اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب أنّ تداعيات الأزمة السورية بدأت تضغط على الواقع اللبناني، بشكل جدّي، إذ كان الأمر متوقّعاً، لأنه لم يُسمح للقوى الأمنية اللبنانية بالقيام بمهامها بالشكل المطلوب، ولم تُعطَ الغطاء السياسي المطلوب، علماً أنها جادّة في معالجة الوضع الأمني وضبطه وقادرة على ذلك، لكن لم يتوفر لها الغطاء السياسي اللازم، إذ أننا أمام مجلس وزراء معطّل، ورئيس حكومة هارب إلى الخارج لعدم تغطية القرار السياسي، لحسابات مناطقية وربما مذهبية، وأشك أن يكون لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي أجندة دولية، ولكن عليه أن يعلم بأننا قادرين أيضاً على ضرب مصالحه السياسية، ولعب أي لعبة سياسية ضدّه في اي وقت”.
كلام وهاب جاء خلال مقابلة أجراها معه الإعلامي غسان جواد ضمن برنامج “هنا بيروت” على شاشة قناة “الكوثر”، بحيث أكد وهاب أنّ “سبب الأحداث الأمنية التي حصلت في الشمال، هو الحقن المذهبي والطائفي، لاستعمال الشمال كمنصّة للعمل ضد سوريا، ودخول البعض إلى سوريا للقيام بعمليات إرهابية، ومن ثم العودة إلى الشمال مجدداً، وطبعاً هذا كله يوصل إلى الاحتقان وبالتالي للإنفجار الأمني”.
وعن الحكومة اللبنانية وقرار تعطيلها، قال وهاب: “الحكومة باقية لأنّ لا بديل لها، ولا إمكانية لتشكيل حكومة جديدة، خاصة وأنّ الحكومة الحالية تبدو مقصّرة وعاجزة، والمطلوب من ميقاتي العودة ووقف الاعتكاف الحاصل بدون أي منطق، والسماح للقوى الأمنية والجيش بالقيام بمهامها، إذ نذكر الحملات التي قامت سابقاً على الجيش، إذ المطلوب أن يتحوّل إلى مؤسسة معطّلة، وغير قادرة على التحرّك، لجعل الشمال منطقة عازلة”.
من جهة أخرى، وحول الأحداث في سوريا، لفت وهاب إلى أنّ “المعركة الأساسية في سوريا لن تطول، حتى ولو بقيت هناك بعض العمليات التفجيرية وعمليات الإغتيال، ولا شك بأنّ تساهل القيادة السورية منذ البداية بإعطاء الفرص للحسم، أعطى فرصة أكبر للمسلحين لأخذ المزيد من القوّة، ولكن اليوم أصبحت تكاليف الحسم أقوى من تكاليف الفوضى، بعد ان اعتبر الرئيس بشار الأسد أنّ عدم استعمال العنف أفضل، وهو لا يميل أصلاً إلى ممارسة العنف في مواجهة المسلحين، معتبراً أن القيام بإجراءات إصلاحية معينة قد يتم لمعالجة الأمر بأقل خسائر، ولكنه كان على يقين بأنّّ المخطط أكبر من ذلك”.
وعن مؤتمر أصدقاء سوريا، قال وهاب: “أولاً، آلان جوبيه بورثته الاشتراكية، يقوم بأخذ فرنسا إلى مواجهة غير محسوبة في المنطقة، واعتقد أنّها ستدفع ثمناً كبيراً في هذه المواجهة، كما وأنّ هذا المؤتمر هو بمثابة إعلان الحرب على سوريا، وبالتالي إعلان الحرب على محور الممانعة بالكامل، ولكنها لن تُبقي أي شيء في المنطقة، بدءاً من حمد بن جاسم وصولاً إلى باقي الدول العربية. فالخليجي يعتقد أنه قادر على تخريب سوريا والمنطقة بالمال، وكلنا نعلم أنّ الاستهداف بالأساس هو استهداف للبرنامج النووي الإيراني ولتطوّر إيران، التي تحوّلت – نتيجة للتطورات – إلى أكثر من قوّة إقليمية في المنطقة والعالم، وبالتالي فأي حرب تحصل في المنطقة أو على إيران ستكون طبعاً بأموال خليجية، إذ يحاولون بالتعاون مع الغرب، تحويل الصراع إلى صراع عربي – فارسي، لكنهم تناسوا بأنّ إيران هي التي قدّمت المساعدة لكل المقاومات العربية بدون اي نظرة طائفية إليها”.
وختم وهاب بالحديث عن لقائه الأخير بالرئيس السوري بشار الأسد، بحيث قال: “الرئيس الأسد مُدرك تماماً لخطورة المعركة الحاصلة ضد سوريا، ولكنه بنفس الوقت واثق بإمكانياته وإمكانيات سوريا وحلفائها، وكان يعلم بأن الموقف الروسي سيكون حاسماً في مجلس الأمن، لذلك لا زال واثقاً بنفسه وبقدرته على مواجهة المعركة ضد سوريا، لكنه لا يريد سقوط المزيد من الدماء، مع علمه بأنّ سوريا لديها بجانبها محور قوي سيتمكن من مساعدتها في مواجهة هذه المعركة، وحتماً إذا دخل التركي طرفاً فيها، ستكون المواجهة ضدّه، خاصة وان الشعب السوري صامد، حمى وحدته الوطنية، وهو الذي يجب أن يحكم بلده. من هنا، على جميع الدول أن تعي أننا نعيش تحوّلاً كبيراً ونشهد زمن سقوط الامبراطوية الأميركية”.
@