اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب أنّ “وفاة كبير مشايخ الهيئة الروحية العليا لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين، يشكل خطباً جللاً في طائفة الموحدين الدروز ليس في لبنان فحسب بل في المنطقة بالكامل، فقد رحل شيخٌ جليل من كبار مشايخها، والذي كان لا أصفى ولا أجرأ ولا أنقى ولا أتقى، هو رجل ولا كل الرجال”.
وتوجّه للفقيد الشيخ بالقول: “نخسرك اليوم يا شيخنا الكبير كمرجع وأبٍ محبّ وأنتَ الذي شجّعتَ دائماً كل ما يصب في مصلحة هذه الطائفة، وترعى كل حركة تسعى لمصلحتها، ولا ننسى دعواتكَ لنا بالتوفيق في استمراريتنا في مشروعنا بإنشاء مستشفى الصحابي سلمان الفارسي، الذي بدأنا العمل به منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وكنتُ أتمنى لو أطال الله بعمرك لأحملك إلى المشروع كي تراه بعد إتمام العمل به، خاصة وأنكَ أعطيتني دفعاً للإستمرار به غير عابئ إلا بمصلحة هذه الطائفة، والتي هي اليوم بحاجة لحكمتك وعقلك الراجح، وكلمة الحق التي تقولها، ولا تخشى في الحق لومة لائم، فقد كنتَ مدافعاً عن بني معروف أينما وُجِدوا”.
كلام وهاب جاء خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده في مكتبه في بيروت تعليقاً على الانفجار الذي طال مقرّ حزب التوحيد في مدينة بقعاتا الشوفية، بحيث أشار إلى أنّ “الإنفجار استهدف مركز الحزب ومشروع الصيدلية الذي كنا نحضّر لإنشائه فيه، فالمركز ليس مركزاً سياسياً لا بل اجتماعياً صحياً، لتوزيع الادوية التي تأتينا مجاناً، إضافة لمركز اجتماعي للخدمات الإجتماعية لخدمة أبناء المنطقة، ولكن يبدو أنّ يد الإرهاب كانت أسرع منا، فكنا نحضّر لإحتفال مساء اليوم، ولو حصل التفجير في موعد الاحتفال، لتحدثنا عن عشرات الضحايا أو كنا بينها، لأنّ الإنفجار سبّب تصدّع كل المبنى الذي يتواجد فيه المركز”.
وتابع: “كنا سنقيم الاحتفال أمام المبنى المتصدّع والشبه مدمّر لمقر الحزب إلا أننا قمنا بالتأجيل بسبب وفاة الشيخ وليّ الدين، لذلك أتمنى أن يكون استهداف مَن قام بالتفجير هو لمكتب الحزب وليس للاحتفال والا كانت ستحصل مجزرة بحق الحضور، ونحن الذين لم نعتَد على التعامل بمِثل هذا الأسلوب”.
ولفت وهاب إلى أنّ الحزب “لن نتهم أي جهة، فالاجهزة الامنية بدأت تحقيقاتها بالانفجار الذي طال مقر حزبنا وكل نتائج الملف ونأمل أن نصل الى خيوط لمعرفة التفاصيل، وعلى الجميع ان يعلموا بأننا تجاوزنا مرحلة الترهيب والتهديد والتفجير فـ”حزب التوحيد العربي” أصبح راسخاً بشكلٍ كبير في ضمير أبناء الجبل”.
وحول تساؤل البعض عن إمكانية إتهام للحزب التقدمي الإشتراكي بهذا الإنفجار، أكد وهاب أنّ “النائب وليد جنبلاط متضرر مثلي تماماً من هذا الانفجار والذي يبعد ستّ كيلومترات عن منزلي، في حين يبعد كيلو متراً واحداً عن منزله، ولا أعتقد أنه يمكن أن يسمح بعمل من هذا النوع وقد تلقينا استنكارات من مسؤولين في الحزب التقدمي الاشتراكي، فهناك مَن يستهدفني وجنبلاط بنفس الوقت، وهذه محاولة لادخال الفتنة الى الجبل، ولن أسمح بذلك حتى ولو على دمِي”.
كما علق وهاب على المداولات الحاصلة في ملف الإنتخابات، فأشار إلى أنه “سيكون لنا موقفاً من أي طرح يخالف قانون النسبية، علماً أنّ طرح الرئيس نبيه بري بالنسبة لمجلس الشيوخ والذي تبناه العماد ميشال عون، يخدم أيضاً الطائفة الدرزية. لم أقل بأنه إذا لم تعتمد النسبية سيكون هناك حرباً أهلية، لا بل قلتُ بأنّ قانون 1960 أوصلنا سابقاً إلى حرب 1975، والآن لا شك بأننا إذا اعتمدنا قانوناً بحجم الطوائف والمذاهب خاصة مع التحريض الطائفي والمذهبي الحاصل، سنصل حتماً إلى حربٍ أهلية، لذلك نؤيّد قانون النسبية والدوائر الموسّعة المعززة للوحدة الوطنية، وبدل أن يتحوّل النائب إلى مُحرِّض، يكون حينها من دُعاة المصالحة. فالنسبية تحفظ الجميع، ولكن أن نخضع للإرهاب الفكري والانتخابي كي يُهيمنوا على المجلس، فلن نقبل بذلك”.
وحول سؤال أحد الصحفيين له عن قول النائب جنبلاط أنّ الرئيس السوري بشار الأسد هو مُعلّم وهاب، أجاب وهاب: “جنبلاط يعلم بأنّ مُعلمي هو فقط رب العالمين ولستُ ممّن يقفون على أبواب أحد، فـ”بشار الاسد” أخ وصديق وحليف، ونحن مُستمرين مع سوريا طالما بقيت الى جانب المقاومة”.
@