أشار رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب إلى أنّ “الحكومة اللبنانية باقية إلى حين موعد الإنتخابات النيابية، إذ لا يوجد إمكانية لتشكيل حكومة وحدة وطنية، أما المعارضة فلها حق المحاسبة والمراقبة، فهي عادة شريكة للسلطة إذا أحسنت خوض معركتها، ويستطيع المواطن الإستفادة من السلطة وأيضاً من المعارضة الحقيقية لها، ويحق للأخيرة ولجمهورها النزول إلى الشارع، ولكن إذا حصل فوضى وتخريب، ستكون القوى الأمنية في المرصاد، وأعتقد بأنّ الرئيس نجيب ميقاتي يمتلك نعمة الصبر، فآداءه كان مميزاً خلال مناقشة البيان الوزاري”.
كلام وهاب جاء خلال مقابلة أجرتها الإعلامية شيرلي المرّ ضمن برنامج “فكّرمرتين” على شاشة الـ “أو تي في”، بحيث أكّد في موضوع المحكمة الدولية أنّ “الإسرائيليين زوّدوا المحكمة الدولية بأسماء كل المسؤولين في حزب الله، من مسؤول العمليات إلى غيره، ولذلك تقوم الأخيرة باتهامهم اليوم”، لافتاً إلى أن فريق الأكثرية “مع الإستقرار والعدالة الحقيقية وليس المزوّرة التي أنشأتها هذه المحكمة، إذ لا يمكن أن نثق بالمؤسسات الدولية بدون توضيح أسباب توقيف الضباط الأربعة ظلماً لأربع سنوات، وأعتقد بأنّ رأي البطريرك مار بشارة بطرس الراعي اليوم هو خير دليل على أنها مشبوهة، وهناك فريق أساسي لن يدخل في الفتنة التي يحضّرون لها، وهو حزب الله، ورأيي بالمحكمة الدولية لن يتغير أبداً”.
وتساءل وهاب: “ماذا يستفيد فريق 14 آذار في حال سقوط النظام في سوريا، ألم يكونوا يومأً ما حلفاء لهذا النظام؟”، مؤكداً أنه “من المعيب أن يتحرك مواطن لبناني للضغط الخارجي في الموضوع المالي اللبناني الداخلي، وهذا يشكل اعتداءاً وافتراءً في هذا الإطار على الوضع المادي للمواطن اللبناني، علماً أنّ “لبنان بالكامل متورّط بالفساد في القضاء والأمن والسياسة والإدارة، ويجب البدء بإصلاح هذا الفساد خاصة في القضاء، لذلك أؤيّد فتح ملفات شهود الزور وغيرها، إذ يجب أن يعلموا بأنّ الدولة التي يدفع المواطن المال لها، يجب عليها أن تكون في خدمته، وإذا استمر فريقنا السياسي بالضحك على هؤلاء الناس، ستصبح الحكومة كحكومة فؤاد السنيورة، لذلك يجب محاسبة الياس عيد وفادي العنيسي وصقر صقر وغيرهم، لإتمام الإصلاح الشامل، من هنا أطلب من المؤسسة العسكرية تحويل البعض إلى النيابة العامة، لأنّ الحصانة السياسية لا تحمي أحداً من القانون”.
وتابع: “أعتقد بأنّ رأي الوزير ميشال المرّ بها كان خطوة جريئة، وهو الذي لطالما وصل إلى السلطة بقوّته وتحالفاته”.
أما حول موقف دولة الإمارات في الآونة الأخيرة، فقال وهاب: “لطالما كانت الإمارات دولة حذرة وعلى مسافة من الجميع، ولكن لا أعلم لماذا تغيّرت الأمور في هذه الفترة بدعوتها قيادات 14 آذار لزيارتها”.
وتحدث وهاب بعد اتصال هاتفي مع وزير الداخلية والبلديات مروان شربل، عن كمين يُحضَّر للأخير وهو “مرسوم لتعيين العقيد ناجي المصري قائداً للشرطة القضائية، وهناك فرق كبير بينه وعمداء آخرين علماً أن المصري ضابط كفوء، وإذا تمّ ذلك، ستكون هذه ضربة كبيرة للحكومة”، متمنياً على الوزير شربل “إتباع ضميره المهني في هذه التعيينات، إذ لا يجب أن تكون الإرادة السياسية سبباً لظلم الآخرين”، مؤكداً “أنه لن يقبل بظلم أي شخص كفوء درزياً كان أو من طائفة أخرى، وإذا أراد حلفاؤنا السير في بيع الناس، سأكون أوّل المعارضين لهم، لذلك أناشد العماد ميشال عون الإنتباه إلى عدم توريطه لضرب كل منهج التغيير والإصلاح الذي لطالما تحدث عنه، ويؤسفني القول بأنّ الحكومة تكون قد سقطت منذ اليوم الأول إذا سارت في هذه التعيينات المسيّسة، وسأكون أوّل المُعلنين عن سقوطها”.
وختم وهاب: “الحكومة مليئة بالألغام، وسيأتون بأفراد مسيّسين وبدون كفاءات، مما سيجعلنا نترحّم على فؤاد السنيورة”، “لافتاً إلى “أنّ المعارضة الشعبية لا يمكن أن تسقط الحكومة، فالأخيرة تسقط بمعادلات فوقية، وتشكَّل بمعادلات فوقية، وندعو وزير الخارجية لوضع حدّ لسفراء الدول في لبنان، إذ لا يجوز إستباحة السيادة اللبنانية”.
@