ردّ رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب على كلام رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط حول إرسال البعض لما أسماه “شبيحة” من ابناء جبل لبنان إلى جبل العرب لمواجهة المعارضة السورية: “النائب وليد جنبلاط يعلم جيداً على مَن تنطبق مواصفات “التشبيح”، كما اذكّره بأنّنا جميعاً كقيادات سياسية في الجبل نعمل في السياسة، لكن هناك مَن هم أفضل منا في معرفة مصلحة الدروز، وهم كبار مشايخنا”، قائلاً: “إذا شعرتُ بأنّ هناك أي خطر على دروز جبل العرب، لن أتوانى أبداً بتسليحهم بالسلاح اللازم، وأنا قادر على ذلك، ولكنهم ليسوا بحاجة للسلاح لأنّ الجيش العربي السوري يحميهم. لذلك، فمن المُعيب أن نجلد الدروز بهذه الطريقة، والحديث عن إرسالي لأبناء جبل لبنان إلى جبل العرب لمواجهة المسلحين خاطىء ومُهين، فما يعنيني هو المصلحة الدرزية العليا، ومصلحتنا هي خروج وليد جنبلاط من رهانه على سقوط نظام الرئيس الأسد، وأتمنى ألا يذهب إلى لحظة تخلّي جديدة، فهو اليوم يقرأ الوضع من عين الحقد وليس من عين العقل، وهذه قراءة خاطئة”.
وتابع وهاب في قراءة الملف العربي، ضمن برنامج “حديث الساعة” على قناة “المنار” مع الإعلامي عماد مرمل: “هناك وهم لدى البعض بأن ما يحصل في الوطن العربي سيوصل إلى ضرب خيار المقاومة، لكنّ هذا وَهْم وقع به كثر منذ العام 1990، ولا بدّ لحركة “حماس” من الوصول إلى ما وصل إليه ياسر عرفات سابقاً، لتؤكد على رفض الاغتصاب اليهودي المتزايد لفلسطين، إذ أنّ حديثها الأخير حول فلسطين 67، أثار الكثير من الشكوك”.
وتمنى وهاب على رئيس الحكومة السابق سعد الحريري أن يمتلك الجرأة للحوار كما كان والده الشهيد رفيق الحريري، الذي كان لديه رأي مغاير لسعد الحريري حول سلاح المقاومة. وهنا أسال الحريري السؤالين التاليين: هل يمكنه إعطاءنا ضمانة لزوال التهديد الإسرائيلي، وعدم عدوانه للبنان؟ وهل يملك الضمانة حول عودة الفلسطينيين إلى وطنهم؟. إذا تمكن من الإجابة عليهما، يمكن حينها الحوار حول سلاح المقاومة”.
وعن تعطيل جلسات مجلس الوزراء، قال وهاب: “السلوك العلني لنجيب ميقاتي خاطىء، ولسنا مع سياسة النأي بالنفس عن قرارات الجامعة العربية ضد سوريا، ولا شك بأنّ كل ما حصل سابقاً كان من أفعال ميقاتي، خاصة المحكمة الدولية وظلم الضباط الأربعة، عدا عن كل ما حصل منذ العام 2005. لذلك أؤكد انه إذا لم يتم السيطرة على الوضع الأمني، سنكون على ابوب فوضى أمنية عارمة في لبنان”.
أما في الملف السوري، فقال وهاب: “الأكثرية السنية في سوريا مؤيدة للنظام ولن يتم إسقاط نظام الرئيس الأسد لأنه قوي ويحظى بأكثرية شعبية، ولأنّ المعارضة السورية حمقاء، فقد ظهر جلياً أنّ الإصلاح ليس المطلوب، بل المطلوب إسقاط نظام الرئيس الأسد لأنه داعم للمقاومة في المنطقة، وذلك عبر المطالبة بالتدخّل الخارجي. إذ أننا اليوم أمام معركة إخراج الوجود الأميركي من الشرق الأوسط، ومَن يقاتل يربح، وأعتقد بأنها آخر المعارك الأميركية في المنطقة”.
وعن خطابات فريق 14 آذار في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري في البيال، فقال: “كل الخطابات التي سمعناها في البيال سخيفة كسخافة المعارضة السورية، أما تآمر البعض على ابناء طائفته فمُعيب، فإذا طلب حزب الله أو إيران مني التآمر على ابناء طائفتي، حتماً أقطع علاقتي بهما ولا اقبل التأمر على الدروز، لذلك اقول لسمير جعجع الذي تآمر على المسيحيين: مَن لا خير فيه لطائفته لا خير فيه لوطنه أو لأحد، وأقول ذلك بعد أن أصبح ما حدث في البيال مجرد عرض أسعار للمواقف، فلينظروا جميعاً لمواقف المسيحيين في سوريا الداعمة للرئيس الأسد”، لافتاً غلى اننا “لسنا مع النظام السوري لا بل مع موقف هذا النظام الداعم للمقاومة، والفرق بيننا والفريق الآخر في لبنان أنهم ليسوا متضايقين من الجزمة السورية بل ممَّن يرتديها اليوم”.
وختم وهاب بالتشديد على أنّ “الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمملكة العربية السعودية لن تسمحا بتقاتل سُنّي – شيعي، لأنّ ذلك يعني تقديم المنطقة على طبق من ذهب للأميركي. لذلك، أنصح سمير جعجع ألا يأخذ المسيحيين ليكونوا أداة لهذا الصراع، وأتمنى على النائب وليد جنبلاط ألا يجعل الدروز وقوداً لهذا الصراع”.
*