اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب أنّ تجديد العقوبات الأميركية عليه وشخصيات سياسية أخرى، “قرارٌ لا أخلاقي و”بلطجيّ”، فأنا أمارس حقي الديمقراطي في وطني وضد حكومتي، إذ أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما اعتبر أننا نزوّد حزب الله بأسلحة متطورة، وأعتقد بأنّ هذا القرار مجرد رسائل سياسية. وقد تحدّثتُ لوزير الخارجية عدنان منصور الذي أكد أنه سيعمل على هذا الملف، ووجهتُ رسالة لرئيس الجمهورية وسأفعل مجدداً بإرسال مثيلتها لرئيس الحكومة، لأنني أمارس عملاً ديمقراطياً في بلدي، ولا يحق لأي دولة التدخل في هذا الأمر”.
كلام وهاب جاء خلال مقابلة أجرتها معه الإعلامية نانسي السبع ضمن برنامج “الحدث” على شاشة الجديد، بحيث أكد مجدداً أنّ “الرئيس نجيب ميقاتي هو مَن يقرر في موضوع التعيينات الإدارية وخاصة لجهة: اللواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن والقاضي سعيد ميرزا، علماً أنني كنتُ قد تأمّلت خيراً في موضوع التعيينات، إلى حين وصولنا للموضوع الدرزي حيث تمّ تعيين العقيد ناجي المصري قائداً للشرطة القضائية، والذي لا أشكك به فهو ضابط كفوء وجيد، لكنني اعتبرتُ أن هناك ظلمٌ للبعض، إذ أنّ كل ما يهمّني في التعيينات بشكل عام، وخاصة الدرزية منها، أن يتم تعيين الأكفأ والأنظف، وطالبتُ بتعيين العميد منير شعبان قائداً للشرطة القضائية لأنه الأكبر عُمراً ورتبة، وليس لأنه من أقربائي”.
وقال وهاب حول طاولة الحوار بين الأفرقاء اللبنانيين: “لستُ معها منذ البداية لأنني أعلم لأنها لن تصل إلى أي مكان، خاصة وإذا كان الحوار حول ملف السلاح والإستراتيجية الدفاعية. لذلك، على وزير الداخلية المبادرة لتشكيل لجنة لإقامة استراتيجية دفاعية تقوم على الشعب والجيش والمقاومة ويتم إتّباعها من قِبَل مجلس الوزراء. من هنا، أؤيد إقامة مؤتمر مصالحة يضم كل القيادات والفعاليات اللبنانية ويقفل كل الملفات الماضية، ولكن هناك عائق وحيد أمامه وهو عدم وجود مَن يرعاه وغياب الـ”س – س”، والتي أشجّع عودتها، لأنها الحل الوحيد في هذا الإطار”.
واعتبر وهاب أنّ “لا علاقة لـ”حزب الله” باغتيال الرئيس رفيق الحريري، وهو لا يقبل أن تتم المصالحة على أنها “عفو”، فالرئيس الحريري قُتِل في سياق مشروع لا يزال مستمر حتى اليوم، ولا زلنا نرى مفاعيله، علماً أنه يبدو أنه سيكون هناك عشرات المحامين العرب الذين سيتبرّعون بالدفاع عن المقاومين المتهمين في جريمة الإغتيال. لكنني أؤكد أننا قطعنا مرحلة الفتنة التي هدّدت المحكمة الدولية بها خاصة وأنّ الموقف السني كان ممتازاً في هذا الإطار”.
وأشار وهاب إلى البدء “ببناء مشروع مستشفى “الصحابي سلمان الفارسي” في بلدة ديردوريت في الشوف خلال الشهر المقبل، بعد موافقة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتقديم المساعدات اللازمة التي تقدّمت بطلبها، أما “حزب الله” يقدّم لي المساعدات المادية المحدودة لتسيير ماكينتي الحزبية”.
وعن انفجار قارورة الغاز في غحدى الشقق السكنية في الضاحية الجنوبية منذ يومين، فقال وهاب: “إذا كان هناك شهيد، فـ”حزب الله” لن يُخفي ذلك، لأن الحديث عن أن سمير القنطار يقطن في تلك الشقة خاطىء، وهو قد سكن في تلك المنطقة لكن في الأيام الأولى فقط من خروجه للحرية”.
وختم في الملف اللبناني: “أتشكر الرئيس نجيب ميقاتي على عمله الدؤوب لإطلاق الموقوفين في الشمال لأنّ لا علاقة لهم بقتل أفراد الجيش، وأتمنى أن يكمل بإطلاق الآخرين لأنه موضوع إنساني”.
أما حول الأحداث في سوريا، فقال وهاب: “هناك حالة شاذة حصلت في مدينة حماه، وبالتالي فالجيش السوري يدخل لفرض الأمن، ولكن علينا تجديد التأكيد على أنّ هناك حالتين: معارضة تتطالب بالعيش الكريم وهذا ما يؤيّده الرئيس بشار الأسد، وأخرى تعتقد أنها ستسقط سوريا والنظام فيها، لذلك فالبعض في حماه انتهج هذا الأمر، والرئيس الأسد أجرى العديد من الإجراءات في المدينة، وأعتقد أن تعيين المحافظ الجديد أنس الناعمي موضوع جيد وإيجابي، ولكن على الجميع أن يعلم أن الرئيس الأسد لا يريد عمليات عسكرية بحق الأهالي بل عمليات نظيفة، لأنه يصرّ على عدم إطلاق يد الجيش وقوى الأمن لحلّ هذه المسائل. ولكن مَن يفكر بإقامة مشروع الجمهوريات، فهو مخطأ خاصة وأنّ الأميركي مُربَك بمشاكله الداخلية، وإذا قرأنا كل ما يحصل في الدول العربية، نرى مشاكل كثيرة، علماً أنني أرى أن الرئيس الليبي معمر القذافي سيربح المعركة في ليبيا لأنّ التدخل الأطلسي فيها غير مجدٍ، لذلك أتمنى أن يربح القذافي فيها، إذ لم تحصل ثورة تغيير في ليبيا بل كان هناك مجموعة من العملاء الذين تعاونوا مع الحلف الأطلسي. أعتقد أنّ هناك ضياع في كل الجو العربي، لكن في كل هذا المشهد، الأوروبي لا يمكنه التدخل في الموضوع السوري، علماً أنّ الفاتيكان تدخّل بقوة في الموضوع السوري لحماية المسيحيين فيها، بعد غباء الموقف الفرنسي”.
وتابع وهاب: “الرئيس الأسد فوجىء بكثير من الحالات في كافة المناطق خاصة وأنّ هناك حالات فقر كثيرة، لكن هذا يجب ألا يهدد وحدة سوريا ومنعتها ووحدتها، وبالتالي فإن الجيش السوري يتدخل عندما تستدعي الحاجة. من هنا، لا أحد يتوهّم بأنّ نظام الرئيس بشار الأسد سيسقط. بالإمكان تطويره والحوار حوله، لكن لا يمكن إسقاطه لأنّ ذلك يعني الفوضى والتخريب. لذلك اتمنى ان تلتقي المعارضة السورية في الداخل السوري وليس في دول الخليج، وتتحاور مع النظام، فالرئيس الأسد سيقوم بإصلاحات متعددة لن يتوقعها أحد”.
وحول علاقة النائب وليد جنبلاط بسوريا، قال وهاب: “عملتُ على التقارب بين النائب جنبلاط والقيادة السورية لإعادة موقع الطائفة الدرزية إلى محور الممانعة والمواجهة كما كان سابقاً، ولكن بعدها تسلم هذا الموضوع في سوريا اللواء محمد ناصيف وهو يتابع العلاقة مع جنبلاط – الذي أعتقد أنه سيبقى في نفس الموقع – إذ لم أعد طرفاً ثالثاً في هذا الموضوع”.
أما عن لقاء وزير الطاقة والمياه جبران باسيل بالرئيس الأسد والتباحث حول ملف الغاز في لبنان، فقال: “أعتقد ان سوريا لا تتدخل في هذا الملف لأنها لا تحبّذ التصعيد في الداخل اللبناني وتريد إراحة الرئيس نجيب ميقاتي، وإحراجه في الكثير من الملفات خاصة داخل الطائفة السنية، لذلك هي حريصة على عدم إحراجه خاصة لجهة بعض التعيينات، فالرئيس ميقاتي هو شريك في السلطة اليوم وليس أجير لدى الأكثرية الجديدة”.
وختم: “أؤيّد تدخل روسيا في قضايانا، خاصة مع موقفها المهم في الموضوع السوري اليوم، فهو موقف عاقل ولا بد من قبول مساعدتها في ملف الغاز في لبنان”.
*