قال رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب ردّاً على البيان الصادر عمّن يسمّون أنفسهم “أحرار جبل العرب” في سوريا والذي تضمّن إعلانهم لـ”هدر دم وهاب”، على خلاف ردّه على منتهى الأطرش لاتهامها له بتسليح أبناء السويداء: “أردّ على الرجال وليس على مَن لا يذكرون أسمائهم على بيان كهذا، ولم آتِ على ذِكر الأطرش إلا عندما طالت كرامتي، فبالنسبة لي القائد سلطان باشا الأطرش هو رمز كل الأحرار في الوطن العربي، والأكثرية الساحقة في آل الأطرش يحملون لواءه، ولم يكن بينهم اي مكان للمرتزقة طوال هذه السنوات. لم أكن أعلم شيئاً عن منتهى الأطرش إلا عندما تحدّثت عني واتهمتني زوراً، فأنا ضد منطق السلاح وضد أن يقتل أي سوري أخاه السوري، ومنذ الفترة الأولى للأحداث، رفضتُ هذا الأمر، من هنا لا أقبل أن يتم اتهامي بالتسليح لهدر دم الناس، أيّاً كان مَن يتهمني. نعم، مواقفي قاسية وعالية أحياناً ولكنني لا ألعب بدماء الناس”.
وأكد وهاب خلال مقابلة أجرتها معه الإعلامية سمر أبو خليل ضمن برنامج “الحدث” على قناة “الجديد”، أنّ “الدروز لم ولن يتسلّحوا، هم يمثلون 3% من الجيش العربي السوري، ويؤدّون خدمتهم العسكرية في الجيش ككل أبناء الطوائف الأخرى في سوريا، إنهم جزء من النسيج السوري. أما أبناء السويداء، فهم أهلي وأخوتي، وإذا تهددهم أي خطر سأقوم حتماً بتسليحهم وسأقاتل معهم، ولكنهم ليسوا بخطر اليوم. فالجيش السوري موجود وهو ضمانة لكل السوريين، ولا مصلحة لأحد بإدخاله في أي إنقسام”.
وعن تأثير دروز لبنان على دروز سوريا، قال وهاب: “لدينا بعض التأثير على دروز سوريا، ولكن بالنهاية لديهم زعاماتهم ورؤسائهم، والأكثرية منهم مؤيّدة للرئيس بشار الأسد، وتقف إلى جانب الدولة والأمن والجيش والوحدة في سوريا”، لافتاَ إلى أنه لا يحبّذ “إنقطاع سُبُل التواصل بين النائب وليد جنبلاط والسوريين، فجنبلاط لم يغيّر في الموقع السياسي حتى لو أعطى رأيه المُخالف لفريقنا في بعض الأمور”.
وتابع وهاب: “هناك حرب مفتوحة على سوريا، منذ احتلال العراق وحتى اليوم، وقد بدأت عندما رفض بشار الأسد الخضوع لشروط وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولين باول في العراق، وعندما دعم المقاومات في العالم العربي ولم يفتّش على هويّتها ودينها”.
وقال وهاب: “بشار الأسد تصرّف كرجُل دولة، وليس بمنطق مذهبي لا بل حاول إلغاء المنطق المذهبي الذي كان سائداً لفترة في سوريا، من هنا عليه القيام بخطوة ثورية للإطاحة بكل المسؤولين عن الفساد، حتى المقرّبين منه، فبالنهاية سوريا أهم من الجميع، وهذا ما يقوله الأسد بنفسه”، لافتاً إلى أنّ “النظام السوري لا زال يتصرّف كدولة ولم يأخذ قراره أبداً بأن يتصرف كنظامٍ مذهبي”.
وعن مطالبة البعض بالتدويل الفعلي لما يحصل في سوريا، شدد وهاب على “رفضه للمراقبة الدولية في سوريا، فوفد المراقبين العرب لاقى بعض القبول، خاصة وأنّ التضليل الإعلامي قد ظهر واضحاً له، أما أن تتنازل سوريا عن سيادتها لصالح المراقبة الدولية، فهذا أمر لا يجوز”، قائلاً “أعتقد أننا ذاهبون للمواجهة عبر حربٍ مفتوحة بين محور المقاومة والآخر المُعادي لها في المنطقة، وأعتقد أنّ خيوطها ستظهر في أوائل فصل الربيع، من هنا أصبحتُ خائفاً على لبنان من كل ما يجري من أحداث، إذ لا أستبعد أن يشمل هذا المسلسل كل المنطقة، من لبنان إلى العراق وغيرها، ففصل لبنان عن الملف السوري أصبح صعب الآن، بعد أن أصبحَ مكشوفاً أمنياًعلى الأحداث الحاصلة على الساحة السورية”.
وأضاف: “المطلوب من النظام في سوريا اليوم، إعلان العفو عن كل المخلّين بالأمن طبعاً باستثناء مَن شارك في قتل المواطنين الآمنين. ويجب أن يعلم الجميع بأنّ النظام في سوريا لا زال يملك الكثير من الأوراق ليلعبها، ومَن يقاتل ويواجه سيربح في النهاية”.
أما في الملف اللبناني، فقال وهاب: “إذا خُيَّرت بين الحريري وميقاتي، أختار الحريري. فميقاتي مخطىء في اعتباره أننا ضد أهل السنّة، في حين أنه يعطّل الدولة، ويقف ضد مشروع تصحيح الأجور عبر مجلس شورى الدولة. من هنا، لا زلتُ أعتبر أنّ التفاهم مع سعد الحريري كان أسهل منه مع ميقاتي”، معتبراً أنّ “هناك خواء في رؤوس المسؤولين اللبنانيين، ولا يجوز المبالغة في دور الأجهزة الأمنية واتهامها بالمُمطالة، خاصة مع وجود قائد ممتاز للجيش وآخر ممتاز لجهاز المخابرات”، ومؤيّداً لـ”دراسة الإمكانيات والنقاش بين العمال وأصحاب العمل، فملف تصحيح الأجور، هو خطوة ناقصة ومُجتزأة، والأهم منه هو إصلاح الدولة، خاصة وأنّ ميقاتي أظهر بأنه لا يريد السير في إصلاح الدولة ومواجهة الفساد”.
وختم وهاب حول الأحداث التي حصلت مؤخراً في بلدة عرسال اللبنانية، بالقول: “هناك تعاطف من قِبَل البعض في لبنان مع “القاعدة”، ولكن لا وجود لمراكزها في لبنان، واتهام بلدة عرسال باحتوائها لعناصر من “القاعدة” اتهام مرفوض، خاصة وأنها لطالما كانت بلدة محرومة من أي إنماء. نعم، هناك تهريب لأشخاص وأسلحة من لبنان إلى سوريا، ولكن هذا لا يعني وجود “القاعدة” في لبنان وتصديرها إلى سوريا. يوجد بعض تجّار الأسلحة في لبنان الذين يقومون بنقلها إلى سوريا عبر الحدود، وطبعاً هناك تعاطف سياسي معهم – وليس غطاء سياسي لهم”.
**