة الاميركية برأي وهاب التفتيش عن مبارك ثاني من اجل ايصاله الى رئاسة الجمهورية من امثال احمد شفيق وعمرو موسى وغيرهم من الاسماء الأخرى التي انشقت مؤخراً عن الاخوان المسلمين .
و عن الموضوع النووي الايراني توقع وهاب ان تحصل تطورات كبيرة خلال “لقاء بغداد” ربما تؤدي الى بداية اتفاق اميركي – ايراني على هذا الصعيد انطلاقا من وثيقة خطية تأتي ترجمةً الكلام آية الله السيد علي خامنئي الذي دعا فيه الى تحريم استخدام السلاح النووي ،الامر الذي شكل احراجا كبيرا للاميركيين.
وحول موضوع الانتخابات حذر وهاب من العودة الى قانون الـ”1960″ الذي قاد لبنان في السابق الى حرب اهلية واليوم سيوصلنا مجدداً الى حرب جديدة في حال استمر التحريض المذهبي لذلك دعونا منذ البداية الى اعتماد النسبية التي تخلق جوا وطنيا على صعيد الخطاب السياسي .
فدعا وهاب الى ضرورة الاستفادة من الفرصة التاريخية المطروحة اليوم امام الطائفة الدرزية بعد ان دعا كل من الزعيم الشيعي نبيه بري والزعيم الماروني الاقوى العماد ميشال عون الى فكرة انشاء مجلس الشيوخ . ورأى وهاب في هذا الطرح الوطني فرصة تاريخية امام الطائفة لأخذ رئاسة رابعة في الدولة والتاريخ لن يرحمنا اذا فوتنا هذه الفرصة على انفسنا .
ودعا وهاب الوزير جنبلاط الى جلسة مشتركة لمناقشة موضوع البطالة والاستثمار والانماء في الجبل بالاضافة الى المشكلة العالقة حول ملف الاوقاف الدرزية بعيدا عن تجييش غرائز الناس، وكشف وهاب انه بعد حادثة بقعاتا لم يبادر جنبلاط الى الاتصال به كما انه تم الاتصال بأحد المسؤولين في حزب التوحيد العربي خلال احتفال تدشين مركز الحزب في بقعاتا يعلمه بان جنبلاط سيرسل موفداً عنه لتمثيله في الاحتفال فرحبنا بالمبادرة ولكن لم يأت احداً، وهذا يعني برأي وهاب انه في حين ندعو الى تبرئة الحزب الاشتراكي من حادثة التفجير يصر الاخير على تبنيها من خلال ادائه الذي يطرح اكثر من علامة استفهام لدينا .
ورحب وهاب بالبيان الموقع من اكثر من 50 زعيم من ابناء جبل العرب الذين نددوا بحادثة التفجير في بقعاتا مؤكدا في الوقت نفسه على عدم السماح بسقوط نقطة دم واحدة في الجبل.
وفي مجال آخر اعتبر وهاب ان القول بان الدروز لن يتغيروا فهذا امر مبالغ فيه وان القضية ليست زعامة تاريخية عند الدروز وانما تتعلق بمسألة امساك مفاصل الدولة والمال العام وتقديم الخدمات والدليل على ذلك ان الوزير طلال ارسلان على الرغم من زعامته التاريخية التي تمتد الى الاف السنوات اصبح اليوم غير قادر في الحصول على مقعد نيابي في عاليه او حتى تشكيل مجلس بلدي في الشويفات من دون رضى جنبلاط .
وطرح وهاب مبادرة تدعو الى عقد لقاء في منزل الشيخ امين الصايغ في شارون بحضور كل من وليد جنبلاط وطلال ارسلان وفيصل الداوود وبالطبع وئام وهاب بالاضافة الى كبار مشايخ الطائفة لطرح نقاش حول مصلحة الموحدين الدروز العليا بعيدا عن كل المصالح الشخصية .
على صعيد آخر حمّل وهاب رئيس الجمهورية مسؤولية تعطيل عمل الحكومة من خلال موضوع الكهرباء وتجميد التعيينات الادارية واصلاح القضاء وتعيين رئيساً لمجلس القضاء الاعلى لافتا في الوقت عينه الى فضائح جنسية حصلت في بعبدا سوف يتم الكشف عنها قي القريب العاجل .
واعتبر وهاب ان الرئيس سليمان جزء اساسي من المعركة التي تشن على رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ،مشيرا في هذا المجال الى قرار اميركي بالعمل ضد عون في المناطق المسيحية .
وتابع وهاب:هناك 3 اطراف تملك حق الفيتو في الحكومة الحالية : الرئيس سليمان الذي ينتظر كما يبدو نتيجة تطورات الاحداث في سوريا ، والرئيس ميقاتي الذي يجاري سليمان في موقفه بالاضافة الى الوزير جنبلاط الذي له مصلحة اليوم بعدم ازعاج جماعة 14 آذار
وذكر وهاب بموقفه منذ السنة الاولى لولاية الرئيس سليمان حينما اعتبر من الرابية وكأننا في الايام الاخيرة من العهد الذي ظهر وكأنه غير قادر على الحكم وهذا يعود بالطبع الى اداء سليمان الذي سمح منذ ان كان قائدا للجيش بتدخل السياسيين في التشكيلات العسكرية وهذا الامر لم يكن واردا ايام الرئيس لحود الذي منع دخول السياسة الى مؤسسة الجيش .
وختم وهاب بالدعوة لعدم السماح بعودة الحرب الى الجبل التي كانت حربا بشعة بكل المعايير متمنيا في الوقت نفسه على كل من الوزير جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية بتوجيه رسالة اعتذار لكل شهداء الجبل، مسيحيين ودروز على كل ما الحقوه بهم من دمار وويلات وخراب .
واضاف وهاب: لقد اعتذرت من نفسي على الرغم من انني لم أقتل احدا خلال الحرب وهذه نعمة بالنسبة لي ،وانا تصالحت مع نفسي منذ العام 1986 عندما زرت الوزير كريم بقرادوني في الكرنتينا وكاب يومها نائباً للدكتور جعجع من اجل لعب دور الوسيط وتقريب وجهات النظر بين الفريقين .
*