استقبل رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب في مكتبه في بئر حسن أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين – المرابطون العميد مصطفى حمدان على رأس وفد من قيادة الحركة، وتمحور اللقاء حول مجمل الملفات المحلية والعربية، بحيث اعتبر وهاب بعد اللقاء أنّ “الأكثرية الحكومية اليوم يجب أن تتصرف وكأنها أكثرية حقيقية، إذ يبدو أنّ البعض غير مصدّق حتى الآن بأننا اصبحنا أكثرية ولا يتصرف بموجب ذلك، لذلك نستطيع القول بأنّ هذه الأكثرية بحاجة لكثير من الخطوات والاجراءات على الصعيد الأمني والقضائي والسياسي والإداري، إذ لا يجوز أن يبقى الشلل مستمراً على هذا النحو لأنني أعتقد بأنّ هناك ألغاماً معينة داخل الحكومة تمنعها من السير قدماً باتجاه ممارسة الحكم الفعلي، فحتى الآن لم نصدّق كفريق سياسي بأننا أصبحنا أكثرية ولا الفريق الآخر يصدّق بأنه أصبح “معارضة”. لذلك، فالمطلوب من هذه الحكومة المبادرة وبشكل سريع للتصرّف بعد أن تجاوز الموضوع تمويل المحكمة الدولية بطرق إحتيالية معينة، إذ أنّ المطلوب منهم التصرف على أنها سلطة حقيقية وهذه السلطة يجب أن تمارس دورها”.
وتطرّق وهاب لملف قانون الانتخاب، قائلاً: “ما سُمِّي بـ”القانون الأورثوذكسي” هو قانون خطير يعيد إنتاج الوضع المذهبي والطائفي، في حين أنّ همّنا كله هو الخروج من كل هذه الصراعات والطائفية إلى قانون أرحم – أي قانون المحافظات أو الدوائر الكبيرة، على أساس النسبية لأنها تحمي كل الناس بينما هذا المشروع المطروح يعيد إنتاج حرباً أهلية ومذهبية وطوائفية جديدة لا نريد لها أن تتحكم بنا على الصعيد اللبناني”.
أما في الملف السوري، فقال وهاب: “همّنا جميعاً وحدة سوريا وقوّتها ومنعتها، وأن تبقى في موقعها الوطني المقاوم، وكل ما يصيب سوريا يصيب لبنان، لذلك نقف إلى جانب وحدتها لأننا مع أي حلّ يمكن أن يؤمّن لها الخروج من هذه المحنة”.
حمدان: هناك طائرة عسكرية إيطالية دخلت مطار بيروت بطلب من غليون
كما كانت كلمة للعميد حمدان، الذي قال: ” الموضوع أخطر من أنّ فريقنا أصبح اكثرية، إذ هناك مجموعة ابتزاز تمارس ابتزازها منذ تأليف الحكومة، لذلك لا يوجد أكثرية بالمفهوم الأكثري، إنما الأخطر اليوم، هو أن مجموعة منبر السفارة الأميركية تحاول أن تجعل من هذه الحكومة التي يوجد فيها بعض الشرائح الوطنية، والغير قادرة على الوقوف بوجه موجة الابتزاز ضدّها، بحيث تريد هذه المجموعة أن ترمي بكل سنوات الفساد والسرقة على عاتق الأكثرية الحالية، مما يُنتج في بدايته هذه المظاهرات التي يمكن أن تكبر وتُستغّل من قِبَل السفارة الأميركية “جماعة الباطل” حتى تتمكن أن تُفقِد هذه الحكومة – التي دخلت في مرحلة التي لا طعم لها ولا لون – شرعيّتها، خصوصاً مع ممارسات رئيسها ابتداءاً من التعيينات التي تتمثل – برأينا – بنقل القاضي سعيد ميرزا، واللواء اشرف ريفي والعقيد وسام الحسن، والموجودين في مراكزهم ليس بسبب الأبوّة والبنوّة المذهبية التي يمارسها ميقاتي، بل بسبب ارتباطهم بالمشروع الأميركي الذي كان مُهيمناً على الساحة اللبنانية”.
ولفت حمدان إلى “دخول طائرة عسكرية إيطالية يوم السبت الفائت إلى مطار بيروت الدولي، وهي محمّلة بأدوية من أجل جرحى الحرب – كما هو بيان وزارة الخارجية الإيطالية الرسمية – بحيث استقبلها مجهولون، ولم يكن مجلس الوزراء أو وزيرَي الصحة والخارجية على عِلم بها، مما يُظهر خطورة ما يحصل إذ هناك اختزال لمجلس الوزراء في قبول هكذا نوع من الهبات، بحيث يقول بيان وزراة الخارجية الإيطالية بأنّ هذه الطائرة أتت إلى لبنان بناءاً على طلب من برهان غليون، وهذه عملية مباشرة لإقحام لبنان بما يحصل في سوريا، لكن للأسف هناك تعتيم إعلامي على هذا الملف، علماً انه موضوع خطير يهدد الأمن والاستقرار اللبناني وينفّذ إملاءات فيلتمان بإقامة معسكرات أميركية في لبنان للتخريب ضد سوريا”.
وختم حمدان: “تجري اليوم عملية إجتياح للهوية الفلسطينية عبر عمليات الاستيطان وتهويد القدس والوصول إلى أبواب الأقصى، إذ على الجامعة العربية – عوضاً من أن تتلهّى وتنفذ أوامر الولايات المتحدة الأميركية بالتآمر ضد سوريا – أن تسعى لحلّ ملف فلسطين، وعلى كل القوى الوطنية الفلسطينية الالتحام لمواجهة ما يجري، والإدراك بأنّ فلسطين في خطر، وأنّ هناك مَن يحاول أن يجعل من هذا الحِراك الشعبي العربي وسيلة للتغطية على أحداث فلسطين”.
00