أشار رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب إلى “أنّ البعض يقول بأنّ النظام في سوريا يخترع ما يسمّى بالمؤامرة ويحاول تخويف الناس من ذلك”، معتبراً “أنّ النظام لا يفتعل وجود مؤامرة، بل إنّ سوريا بالفعل تتعرض لذلك، لكننا لم ندرك خطورة ما كان يحصل منذ البداية، أما الآن وبعد أشهر من الأحداث، أدركنا بالفعل بأنّ سوريا تتعرض لمؤامرة كبيرة لإسقاطها، لأنها رقم صعب، والمطلوب إزالته، ودور إقليمي يجب تدميره، ولأنها ممر إجباري إلى العراق وفلسطين ولبنان، والمطلوب إلغاؤه”.
كلام وهاب جاء خلال محاضرة بعنوان “سوريا بين الإصلاح والمؤامرة”، ألقاها في قاعة المؤتمرات في كلية طب الأسنان في جامعة دمشق بحضور رئاسة الجامعة والأقسام، نقابتَي الطب البشري وأطباء الأسنان، والإتحاد الوطني لطلبة سوريا، بحيث قال وهاب: “عندما دعم بشار الأسد المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان، كان يفكر بحماية الأمة كلها، ولكن ليس المطلوب – وفقاً للحسابات الأميركية – إنسحاب سوريا من لبنان، بل إلغاء دور “حزب الله” فيه، ولكنّ وجود المقاومة هي جزء من ضمير الأمة وموجودة بقرار الشعب اللبناني، وهذه المقاومة حققت من إنجازات وانتصارات ما عجزت أموال ونفط الحكام العرب عن تحقيقه، ومن الممنوع هزيمتها حتى لو حصلت حرباً إقليمية، ولا هزيمة سوريا حتى لو حصلت حرباً، وهذا الأمر تبلغه الجميع حتى أولئك الذين حاولوا إعطاء الدروس في الأيام الأولى للأحداث، وكأنهم سلاطين ونحن رعايا في تلك السلطنة”، مثنياً على موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية في هذا الإطار.
وتساءل وهاب: “هل تصدّقون بأنّ سوريا التي دُفع الدم والجهد لإعمارها، يمكن أن يتم إسقاطها والإستيلاء عليها بهذه السهولة؟ مَن يعتقد بأنه يمكنه – وكما قلنا سابقاً – أن يسقط هذه القلعة الصامدة، وهو موجود في باريس بدعم من المخابرات العربية أو الأميركية، فهو مخطىء، ومَن يريد أن يستلم السلطة ويقيم الإصلاح، فلذلك أصول على الجميع احترامها، وعليهم التنبّه إلى أنه لا يمكن إصلاح الفساد ومعالجته بهذه السرعة. أعتقد بأنّ هناك قرار حقيقي لدى الرئيس الأسد للإصلاح والحوار الوطني، ومَن يتجاوب مع ذلك ويأتي لنقاش عقلاني ومنطقي يؤدي إلى تطوير سوريا، سيكون مرحَّب به، لأنّ سوريا بحاجة لجهود كل أبنائها أكانوا داخلها أو خارجها، وهي بحاجة لكل كفاءاتها لتطوير أنظمتها السياسية، ولكن مَن يعتبر بأنّ الفوضى أو التخريب هو وسيلة لوصوله إلى السلطة، يكون قد أخطأ العنوان، لأنّ سوريا وكل حلفاءها في المنطقة، لن يسمحوا بأن يُمَس أمنها أو أن يتم الإعتداء عليها”.
وتابع وهاب: “إنّ الهجمة الخارجية على سوريا بدأت تضع حدّاً لنفسها، لأنّ الأميركي وبعد أن ركب موجات بعض الثورات العربية، ووصل إلى سوريا، وجد بأنّ الشعب السوري يقرأ جيداً النماذج الموجودة في المنطقة العربية إن في السودان أو مصر أو ليبيا أو اليمن أو تونس أو غيرها، ويرفض أن تصبح سوريا مثيلة لتلك الدول، كما وجدوا بأنّ الجيش العربي السوري قوي، وهنا على الدولة في سوريا تعزيز وتقوية وضع هذا الجيش لأنه أنقذ سوريا والأمة أجمع من أزمة كان من المخطط أن تقع بها، أما الآن فالأميركي لا يريد سوى تمديد سنتين له في العراق، وهو مستعد للتنازل للجميع خاصة سوريا وإيران”، مخاطباً الجانب الفرنسي: “أيها الغبي، سوريا هي الدولة العلمانية الوحيدة المتبقيّة في هذه المنطقة، والتي لا تزال تتم فيها ممارسة كل الشعائر الدينية المختلفة بكل حرية”.
وخاطب وهاب الشعب السوري: “إنّ جزءاً من المعادلة الخارجية قد سقط، لكن عليكم الإكمال في إسقاط المعادلة الداخلية والتي كادت أن تسبب فوضى كبيرة، فهو اليوم صراع على حياة أو موت، لأنه صراع على مصالح الأمة، وما يبقينا إلى جانب سوريا هو موقفها القومي العروبي، لذلك سنقاتل معها دائماً. من هنا، إياكم التفكير بأنّ هناك قوّة في العالم يمكن لها هزيمتكم إذا كنتم أقوياء، ويكفي تهويلاً، فعندما يتدخل الأطلسي، سيسقط مئة ألف صاروخ على “إسرائيل”، مما يعني بأنها أصبحت أكثر في دائرة الخطر. أما في الداخل السوري، فقرار الرئيس الأسد هو أنّ الأمر لا يُعالج بالعنف، بل بالحوار والنقاش والإصلاح، حتى لو توقفت المطالبة بذلك. لذلك أقول لكم: سوريا أمانة في أعناقنا جميعاً”.
وختم وهاب: “إذا كنتم تريدون سوريا ساحة كما يحاول البعض جعلها اليوم، الأمر يمكن أن يحصل، ولكن له نتائج خطيرة، أما إذا كنتم تريدونها لاعباً أساسياً على مستوى المنطقة، فلذلك أيضاً شروطاً أخرى”.
**