اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب بأنّ “هناك إرباكاً على الساحتين الدولية والإقليمية بشأن سوريا، إذ كان هناك تصوّراً بأن الوضع في سوريا سينتهي بغضون أسابيع، وبأنّ السوريين سيخرجون لجعلها ساحة مفتوحة للجميع، لكنّ المفاجأة كانت بأنّ الآلاف الذين خرجوا كانوا مؤيّدين لوحدة سوريا واستقرارها، وتحرّكاتهم أصبحت شبه يومية، بمقابل التحرّكات التي كانت لبثّ الفتنة، وهنا نفصل بين المطالب المحقّة والأخرى الهادفة للتخريب”، لافتاً إلى افتخاره بهويّته اللبنانية “لكنني كعربي لا بد أن أتحدث عن سوريا العربية، وأدعو لحمايتها”.
كلام وهاب جاء خلال مقابلة أجراها معه الإعلامي نزار الفرّا ضمن برنامج “الساعة الحرّة” على قناة “الدنيا” السورية، حيث أكد بأنّ “الفساد موجود في سوريا وهناك بعض المسؤولين التافهين الذين يسيئون لها، وأستغرب بقاء بعض الوزراء في مكاتبهم وعدم تماسهم المباشر مع الشارع السوري، في حين رأينا الرئيس بشار الأسد يتنقل بين السوريين. من هنا، يجب مواجهة الفساد وإحداث التغيير”، مشدداً بأنّ “حمد بن جاسم جاسوس مكلّف بتدمير الأمة العربية وخاصة سوريا، وهناك حملة تحريض إعلامية كبيرة ضد النظام السوري ورئيسه”.
وتابع وهاب: “لقد أيقن السوريّون بأنّ النظام السوري أفضل لهم، بالرغم من بعض الفساد الموجود، في حين أنّ المسلّحين يفسدون أكثر خاصة وأنهم يمنعون “المازوت” عنهم إذا كانوا غير مُعارضين للنظام، ولكن إذا أراد بعض المُعارضين استدراج التدخّل الخارجي لإسقاط سوريا فلن يفلحوا. لا ننكر بأنّ المطلوب هو إصلاح النظام وتطويره، ولكن بالطرق السلمية. وإذا لم يعد السوريون يريدون الأسد رئيساً لبلادهم، فليذهبوا إلى إنتخابات عادلة وليأتوا بممثلين إصلاحيين وغير فاسدين”، لافتاً إلى أنه “لا بد من أن يصبح حزب البعث حقيقي يناضل من أجل السوريين ومصلحتهم، وبالتالي التخلّص من كل هذه “الأدران” الموجودة فيه، كما يجب أن يُعاد الإعتبار للشرفاء في هذا الحزب”.
وتوجّه وهاب لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل بالقول: “أحترم حماس كحركة مقاومة لاسترجاع فلسطين، ولكن الموقف التاريخي لبشار الأسد لا يُرَدّ عليه بالصمت. أما لـ”منتهى الأطرش”، فأقول: “أعتقد بأنّ والدكِ سلطان باشا الأطرش – من تحت ترابه – لا يقبل بما تتفوّهين به من قلّة ضمير، فضميري لا يسمح لي بتسليح أي سوري لقتل أخيه السوري، وإتهامك لي بتسليج أبناء السويداء كاذب، وقد سمحتُ لنفسي بالردّ عليكِ، بالرغم من أنني لا أردّ على التافهين أمثالك، فاعلمي بأنّ كرامة الناس ليست ملكاَ لكِ”.
وأشار وهاب إلى أنّ “البعض يراهن على: تغيّر الموقف الروسي تجاه الأحداث في سوريا، بيع إيران لها وتحوّل موقفها من النظام السوري، وإنشقاق الجيش العربي السوري، إلا أنّ هذه الرهانات لن تنجح، وحتى لو حصلت، فسوريا باقية ولن تسقط. إذ أنّ الجيش السوري باقٍ ومتماسك، وإيران أبلغت الجميع بأنها لن تترك سوريا وحيدة، وروسيا باقية على موقفها الذي أصبح أصلب، ومهما تغيّرت المواقف، فسوريا صامدة ولن تسقط” معتبراً بأنّ رئيس الحكومة اللبنانية السابق فؤاد السنيورة “صاحب المهمّات القذرة – كان شريكاً بالعدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، فلا نستغرب أن يكون شريكاً بالحرب على سوريا”.
وختم: “التدخّل الخارجي محصور بأمرين: ضغط اقتصادي وآخر أميركي عبر التهويل بالتدخّل العسكري، وإذا حصل الأخير على أرض الواقع، ستشتعل المنطقة بهم. أما الضغط الاقتصادي فقد بدأ علاجه رويداً رويداً، فالمصانع السورية زادت إنتاجها، خاصة مع انفتاح الأسواق العراقية والإيرانية لاستقبال الإنتاج السوري. من هنا، على سوريا مواجهة كل الضغوط الاقتصادية القادمة، بالتزامن مع السعي لإيجاد طاقم حكم متحرّك”، متمنياً من “الجيش العربي السوري الصمود حتى نهاية الأزمة، إذ لا شك بأنّ التاريخ سيلعن كل مَن يتخاذل ضد وطنه”.
00