أشار رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب إلى أنّ “هناك بعض المُحبّين والمناصرين يقومون بالتأسيس لحزب شرعي رسمي توأم لـ”حزب التوحيد العربي” في سوريا، وطبعأً سيكون منفصلاً عن حزبنا في لبنان، وهذا من شروط تأسيس الحزب في سوريا”، لافتاً إلى أنّ “حزبنا سيبقى مع محور الاعتدال في سوريا، وطالما بقي الدروز في هذا العالم فالحزب باقٍ”، مؤكداً بأنّ “مصلحة الطائفة الدرزية فوق كل اعتبار شخصي وسياسي، ومَن يسمّون أنفسهم بـ”أحرار جبل العرب” في سوريا هم أخوة لنا وليسوا أعداءاً، ونأمل أن يعودوا إلى رشدهم ووطنيتهم”.
وشدّد وهاب أثناء مقابلة أجرتها معه الإعلامية ديما صادق ضمن برنامج “نهاركم سعيد” على شاشة الـ”أل بي سي”، أنه لا يسمح لأحد “بتصنيف مناصري حزب التوحيد العربي بأنهم “شبّيحة” ينقلون السلاح من جبل لبنان إلى جبل العرب، وأتمنى على النائب وليد جنبلاط عدم جلد الطائفة الدرزية، إذ من جهتي لا أسمح لنفسي بذلك، فالطائفة الدرزية ليس لها اصطفاف مع الطائفة الشيعية فقط، بل هي إلى جانب كل المقاومات وكل الشرفاء لأيّ طائفة انتموا”.
من جهةٍ أخرى، اكدّ وهاب أنّ “الرئيس السوري بشار الأسد والقيادة السورية تردّدا كثيراً قبل اتخاذ القرار بإنهاء الوجود المسلح في سوريا، ربما لحساب الخسائر البشرية المدنية التي قد تقع، خاصة وأنّ المسلحين اتخذوا الأحياء وسكانها دروعاً بشرية لهم. ولكن عندما أصبحت كلفة الحسم أقل من كلفة الفوضى، كان لا بد من الحسم العسكري فالتدخّل الروسي لمنع الحسم هو الذي كان يمنع النظام السوري من حسم الوضع، إذ لم تعد شعارات الإصلاح هي المطلوبة، بل اصبحنا نرى جمهوريات مستقلة وأمراء قرى، وبالتالي كان لا بد للدولة أن تحسم الوضع مع المسلحين والمخرّبين، وليس المُعارضين، فالمُسلحين اليوم اتخذوا من حيّ باب عمرو في مدينة حمص منطقة مسلحة لهم، وبالتالي كان لا بد من مواجهتهم وعدم السماح لهم باتخاذ المواطنين حواجز بشرية لهم، خاصة مع ما تشهده حمص من مجازر وعمليات قتل وتفظيع وتنكيل بالجثث”.
وجزمّ أنه “لا يمكن مقارنة المقاومة في لبنان بالمعارضة في سوريا، فالمقاومة واجهت إحتلالاً إسرائيلياً دفاعاً عن لبنان، بينما المعارضة السورية اليوم أصبحت بعيدة عن الإصلاح ومجرد عصابات مسلّحة تقتل مواطنين سوريين أبرياء وتخرّب سوريا”، مُشيرا إلى أنّ “المعركة اليوم أصبحت منحسرة في حمص وإدلب، أما باقي المناطق السورية فلم تعد تشهد تحرّكات عسكرية، علماً أنّ الزبداني تشهد عمليات تهريب للأسلحة من لبنان”.
وقال وهاب: “لا أدافع عن عمليات القتل، ولكن لا يمكن اتهام الجيش العربي السوري بقتل أطفال سوريا، كما يقول المُعارضين ووسائل إعلامهم. فالنظام السوري لطالما دعم القضية الفلسطينية، ولكن عندما تحوّل بعض الفلسطينيين في لبنان إلى آداة لمحاربة بعض اللبنانيين تدخّلت سوريا لمنعهم من نصرة فريق على آخر، وتحويلها إلى قضية طائفية. لكن، الكل يعلم، بأنّ النظام السوري هو النظام الوحيد في الوطن العربي الذي دعم مقاومتين هما حماس و”حزب الله”، ولم يتجرّأ أحد غيره على دعمهما، من هنا أتمنى على بعض الفلسطينيين عدم تقزيم القضية الفلسطينية أكثر فأكثر، خاصة مع ما نراه انّ “حماس” مع نظام الإخوان الملسمين، و”فتح” مع محور الإعتدال في المنطقة”.
ولفت وهاب إلى أنّ “روسيا كانت باستمرار ساعية للحوار بين النظام السوري والمعارضة السورية، لأنّها اقتنعت بوجود حملة دولية على سوريا وبتواجد اكثر من 14000 مقاتل فيها. من جهتي، لديّ قناعة بالتحالف مع سوريا، وأملك صداقات مع إيران وكل الدول الأوروبية، ولكنني لا أقبل أن أكون عميلاً لأحد”.
وختم بالتوجّه لرئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بالقول: “عطّلتَ جلسات مجلس الوزراء، لسببين: تمرير بروتوكول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وعدم تغطية الأجهزة الأمنية لضبط الحدود اللبنانية – السورية، علماً أنه يجب أن تقوم بتغطيتها لحماية شركاتكَ”.
**