لفت رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب إلى “أهمية تعديل المادة الثالثة من الدستور السوري الجديد، لأنها أمر مفجع، فهي مُهينة لجزءٍ كبير من السوريين ومهينة لنا جميعأً وأدعو كل السوريين للدعوة إلى تعديلها، فقد رأينا الموقف المشرّف للمسيحيين في أحداث سوريا وفي الكثير من القضايا وكذلك موقف الكنائس فيها والتي أدركت منذ البداية خطورة المؤامرة، وأعتقد أنه يحق لأي مواطن – لأي دين انتمى – أن يترشّح لرئاسة الجمهورية العربية السورية”، لما تضمّنته المادة الثالثة من بندين هما: “أنّ دين رئيس الجمهورية الإسلام، والفقه الإسلامي مصدر رئيسي للتشريع”.
وهاب وفي مقابلة تلفزيونية أجرتها معه الإعلامية هناء الصالح ضمن برنامج “اساعة الحرّة” على شاشة قناة الدنيا السورية، أشار إلى “أنّ الرئيس الأسد يملك قدراتٍ سحرية ويعرف كيفية العمل وفقاً للتوازنات الدولية لأنه يدرك موقعه وأهمية سوريا في العالم، خاصة وأنّ الكيل قد طفح لدى الصين وروسيا من خداع وكذب الولايات المتحدة الأميركية على العالم أجمع منذ سقوط الاتحاد السوفياتي وحتى اليوم، لذلك آن الآوان ليقولوا للجميع: توقفوا عن تصديق أميركا، بالإضافة إلى أنّ هناك حليف قوي لسوريا هو الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي يحاولون إظهارها على أنها مالكة لمشروعٍ مذهبي”، مؤكداً اننا اليوم “أمام مأزق كبير، إذا لم يتم العمل على تسوية كبيرة بين الروس والأميركيين لا نستطيع أن نعرف نتائجها مسبقاً. لكن ما يجدر تأكيده هو انّ سوريا تستعيد جزءاً كبيراً من الكرامة العربية اليوم بالرغم من أنها دفعت وتدفع الثمن الكبير لهذه الكرامة”.
وشدد وهاب على أنّ “الروس أصبحوا متأكدين من قوة سوريا وقدرتها على الصمود خاصة وأنه لم يعد هناك مَن ينظر بجدية إلى ما يسمى بـ”المعارضة السورية”.
أما عن موقف الموحّدين الدروز مما يجري في سوريا، فقال وهاب رداً على الجدل الذي حصل مؤخراً خاصة بعد كلام النائب وليد جنبلاط في هذا الإطار: “الدروز يعرفون مصلحتهم ومصلحة بلدهم أكثر مني أو من النائب وليد جنبلاط أو باقي القيادات الدرزية، وبالتالي لا يجوز أن نقف ضد مصلحتهم لمجرد بيع بعض المواقف، خاصة وأنّ الشباب السوري متحمّس جداً لحماية سوريا ضد المخرّبين لمواجهة المؤامرة، خاصة وأنّ هذه الأمة أصبحت مسلوبة الثروات من قِبَل حُكّامها، وهذا ما يجب مواجهته أيضاً”.
وتعليقاً على التهريب الحاصل للسلاح من بعض الدول إلى سوريا، قال: “إذا فكر أحد بإنشاء ممرات عسكرية آمنة من لبنان إلى سوريا، سنكون له بالمرصاد حتى ولو تدخّلت القوى الأمنية، كما وأنه إذا تدخلت تركيا أو إحدى الدول العربية بدعم هذه الممرات، ستكون الحرب موجّهة ضدها”.
وتعقيباً على ردّه سابقاً حول الحديث عن مسلحين قام بإرسالهم من لبنان إلى سوريا، قال: “لا أسمح لنفسي بقتل أي سوري، أياً كان رأيه، واليوم إذا كان هناك مَن يقوم بالتخريب في سوريا فهناك قوى أمنية سورية تحاسبه وليس أنا، حتى أنني لم أزَر السويداء منذ ستة أشهر، كي لا يتبجّح البعض بالقول أنني أنقل السلاح إلى ابنائها”.
في سياقٍ آخر، علّق وهاب على الوضع الحكومي اللبناني بالقول: “رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي لم يقم بواجبه تجاه سوريا علماً أنه نفسه اختراعٌ سوري، إن في عالم المال أو السياسة. فسوريا أعطته ما أعطته السعودية لسعد الحريري من دعم، لكن الفرق هو أنّ الأخير كان وفياً للسعودية بعكس ميقاتي، ولا زال رأيي على ما هو عليه بأنّ تعيينه رئيساً للحكومة كان خطأَ منذ البداية، فقد تآمر علينا وعلى سوريا، وخاصة في ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فهو اليوم ينفّذ مصالح أميركية وأوروبية، خاصة ضد المقاومة ومع ذلك يبقى طموحنا بعودة الدولة الفلسطينية الحرّة شاء البعض أم ابى، علماً ان سوريا اليوم تدفع الثمن بسبب موقفها العروبي والقومي”.
@