حسماً للجدال الحاصل إعلامياً وبين الأوساط السياسية والشعبية، حول وضع الطائفة الدرزية في لبنان وسوريا وخاصة في جبل العرب، كان لرئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب مؤتمراً صحفياً حُصِر بالوضع الدرزي وما يحصل على هذا الصعيد، بحيث لفتَ وهاب إلى أنّ “الحديث كثُر عن الوضع الدرزي خاصة في جبل العرب في سوريا وحتى في لبنان، وعن مشاركة درزية في ما يسمّى “المواجهة”، وبالطبع ليس هناك مواجهة بل هناك جيش سوري يقوم بملاحقة المسلحين، وأتحدّى الجميع أن يقولوا لي عن شخص واحد ذهب من لبنان إلى سوريا أو عن أي قطعة سلاح أُعطيت للأخوة السوريين أو اي مبلغ من المال وُزِّع لهذا الأمر”.
وتمنى وهاب “ألا نجلد أنفسنا بهذه الطريقة ولا نقدّم أوراق اعتماد لأحد على حساب الطائفة الدرزية ووضعها ومصيرها وكرامتها، فالدروز ليسوا ممَّن ينتظرون بعض الدولارات ليبنوا موقفهم، إذ لم يكن موقفهم هكذا في السابق ولن يكون كذلك في المستقبل. وهذا الكلام ينشره بعض الهاربين من سوريا إلى الخارج وليس المُعارضين، ويقولون أنه يتم توزيع الأموال والسلاح، وكأنّ موقف الدروز يُحدد بالأموال. نعم، ربّما يحدد البعض موقفه وفقاً لذلك، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للطائفة الدرزية خاصة في جبل العرب”.
وتعليقاً على الزيارة الأخيرة للنائب وليد جنبلاط إلى كبير مشايخ الطائفة الدرزية الشيخ ابو محمد جواد وليّ الدين، اقترح وهاب المبادرة التالية:
“أولاً: فليكن سقف كل القيادات السياسية قرار المشايخ، بدءاً من الشيخ وليّ الدين، والشيخ أبو يوسف امين الصايغ الذي يحظى باحترامٍ كبير في كل أوساط الطائفة في لبنان وخارجه، والشيخ ابو سليمان حسيب الصايغ والشيخ ابو علي سليمان ابو ذياب، وشيخَي عقل الطائفة الدرزية الشيخ ناصرالدين الغريب والشيخ نعيم حسن، ومشايخ حاصبيا وغيرها، وكل مَن يراه المشايخ مناسب، وبالتالي فهُم يحددون المصلحة العليا للطائفة الدرزية، إذ أننا كقيادات سياسية قد نخلط بين مصالحنا السياسية والمصلحة العامة للطائفة، فالمشايخ يرون مصلحة الطائفة افضل منا، وهم قادرون على تحديدها بدون أي حسابات سياسية”.
ثانياً: فلتكن مصلحة الطائفة الدرزية فوق كل اعتبار سياسي أو مالي، ولْنَحتكم إلى المشايخ ومنذ الآن أوافق على كل ما يحدده مشايخنا الكبار وعلى رأسهم الشيخ ابو محمد جواد وليّ الدين، كي لا يغامر أحد منّا وتنعكس المغامرة على كل الموحّدين الدروز، خاصة وان الحسابات السياسية الخاطئة أصبحت كبيرة وكبيرة جداً على مستوى المنطقة.
ثالثاً: أقترح تشكيل وفد من المرجعيات الروحية والسياسية، نشارك فيه كحزب توحيد عربي ويشارك فيه ممثلون عن كافة الأحزاب والقيادات السياسية الحزبية، وممثلون عن كافة مشايخ الطائفة الدرزية.
رابعاً: يقوم هذا الوفد بزيارة جبل العرب ومشايخ العقل الثلاثة فيه، والقيادات السياسية والمراجع الروحية كافة في جبل العرب وجرمانا وجبل الشيخ، للوقوف عند رأيهم بتحديد مصلحة الدروز في سوريا، على أن نلتزم نحن بقرارهم فهُم ليسوا بحاجة لدروسٍ منا ولديهم من الحكمة ما يكفي لمعرفة مصالحهم وتحديدها.
من جهتنا، سنشكل لجنة من حزب التوحيد العربي وهيئة العمل التوحيدي، لتعرض الاقتراح على كل القيادات والمشايخ الذين وردت اسماؤهم في اقتراحنا، وإذا لم يتم الموافقة عليها، ستقوم اللجنة نفسها بالذهاب إلى جبل العرب”.
وتابع وهاب: “هذه رؤيتنا لمواجهة المرحلة المقبلة الحسّاسة والدقيقة، وما نقوله للجميع بأنّ اللعب بالمصلحة العليا للطائفة الدرزية ممنوع منّا ومن غيرنا، وهذا اللعب لن نقبل به تحت اي ظرف أتى، ومن اي احدٍ كان، فمصلحة الدروز فوق مصالحنا جميعاً، والوضع في الجبل خط أحمر لن نسمح لأحد بالاقتراب منه، وهناك تنسيق أمني دائم بين كل الأفرقاء لمنع حصول أي ضربة كفّ، فالتناقض السياسي حول الملف السوري وحتى حول الملفات الداخلية، حتماً لن يوصل إلى اي مشاكل في الجبل”.
ورداً على سؤال لأحد الإعلاميين، حول الحديث عن بعض التحركات لأهالي السويداء، قال وهاب: “أهل الجبل أبناء عقل ومنطق وهم مَن يحدد موقفهم الوطني، وهو واضح ومُوجع للبعض لأنه وطني بمواجهة الحملة ضد بلدهم. لكنّ، الأزمة السورية انتهت في بعض المناطق السورية، فالجيش السوري يقوم بوضع حدّ لكل الفوضى التي سادت خلال الأشهر الماضية، في حين تتم عمليات جراحية دقيقة في مناطق أخرى كي لا يسقط مدنيين خلال المواجهة مع المسلحين”.
أما حول قرارات الجامعة العربية تجاه الأزمة في سوريا، فقال وهاب: “لا كلام لي سوى كلام الشاعر العراقي مظفّر النواب: “اولاد القحبة لا أخجل حين أصارحكم بحقيقتكم”.
من جهة اخرى، وحول الأحداث الأخيرة التي حصلت في شمال لبنان، قال: “كان واضحاً مدى التحريض الذي يمارسه بعض مَن يرتدون اللحى – وليسوا رجال دين، إذ ينزلون إلى الشارع ويعتدون على كرامة الناس، فحتماً كان لا بد لهذا الاحتقان ان يصل إلى الانفجار، لكنني أناشد عقلاء الشمال وطرابلس خاصة، بعدم السماح بالإنجرار إلى وضع امني متردٍّ بسبب مَن ارتبطوا بأجندات خارجية، وقد كان واضحاً بالأمس كلام ايمن الظواهري الذي اتى كلامه ليؤكّد ما نفاه كثير من الكذّابين على الساحة اللبنانية بأنّ القاعدة دخلت على الموضوع السوري، واصبح جليّاً بأنّ الأخوان المسلمين كاذبون، وأعتقد بأنه لم يعد هناك مكان في سوريا ولبنان لكذبهم، فهُم ليسوا مؤمنين بالإسلام بل بما تقرره المخابرات الأجنبية”.
**