اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب أنّ “مجلس “بروستات” العرب – أي الوزراء العرب – فتح المعركة بالأمس وليتحمّل نتائجها، فلقد حذّرنا منذ البداية بأنّ إسقاط سوريا سيؤدي إلى حرب متوزّعة في المنطقة، وهذا ما أكده سابقاً الرئيس بشار الأسد والسيد حسن نصر الله والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. لكنّ رأينا بالجامعة العربية معروف، فهي دخلت في العناية الفائقة منذ تأسيسها أي منذ “لاءات السودان”، لافتاً إلى أنه “يجب ألا يخرج الشعب السوري من الشارع بعد اليوم، بل يجب قمع أي متظاهر معارض، فمن السهل تدمير البلد ولكن يصعب جداً إعادة إعماره”.
وأكّد وهاب خلال مقابلة أجراها معه الإعلامي رواد ضاهر ضمن برنامج “حوار اليوم” على شاشة الـ”أو تي في”، أنّ “بشار الأسد مواطن من سوريا وليس غريباً عنها، والمطلوب من كل المدن السورية النزول إلى كل الشوارع لدعمه، وأي مظاهرات معارِضة هي تحرّكات إسرائيلية، علماً أنني مع المطالبة بالحقوق ولكن المسألة اليوم أصبحت تتعلق بتدمير سوريا”.
وتوجّه وهاب لأمير قطر بالقول: “لأنكَ من بني تميم فأنتَ من “أسفل” سفلاء العرب”، متسائلاً: “مَن هم أولئك الذين اجتمعوا بالأمس في ما يُسمّى بـ”الجامعة العربية”، وهم مَن لطالما تغاظوا عمّا يحصل في الدول العربية من لبنان وفلسطين والعراق والسودان وغيرها. لكنّ التاريخ سيُحاسبهم حتماً، كما حاسب قاتلي الخلفاء الراشدين، ومصيرهم لن يكون أفضل من مصير الخونة الذين سبقوهم”.
وتمنى وهاب على المملكة العربية السعودية “أن يكون موقفها مُغاير للمواقف التي رأيناها بالأمس، لأنها والجزائر ضمن لائحة التحرّكات والمؤامرات القادمة في حال نجاح المؤامرة الحاصلة اليوم على سوريا، إذ أننا سنشهد تطوّرات كثيرة تحاول استهداف السعودية والجزائر”، مؤكداً أنه “على الرئيس الأسد الخروج إلى العلن وإعلان براءته من تلك الجامعة العربية، وأشدد أنّ الإستقبال الأخير لحمد بن جاسم في سوريا كان خاطئاً”.
وقال: “لقد تمّ فتح الباب أمام تدخّل دولي في سوريا، ولكنني أدعو للمواجهة وبدء الردّ، فما المانع من إطلاق عشرات الصواريخ على قاعدة سيليا في قطر في حال التدخل الدولي في سوريا؟ لن يقبل أحد منا بتسليم العرب لجاسوس كـ”حمد بن جاسم”.
وتحدّث وهاب في الملف الإيراني، فاعتبر أنّ “الإيراني تجهّز بكل الاستعدادات لضربات موجعة من “إسرائيل” وأميركا ولكن يمكنه الصمود حتى النهاية وتدمير كل القواعد العسكرية فيهما وحتى في تركيا. ولكن طالما أنّ هذه الضربة الكبيرة لإيران متعذّرة، حاولوا توجيه ضربة لها من خلال التآمر على سوريا، وهذا تهيأة الجوّ لاجتياح إسرائيلي في حال تمكنوا من إسقاط سوريا، لأنّ حزب الله – بحسب حساباتهم – سيضعف في حال سقوطها”، مؤكداً أنّ ذلك “سيؤدي إلى تطورات هائلة في لبنان، ولا أعتقد أنّ سعد الحريري سيعود إلى لبنان في حال سقوطها”.
وتابع: “هناك احتمال لتدمير سوريا ولكنها سقوطها مستحيل. لذلك أدعو الرئيس الأسد لارتداء بزّته العسكرية لخوض العمليات العسكرية مباشرة، وإعلان حالة الوارىء والبدء برزمة إصلاحات متعددة الاتجاهات”.
أما في إطار الموقف الروسي من الأزمة في سوريا، فقال وهاب: “برأيي الفيتو الروسي لا يزال قائماً وإذا غيّرت روسيا مواقفها أعتقد أن موقعها سيتغير لأنّ الورقة السورية هي الوحيدة بيدها في منطقة الشرق الأوسط”، وحيّا “موقف الكنيستين الأورثوذكسية والكاثوليكية وخاصة موقف البطريرك هزيم والذي همّه وحدة سوريا”.
وعلّق على المظاهرات الحاصلة في سوريا اليوم رفضاً لقرارات الجامعة العربية: “هذا دليل على محبة الشعب السوري لـ”بشار الأسد”، وتنديداً بالدور القذر لـ”حمد بن جاسم”، وصمود سوريا يتعلق بموقف الشعب السوري وجيشه”.
من جهة أخرى، تناول وهاب الملف اللبناني، فقال: “لقد أعلن قائد الجيش العماد جان قهوجي بالأمس موقفاً مميزاً فيما يتعلق بالملف السوري، خاصة وأنه أكد أننا لن نصدّر أزمات لأحد ولا يجوز استيراد أخرى إلى بلدنا”.
وتعليقاً على زيارة بعض الشخصيات السياسية بالأمس إلى منطقة وادي خالد بحجّة استقبال اللاجئين السوريين، قال: “كان الأجدر بهم أخذ موقف متوازن وليس الدعوة المتكررة لإسقاط سوريا”.
كما علّق وهاب على كلمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان خلال رعايته ليوم طرابلس مدينة خالية من السيارات: “أطالب بفتح فروع للجامعة اللبنانية في كل المناطق، فهي مُلزمة بالتوسّع لاستقبال جميع الطلاب بدون حجج امتحانات الدخول، خاصة في منطقة الجبل مع وجود العديد من الطالبات الملتزمات دينياً واللواتي لا يمكنهنّ التوجّه يومياً إلى بيروت”.
اما في ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، فقال وهاب: ه”ناك حديث عن السعي لتمويل المحكمة الدولية بمبلغ 50 مليون دولار وهذا لن يتم”، متسائلاً “هل يجوز الاهتمام بهذه الشعارات الكاذبة وتناسي ما تحدّثنا عنه في الأسبوع الفائت حول كساد موسم الزيت في منطقة حاصبيا مثلاً؟. من هنا، على الحكومة السعي لحلّ ملفات داخلية بعيداً عن المحكمة الدولية، ولكنني أرى أن سياسة هذه الحكومة تافهة، لأنها تنفّذ الطريقة نفسها لحكم فؤاد السنيورة”.
واعتبر “انه من الإهانة لأي لبناني قاضياً كان أو مواطناً عادياً الذهاب إلى المحكمة الدولية، ونقول لهم: لن تلمسوا شعرة واحدة من مصطفى بدر الدين أو رفاقه المقاومين لأنهم يملكون من الشرف أكثر بكثير من ميليس وبلمار والمحكمة الدولية”.
وتابع: “المقاومة في لبنان تعلم جيداً أنّ الحملة على الرئيس الأسد اليوم هي حملة عليها، ولكن كما سقط العملاء والمعتدين في العام 2006، سيسقطون مجدداً لأننا نثق بوعد السيد حسن نصرالله بالنصر الجديد والدائم”.
وختم وهاب بالعودة إلى الملف السوري: “أعتقد أننا ذاهبون إلى المواجهة وهناك خط مفتوح لذلك وهو خط إيراني – أميركي، وأعتقد أن العرب سيدفعون ثمناً كبيراً نتيجة هذا الموقف ضد سوريا وخاصة دول الخليج”، داعياً السلطة السورية “للحسم باتجاهين: الإصلاحات الحقيقية، ومنع أي تحرّك اليوم على الشارع لأنّ أي تحرّك معارِض للنظام السوري هو في خدمة تدويل الأزمة السورية”.
00