أعلن رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب أنه “سيكون مرشحاً إذا اعتُمِد قانون النسبية في الإنتخابات، وفي كلتا الحالتين لدينا أربعة مرشّحين من حزب التوحيد العربي: إثنان في الشوف وآخر في عاليه والرابع في بعبدا، وإذا كان النائب وليد جنبلاط خائفاً من التحجيم بسبب هذا القانون، فالدروز يستفيدون من الأخير، لأنه يحجّم البواسط الطائفية لا غير”.
وأكد في مقابلة مع الزميلة ديما صادق ضمن برنامج “نهاركم سعيد” على شاشة الـ”أل بي سي”، أنّ موقفه “من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لن يتغير. كنتُ أتمنى لو أخذت الحكومة خطوات جديدة لوقف التعطيل في العديد من الملفات بعد أخذها الثقة، لكنّ التعطيل لا يزال قائماً، لذلك شجّعنا الرئيس سليمان منذ البداية على العمل لاعتماد قانون النسبية في الانتخابات المقبلة، وعدم المضي في أساليب التعطيل للوقوف حاجزاً بوجه الجنرال ميشال عون في الانتخابات. كما ونطالب كل جهابذة الحكم، بالعمل لحلّ ملفَّي الكهرباء ومدخل بيروت الشمالي، بغضّ النظر عن الملفات الشائكة الأخرى. لذلك، على الرئيس ميقاتي العمل لتأمين الحلول لملف الكهرباء وهي متوفرة بتأكيد من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. فالوزير جبران باسيل يملك خطة علمية توصل بعد أربع سنوات لتأمين الكهرباء للّبنانيين، وهذا الملف ليس الوحيد فهناك ملفات أخرى تستلزم الحلّ كملف الطرقات وخاصة طريق الشام الدولية المليئة بالحفريات”.
وقال وهاب فيما خصّ جلسات إعطاء الثقة للحكومة: “لا أؤيد إعطاء الثقة لـ”ميقاتي”، فلا شك بأنّ هناك عطب حاصل منه وكذلك من آداء الرئيس سليمان، خاصة وأنّ هناك الكثير من القضاة المُسيئين للقضاء والذين أصدروا أحكاماً مُسيئة لا يمكن أن تصدر في أي دولة، بالرغم من أنّ هناك بعض القضاة الجيّدين، ولكن لا يجوز للرئيس ميقاتي المُضي في تعطيل مجلس القضاء الأعلى. كما وأنّ قوى 14 آذار لم تملك موقفاً مستقلاً بها في أي فترة ولا تعمل بسياسة لبنانية مستقلة لا بل تنتظر الجو الإقليمي والدولي، ولا شك بأنّ هناك قراراً من السفارة الأميركية والفرنسية بعدم إسقاط هذه الحكومة لذلك جدّدت تلك القوى للحكومة الحالية بطريقة غير مباشرة، وكلنا نعرف الدعم المتوفر لـ”ميقاتي” من تلك الدول”، لافتاً إلى أنّ “سامي الجميّل نائب ناجح وآداؤه جيد، وقد يكون البعض في 14 آذار اعتبر أنه أعطى دفعاً للحكومة بطرحه الثقة، إلا أنه واضح بطروحاته”.
وأكد وهاب أنه “حليف لإيران والمقاومة وسوريا وموقفي واضح دائماً، ومَن يتحدّثون عني اليوم، كانوا خائفين من التعبير عن مواقفهم في العام 2005 خوفاً من المحكمة الدولية، لذلك لن أرحم أي شخص سيتحدّث عني أو عن مواقفي، لأنني عبّرتُ عنها في الوقت الذي كانوا فيه مُختبئين”.
وعن إضراب السائقين العموميين، قال: “أتعاطف مع مطالبهم، ولكن لستُ مع هذا الأسلوب من التظاهر والذي يجب أن يكون حضارياً وقانونياً بدون أي خلفية سياسية”.
أما عن آداء المملكة العربية السعودية في لبنان، فقال وهاب: “كنتُ ضد مهاجمة رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط لسوريا في العام 2005 بالمستوى التي تمّت عليه، و”لم تعجبني الطريقة التي إتُّبِعت لمصالحتها فيما بعد بسبب النعرة الدرزية التي امتلكها ككل الدروز، وها هو الآن يتعامل بنفس الطريقة مع السعودية”، متوجّهاً لـ”جنبلاط” بالقول: “أنتَ الممثل الأول – من خلال التركيبة النيابية – لطائفة بالكامل وهذه الطائفة لا تقبل بأي عمل يمسّ كرامتها، ولا بمزيد من التنازلات والإرضاءات والوقوف على الأبواب، فهذه ليست من شيمنا، ولا أقبلها لك. آسف أن أقول ذلك في الإعلام، ولكننا كطائفة لسنا بحاجة لرضى أي طرف”.
أما بالنسبة لآداء السعودية في سوريا، فقال: “أرفض منطق تسليح المعارضة من أي مكانٍ أتى إن من السعودية أو قطر أو تركيا أو غيرها، فتسليحها هو الطريق لِحربٍ أهلية وتشجيع لتدمير سوريا وتخريبها”، مؤكداً أن سؤال الزميلة صادق حول اعتباره بأنّ سياسة الخارجية السعودية سيئة هو “مشبوهٌ ومقصود”.
أما في الملف السوري، فشدد وهاب على أنّ “الجيش العربي السوري لا يزال متماسكاً، وبنيته قوية، إلا أنّ المُسلحين لم يُهزموا بعد بالرغم من تحقيق الجيش التقدّم في بعض النقاط، إلا أنهم برأيي لا زالوا يتكاثرون مع الأموال المدفوعة لهم من دول الجوار وخاصة من الخليجيين ومن آخرين سلفيين وأخوان مسلمين على مستوى كل العالم، بالرغم من أنّهم أصبحوا يغطون مناطق جغرافية صغيرة”.
وختم بالقول: “النظام السوري قوي، وأخطأ مَن اعتقد بأنّ الأمر ينتهي خلال أسابيع، لأننا تجاوزنا ما يسمّى بـ”إسقاط النظام”. من جهتي، لا زلتُ مع موقف سوريا المقاوم والممانع، وسأقاتل معها طالما بقيَتْ في هذا الخيار، ولكننا للأسف ذاهبين إلى مرحلة صعبة جداً على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وكل خيارات الحرب مفتوحة ولا أستبعد أي حرب في المنطقة. كما وأني أرفض تواجد المُراقبين الدوليين في سوريا لأنّ ذلك يشكل مسّاً بالسيادة السورية”.
@