ملفاتٍ عديدة تناولها رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب خلال مقابلة له ضمن برنامج “السياسة اليوم” عبر أثير إذاعة “النور”، بحيث كان الملف الأساس مجموعة الـCIA التي تمّ اعتقالها في لبنان، بحيث قال: “أعتقد أن هناك معركة معينة تم فيها هزيمة إحدى الحلقات الأساسية، فعمل الـ CIA في لبنان محصور بـ”حزب الله” وهي تنفذ ما لا تستطيع “إسرائيل” القيام به في لبنان. إنها حتماً تنسّق مع الأجهزة الأميركية، ولكن مهمّتها الأساسية هي ترقّب “حزب الله”، وكلنا نعلم أنّ السياسة الأميركية في لبنان تهتم فقط بحماية “إسرائيل”.
وتابع وهاب: “لقد بدأ العمل فعلاً على ضرب الخلية الرئيسية المؤلفة من حوالي 12 شخص، يعودون طبعاً للـ CIA، وعلى لبنان اليوم إتخاذ موقف مهم من أجل كرامته، لكن السفيرة الأميركية كونيللي تقوم والسفير الفرنسي في لبنان بتحريض اللبنانيين للمشاركة في الفتنة السورية وجعل لبنان ساحة تابعة لما يحصل في سوريا، وهذا ما لا يستطيع لبنان تحمّل تداعياته. وبالتالي، يجب أن يكون هناك تحذير لبناني شديد اللهجة لعدم جرّه إلى فتنة تابعة للأحداث السورية، إذ لا يمكن أن يكون لبنان على الحياد في الملف السوري مهما ازدادت الضغوطات علينا، ولا يجوز أن نكون جزءاً من الحصار على سوريا في أول أزمة تتعرض لها”.
وعن مشاركة بعض اللبنانيين فيما يحصل في سوريا، قال وهاب: من الواضح انّ هناك فريقاً سياسياً لبنانياً يغامر في الدخول كطرف في الملف السوري، ولكن برأيي سيدفع الثمن ويُدفع لبنان الثمن معه”.
وقال: “من الواضح أنّ السعودية تدعم الأمن في لبنان، أما الاميركي والفرنسي فيريدان اليوم استخدام كل الساحات العربية لتخريب الساحة السورية. وأعتقد أنّ الحدّ الأساسي للأزمة هو حتى نهاية شهر شباط”، معتبراً أنّ “تصريح كلينتون كان واضحاً بأنّ المطلوب تدخل تركي عسكري وسعودي مادي في الملف السوري”.
وفي ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، أكد وهاب أنه “لن يتم تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان من مجلس الوزراء وهذا أمر محسوم، إلا إذا بحث الرئيس نجيب ميقاتي عن سبُل أخرى، من خلال تعديل البروتوكول أو غير ذلك. لكن يجب خوض معركة عدم التمويل لأنّ استهدافات المحكمة واضحة”.
وشدد أنّ “ميقاتي انتهى بالنسبة لسعد الحريري وتيار المستقبل ولن يكون لديه مكان في التيار، أما إذا أراد اعتزال السياسة فهذا أمر يعود له، ولكن أعتقد بأنّ خطوة الاستقالة من رئاسة مجلس الوزراء، تعني استقالته من كل الحياة السياسية”، معتبراً أنه من “الخطأ القول بأنّ فريق 8 آذار قد أمسك بالسلطة، بل أمسك بجزءٍ منها، علماً أن الأقلية يمكنها استخدام حق الفيتو”.
وفي الملف السوري، قال وهاب: “برأيي، لم يصل الملف السوري إلى طريق مسدود، فطالما إيران قوية أعتقد أنّ لا خوف حقيقي على سوريا والمنطقة، حتى مع العقوبات التي يحاولون بها الضغط الجدي عليها. وكذلك فقد تبيّن أنّ الموقف العراقي داعم للسوري، وليس كما فعل بعض العرب، ومَن يعتبر أنّ العرب لديهم مواقف داعمة للقضايا العربية فهو مخطأ، فالعرب مهمّتهم تطبيق القرارات الدولية لا غير”.
وأكد وهاب بأنّ “هناك عوامل داخلية تبقي الرئيس الاسد صامداً وهي الدعم الشعبي له”، لافتاً إلى أنه “ليس هناك نقاش يتم خلال اجتماعات ما يسمى بـ”الجامعة العربية”، فـ”حمد بن جاسم” يأتي بالبيان منتهياً، وكل الأطراف الموجدودة توافق صاغرة عليه بكل جوانبه”.
وأثنى وهاب على أنّ “الرئيس الأسد بدأ بإنجاز عدد من الاصلاحات منذ بداية التحرّكات في سوريا، ولكنه وصل إلى مرحلة وجد فيها بأنّ المطلوب هو تغيير كل الدستور، إلى أن أيقن بأنّ المطلوب الأساس هو رأسه وبالتالي إسقاط حكمه، خاصة وأنّ هناك سعي لإحداث فتنة طائفية في سوريا، لكنّ الشعب السوري واعٍ لهذه المؤامرة، ولا يفكر بهذه الطريقة الطائفية. وكذلك فإنّ الغرب يعلم بأنه لا يمكن شن حرب دولية على سوريا، والتلطّي خلف الستار الإنساني لن ينفع لدخول سوريا، وتغيير آراء الشعب السوري الواعي”.
ولفت وهاب إلى أنّ “الوضع في حمص لم ينتهِ حتى الآن إذ هناك حوالي 2000 مسلّح بين سوريين وعرب ومنهم لبنانيين محصّنين في ثلاث أحياء مدنية، وبالتالي يجب مواجهتم ولكن بالطريقة الأسلم لحماية المدنيين، وليس هناك ما يسمى بالجيش السوري الحرّ، فالجيش الوحيد في سوريا هو الجيش العربي السوري”.
وختم وهاب: “هناك البعض في لبنان ينتظرون سقوط سوريا، فبعض الواهمين اللبنانيين يعتقدون بأنه إذا سقطت سوريا، سيكونون قادرين على التمهيد لحربٍ إسرائيلية على المقاومة في لبنان، ولكن عليهم أن يعلموا أنه انتظارهم سيطول كثيراً”، معتبراً أنّ “كل ما يحصل في العالم العربي هو صفقة عربية – غربية، فالأخوان المسلمين من صنع المخابرات الأجنبية، حتى ولو أنّ جمهورهم هو جمهور جيد، ولكن هناك صفقة اليوم لإعطاء الأخوان الحكم في بعض الدول العربية”.
00