استقبل رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب في دارته في الجاهلية وفداً من هيئة الشوف في التيار الوطني الحرّ برئاسة أمين سرّها غسان عطالله، مستنكرةً تفجير مركز الحزب في بقعاتا، بحيث أشار وهاب بعد اللقاء إلى أنّ “التواصل يجب أن يكون أكثر لأننا واحد، وبالتالي علينا التفكير بشكل موحّد خاصة في الجبل، ودائماً أقول بأنّ الجبل يعاني من هجرتين: الأولى مسيحية حصلت في العام 1983، وأخرى درزية تحصل الآن لسببٍ اقتصادي بسبب عدم عودة النصف الآخر من أبناء الجبل إليه”.
وتابع: “في الفترة الأخيرة، تحدّثتُ مع غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عن مشروع مؤسسات في المنطقة، وأكدتُ أن استلام أموال المهجرين لا تُرجِع المسيحيين إلى المنطقة، فالأهم هو تهيأة الجو السياسي الذي يقبل بالحرية لكل الناس بكافة الانتماءات، وهذا ما يجب أن نعمل عليه معاً، فإلغاء الآخر هو إلغاء للنفس، ولا يعتقد أحد أنه يملك قوة تسلّطية ويمكنه القضاء على الآخرين، لأنه يكون أمام مشروع للقضاء على نفسه، والتفجير أو الاغتيال لا يحلّ المشاكل أو يُلغي أحد”.
وتعليقاً على ما حصل منذ يومين في مقر حزب التوحيد العربي في بقعاتا، قال وهاب: “واهم مَن يعتقد أنّ حزب التوحيد هو مجرّد مكتب وجدران ومبنى، فالعقل التوحيدي أصبح راسخاً في عقول الناس، والتفجير لا يمكنه إلغاء ذلك. فالإرهاب يقوّي الناس، ومُخطىء مَن يعتقد أنّ بإمكانه ممارسة هذا الأسلوب في منطقته، لأنه لا يوصل إلى اي مكان. ما أتمناه من الأجهزة الأمنية هو أن تعمل بجديّة أكثر بملف التفجير الذي حصل في بقعاتا، فهذا الأمر لن يمرّ دون حساب قضائي وسياسي، ونحن طبعاً لا نؤمن بأسلوب الردّ على مثل هذه الأعمال ولا نؤمن بها، ولن نمارسها، بالرغم من أنه الأسلوب الأفضل، لأنّ أخلاقنا التوحيدية لا تسمح لنا بذلك، فالمسألة تستلزم مزيداً من التحقيق وجمع المعلومات، ولا يعتقد أحد أنّ معرفة الحقيقة صعبة، فالخيوط العريضة أصبحت واضحة لدينا، وأتمنى على الدولة ألا تسمح لأحد بأخذ ثأره بيده وتحويل هذه المنطقة والمناطق اللبنانية الأخرى لمناطق تسودها شريعة الغاب”.
وختم وهاب بملف قانون الانتخاب: “هذا القانون الذي يُزعج الجميع وخاصة الخائفين على عروشهم، أما طرحنا للنسبية فلأنها لا تُلغي أحداً، ولا تسمح بالاحتكار، حتى ولو حاول البعض التسويق على أنّ النسبية هي إلغاء للطوائف، ولكن لا يجوز الاستمرار بالإستخفاف بعقول الناس. من جهة أخرى، مشروع مجلس الشيوخ الذي اقترحه الرئيس نبيه بري وتبنّاه العماد ميشال عون ممتاز، إن أنه حق وحلم بالنسبة لنا أن يكون للطائفة الدرزية مجلس شيوخ، فلماذا نعتبر أنّ المكسب الكبير هو أن نحقق مكتسبات أكبر؟ الكل يعلم أنّ في منطقة الجبل الكثير من المتحرّرين الذين خرجت إلى الحرية، لذلك ربما تُخيف النسبية البعض، لأنها توزّع القوى في هذه المنطقة كلٌّ بحسب حجمه. لذلك قانون الانتخاب أساسي، وكل التوترات التي يحاولون خلقها، هي لمنعنا من الوصول إلى قانون انتخابٍ عادلٍ، وهذا ما يجب أن تكون عليه معركتنا”.
كما كانت كلمة لممثل التيار الوطني الحر غسان عطالله، قال فيها: “بإسمنا وإسم العماد ميشال عون، أتينا لزيارة الوزير وهاب لتقديم التعازي بالشيخ أبو محمد جواد وليّ الدين، وللإستنكار بحادثة تفجير مكتب حزب التوحيد العربي في بقعاتا، ونؤكد بأنّ الشوف لن يعود إلى الوراء، فقد قطع خطوة متقدمة في مرحلة التغيير، ونتمنى على الجميع فهم أفكار البطريرك الراعي بشكل جيد: “شراكة ومحبّة”. فقبول الآخر أصبح حاجة ملحّة، لذلك نتمنى على كل شركائنا الإعتياد على ذلك.
وكان وهاب قد استقبل وفوداً من كافة مناطق الجبل مستنكرة تفجير مركز الحزب في بقعاتا – الشوف.