كشف رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب أن “رئيس الحكومة سعد الحريري قد تبلغ جزءاً من الاتفاق السعودي-السوري في الساعات الأخيرة”، مشيرا إلى أن “الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز ابلغه بضرورة السير في الاتفاق”، لافتا إلى أن “الحريري سيناقش بعض التفاصيل في الاتفاق مع السعوديين”.
وهاب، وفي حديث لتلفزيون “LBC ضمن برنامج كلام الناس مع الإعلامي مارسيل غانم، أعلن أن “الاتفاق السوري-السعودي ينص على وقف تمويل المحكمة وسحب القضاة وإعلان موقف من قِبل الحريري أو الحكومة يفضي إلى عدم التعاون مع المحكمة ثم ندخل في اتفاق ترعاه سوريا”، كاشفا أن “هناك تغييرا حكوميا وسيبقى الحريري رئيسا للحكومة ولكن بحصة اقل من حصته الحالية، وحصة رئيس الجمهورية اقل مما هي عليه اليوم وستكون الوزارات الأمنية المقبلة ضمن ترتيب مختلف، وسلاح حزب الله خارج النقاش في هذا الاتفاق”. ولفت وهاب إلى أن “القرار الظني لن يصدر، ففرنسا والسعودية تعملان على تأجيله كما أن قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين غير مقتنع به”.
وطمأن وهاب أن ” الأعياد ستمر بشكل طبيعي، وأكدت على هذا الكلام سابقا، وهناك جهد حقيقي لإيجاد التسوية من قبل السعودية والملك عبدالله بشكل خاص، ومؤشرات الحلحلة كانت عبر عودة السفير الأميركي إلى سوريا بقرار من الرئيس اوباما، وهناك مفاوضات أميركية إيرانية تجري مما يسهل عملية المبادرة السورية السعودية، وهناك عمل جدي لملء الفراغ من الانسحاب الأميركي من العراق والمنطقة ، ومحور سوريا، إيران، تركيا، العراق وإلى حد ما السعودية لملء هذا الفراغ. إذ فوجئ الملك السعودي عبد الله بما حصل و يحصل من التدخل الأميركي ومدى خطورته على الوضع بشكل عام ما دفعه الى الاتجاه ناحية التسوية مع سوريا وايران”.
وعن سرية الاتفاق قال وهاب “الرئيس الحريري لا يخبر من حوله بالاتفاق أو بتفاصيله، وهناك حرص على سرية هذه التسوية حتى تنجح، ماذا نقول للأربع ملايين لبناني عندما يقول الرئيس سعد الحريري أنه قد خدع لمدة خمس سنوات؟. الرسالة التي أرسلها نائب الرئيس الأميركي عبر وزير خارجية العراق هوشيار زيباري تقضي بتأجيل القرار الظني للمحكمة”.
وحذر وهاب من انه “عبر التسوية يحاول الرئيس الحريري أن يأخذ الكهرباء والتلفون و500 مليار ليرة لسوكلين وخصخصة القطاعات وباريس3، من اجل الخصخصة، وهنا أقول للمعارضة لن يرحمكم التاريخ إذا وافقتم على هذا الأمر”. وتابع “نحن متجهون نحو التسوية قد تنجح و قد لا تنجح ، و قد لا ترضي فرقاء من كلا الطرفين وأنا منهم، وإذا لم تتم التسوية فإننا قادمون على مرحلة صعبة، ويبدو أن التسوية قوية بما يكفي لمنع جهود التخريب. وأنصح سعد الحريري أن يقدم على التسوية بجرأة لإنقاذ البلد. أنا لست موافقا على التسوية لأنها لا تنهي الصراع بل تعطي طرفاً أكثر مما يستحق، ولكن عام 2010 كان عام موت المحكمة بينما عام 2011 هو عام دفن المحكمة”.
ورأى وهاب أن الكيان الإسرائيلي غير قابل للاستمرار، وأنا أفرق بين الصهيوني واليهودي ولكنني لا أحب اليهود، وبهذه الأيام الميلادية أتأثر جدا بعيد الميلاد وخاصة بقداس منتصف الليل في بيت لحم، وأؤكد أنني على يقين بأنني سأزور فلسطين وبيت لحم و المسجد الأقصى و أزور الجولان وسأركع لأقبل ترابه المجبول بدماء المقاومين”.
وتابع رداً على سؤال من الفنان جو قديح “أعيد كل شباب لبنان و منهم شباب “القوات اللبنانية” وهم شركاء في الوطن و خاصة في منطقة الجبل، وأؤكد انه مثلا النائب جورج عدوان صديق وهو كان إلى جانبنا منذ انتخابات 1996 وما قبلها وما بعدها وهو مع وحدة الجبل. وأحيي كل شهداء لبنان وعلى رأسهم شهداء الجنوب والمقاومة في مواجهة العدو الصهيوني و نحن الباقون كنا ضحايا الفتنة في الداخل”.
وتمنى وهاب على “السيد حسن نصر الله أن لا يبقى متسامحا إلى هذه الحدود، وهو لن ولم يدخل حرباً أهلية داخلية، كما أتمنى على العماد عون أن ينتبه إلى أن هناك وزراء ونواباً في تكتل التغيير والإصلاح لا يصلحون لمناصبهم، و أتمنى عليه أن لا يتخذ معيار الولاء فقط بعين الاعتبار، وبالنسبة للوزير جنبلاط فانه كبير في مخاصمته وفي صداقته، والأكثرية تغيرت بعد تحول جنبلاط لا بل العالم تغير وأضحت الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة في مكان آخر”.
وعن الاتهامات السابقة قال “في السابق “جننا” جميعاً واتهمنا بعضنا البعض، ولكن في مراحل عندما يطلق النار علينا فان ردة الفعل لن تكون بسيطة وخاصة عندما أطلق النار علينا في المنزل وكان عدد الأطفال يومها 25 طفلاً”. وأشاد وهاب “بعمل وزير الداخلية زياد بارود، و لكن أعتب على رئيس الجمهورية لعدم دعمه له، وهو متروك فهل يقبل أحد بتصرفات مدير عام لا يلتزم بقرار وزيره، هناك وزراء ناجحون من كلا الفريقين وابرز الوزراء الناجحون زياد بارود”. وتابع “رحم الله الرؤساء اللبنانيين الكبار من أمثال كميل شمعون و الياس سركيس و فؤاد شهاب ولا أحمل شيئاً ضد الرئيس الحالي، ولكن أسأل الرئيس ميشال سليمان لماذا لم يتخذ موقفا ضد شهود الزور وهم تسببوا بسجن ضباطه مدة أربع سنوات؟ نحن مع عودة صلاحيات رئيس الجمهورية كي يكون قوياً، وماذا فعلت طاولة الحوار؟”.
ورأى أن “منذ 500 سنة و ما زالت الصراعات ذاتها ، و لن يكون هناك تغيير إلا إذا تغيرنا نحن، حزب الكتائب طرح و يطرح قضايا اجتماعية نتفق معه عليها جدا والتسوية قد تتم على حساب جزء من الشعب اللبناني، لكن أي تسوية لا يمشي فيها ميشال عون وسليمان فرنجية فإنها لن تمشي، أما عند مسيحيي 14 آذار القرار عند الشيخ سعد”. وتابع “الإصبع الذي يرفع هو الذي كان يضغط على الزناد ضد “إسرائيل” ولن نرد على التفاهات التي تطاول المقاومة”.
واقترح وهاب “على النواب بدفع معاش شهر لصالح الأطفال المهجرين من العراق”. وسأل “لماذا لم ترد الحكومة “المرتي” على مشروع جبران باسيل بشأن الكهرباء؟ لماذا سعر النفط حددته الحكومة بناء على سعر البرميل 130$ ولم تخفضه حين تراجع سعر النفط”.
وأضاف رداً على سؤال “قراءتي هذه الأيام لكتابين “هذا الجسر العتيق” لكمال ديب و صناعة شهود الزور لنضال حمادة و هما كتابان مهمان، في الأول يتحدث عن التاريخ وفي الثاني يتحدث الكاتب نضال حمادة بشكل موثق عن شهود الزور ومن فبركهم في باريس وبين باريس وبيروت وتل أبيب وكيف لفقت التهم والأخبار الكاذبة وهو كتاب مهم جداً انصح اللبنانيين بقراءته”.
وتحدث وهاب عن “حملة بيئية كبيرة سنطلقها لزراعة مليون شجرة في لبنان، تبرع بقسم منها الرئيس بشار الأسد وعدد من أهل الخير الذين يرفضون ذكر أسمائهم”.
وختم كلامه بالقول “خلال الست سنوات الماضية أثبتنا كلبنانيين أننا عاجزون والوصاية ما زالت وستستمر في المستقبل القريب، وأحيي كل المظلومين في السجون وفي الحياة العامة اللبنانية والعالم، وأقول أنه لا يجوز أن يبقى القضاء و العدلية بهذا الشكل و تعرض القضاة و العسكر و المحامين للذل و ما يسبب الذل للمساجين”.
@