أقامت مفوضية الشوف الأعلى في حزب التوحيد العربي حفل افتتاح مركز الحزب في مدينة بقعاتا – الشوف بعد تفجيره منذ عشرة ايام، بحضور رئيس الحزب الوزير وئام وهاب وأعضاء المكتب السياسي ومجلس الأمناء وعدد كبير من الحزبيين التوحيديين، تخلله قسم يمين لـ 300 عنصر جديد انتموا لـ”حزب التوحيد”.
وكانت كلمة لـ”وهاب”، أكد خلالها أنّ “ما حصل من تفجير كان من أصحاب النفوس الصغيرة، وسنرّد على التحدي بالإستيعاب وعلى التفجير بوردة، ولن ندخل في سجالٍ مع أحد، فالجبل بحاجة لخدماتنا وإنمائنا، ولن نعيده إلى صراعاتٍ تقليدية سخيفة دفعنا ثمنها منذ أكثر من خمسمئة عام، لأننا لا نؤمن بصراع “قيسي – يمني”، ولا بصراع “يزبكي – جنبلاطي”، ولا بصراع “توحيدي – إشتراكي”، إذ نتكامل مع الآخرين ولا نتصارع، خاصة مع الأخوة في الحزب التقدمي الإشتراكي والأحزاب الأخرى، فقضيّتنا هي الإنسان التوحيدي في أي منطقة أو طائفة، وليس إنهاك المجتمع بصراعاتنا، ونحن معنيّون بكل التوحيديين إلى أي فئةٍ انتموا. أما هذا الجبل، فلا أحد فيه قادر على إلغاء الآخر، لأننا سنحفظه وأهله برموش عيوننا، وهو ليس ساحة لتناقض سياساتنا لا بل لتكامل إنمائنا”.
وأشار وهاب إلى رفضه “منذ البداية فكرة تواجد عناصر لحراسة المكتب أو كاميرات للمراقبة، خاصة وأنه في منطقة سكنية، فقد أردنا أن يكون المكتب في بقعاتا كما كل مكاتبنا، لخدمة الناس وليس لمواجهة أحد، إذ لا نريد أن تكون مكاتبنا سوى بيوتاً ثانية لهؤلاء الناس الذين نهدف لخدمتهم وتحقيق مصالحهم، ولا بد من التكرار بأنّ الوزير وليد جنبلاط متضرر مثلنا من تفجير هذا المكتب”.
وشكر وهاب السيد سميح صادق مالك المبنى لتقديمه المكتب للحزب، وقال: “نشكره على التسهيلات التي قدّمها لإعطائنا المكتب، كما نشكر الأخوة والرفاق الذين تعرّضوا للضرر وهم الرفيق هشام دبيسي وأهله وعائلته، فكادوا يدفعون الثمن عنّا جميعاً، لولا نجاتهم. كما ونشكر سكان الحيّ الذي يتواجد مكتبنا فيه، وكذلك سكان بقعاتا، خاصة وأننا سنقسم المكتب إلى: طابق لـ”هيئة العمل التوحيدي”، وآخر لإنشاء مكتبٍ اجتماعي يتعاطى أموراً صحية، ويتضمن صيدلية للخدمات الطبية المجانية لتأمين الدواء وتلبية حاجات أبناء المنطقة خاصة ذوي الأمراض المُزمنة”.
وأكد وهاب أنّ مستشفى الصحابي سلمان الفارسي الذي بدأ العمل به، “ليس بديلاً عن أحد، فنحن نؤمن بالتكامل، وليس بالإلغاء ولا بالبدائل. لذلك لا نطرح أنفسنا بديلاً عن أحد، بل لخدمة هذا المجتمع وقضاياه ومَن يستطيع أن يخدم أكثر، فلن يكون لدينا اية مشكلة لأننا دُعاة تكامل وليس إلغاء”.
وتطرّق وهاب لاستحقاقين بالقول: “خلال شهرين، نصبح بحاجة لمجلس مذهبي جديد في الطائفة الدرزية، وسنخوض انتخاباته ولن نقاطعها كما سابقاً، لكننا نرفض منطق المحاصصة والاستزلام، ونطالب بمجلس كفاءات، ونؤيد توحيد مشيخة العقل، كما ولا بد من خطة عملية لمجلس الأوقاف، ونحذّر من أي محاولة لإحداث اي إنقسامٍ. أما الإستحقاق الثاني فهو الإنتخابات النيابية، وطبعاً نؤيّد اعتماد قانون النسبية، حتى ولو تخوّف البعض منه، ولكن لا أحد يستطيع أن يكون طامحاً لإلغاء الآخر، لأنّ ذلك أصبح من الماضي، ومصلحة الدروز هي السير في قانون النسبية كما طرحه الرئيس نبيه بري مترافقاً مع إنشاء مجلسٍ للشيوخ”، مشدداً على “اننا ضد أي قانون يلغي أحد، ولكننا أيضاً ضد اي قانون يحاول إلغاءنا”.
وختم وهاب بالتوجّه للحزبيين: “إيّاكم أن تكونوا في خدمة مشروع لا يراعي موقعكم ومنطقتكم، والقبول بخدمة مشاريع غربية تطيح بنا، وسأبقى أكبر وأفتخر بكم، فكونوا أحراراً لأني أريد أن أعيش بينكم حُراً، خاصة وأنكم قبلتم التحدّي والانتصار بوجه الحقد، ولا شك بأننا سنبقى حرّاساً للموقع القومي والعروبي للطائفة الدرزية، ولا خيار لنا خارجه”.
*