اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب “أنه من السابق لأوانه الحديث عن أي نتائج جانبية للقرار الإتهامي الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان”، لافتاً إلى أن أعضاء الفريق الآخر وحلفاءهم “اعتقدوا أنه سيُحدث زلزالاُ، لكن “تمخّض الجبل فأنجبَ فأراً”، موجّهاً تحية “لأبناء الطائفة السنية الكريمة لأنهم برهنوا عن التحّلي بوعي كبير، وهذا يعكس طبعأً قناعة غالبية أبناء تلك الطائفة بأنّ هذا القرار مسيّس ولطالما حاول إدخال لبنان في لعبة ليس بحجمها”، لافتاً إلى أنّ “المقاومة لطالما مهّدت لاستيعاب هذا القرار بطريقة هادئة، وقد نتج عن ذلك هدوء ما بعد الهدوء، وأتمنى أن يستمر ذلك بعيداً عمّن يشبهون “البوم”، والذين لا يستطيعوا العيش بدون إحداث الفتنة”.
ووجّه وهاب خلال مقابلة أجراها الإعلامي عماد مرمل معه ضمن برنامج “حديث الساعة” على قناة المنار، لـ”مصطفى بدر الدين” معتبراً أنه “أحد أبطال لبنان وقد نفّذ آلاف العمليات ضد العدو الصهيوني، ويحقّ له أن يكون أحد ابطال الإستقلال وليس من أحد المتهمين ضمن هذا القرار، وخاصة أنني أعلم مدى الحقد الإسرائيلي عليه”، مؤكداً أنّ “هذه المحكمة تثبت يوماً بعد يوم أنها تنتقل من “حفرة وسخة” إلى أخرى، وأنه لا بد من عودة ملف شهود الزور إلى التداول”.
وعن سبب توقيت القرار الإتهامي في هذه المرحلة، قال وهاب: “الأميركي عمل في لبنان منذ ست سنوات لاستهدافات أخرى، واليوم يوجد لدينا حكومة من لون واحد، ولا بد للإصلاح فيها أن ينسحب على كل الإدارات، من هنا اعتقدوا أنه يمكن للقرار الإتهامي أن يُوجِد توترات، ويعرقل عمل الحكومة، ويمنعها من إنشاء بيانها الوزاري، ولكن حسناً فعل الرئيس ميقاتي بالإصرار على البيان الوزاري كما اتفق عليه، وكذلك ما فعله الرئيس نبيه بري بالنسبة للتعيينات الإدارية”.
وعن حديث رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع عن القرار، تساءل وهاب: “هل يمكن الحديث عن جريمة اغتيال الرئيس الحريري، وتناسي جريمة قتل الرئيس رشيد كرامي وداني شمعون؟”.
وتابع وهاب عن الفريق المهتم بالقرار الإتهامي: “في العام 2005 كانوا بحاجة لتسلّم السلطة، لذلك أقالوا كل فريقنا الأمني لتمرير قرارهم الإتهامي، أما الآن فاختلفت الأمور، إذ هناك ضغط صهيوني وأميركي خاصة وأنهم يعتبرون حزب الله “أكبر دولة عربية”، تستطيع إخضاعهم، وأنّ بلمار حصل على كل هذه المعلومات حول كيفية عمل حزب الله وأفراده، من الإسرائيليين”.
وعمّا إذا كان يمكن لهذا القرار أن يسيء للمقاومة، لفت وهاب إلى أنّ هناك “حملة على المقاومة في الإعلام العربي، وهي قائمة عبر بعض الاعلاميين العرب المأجورين، وقد بدأت هذه الحملة منذ العام 2006، لأنّ كل مَن يدّعون حماية المسلمين والعرب والقدس، كُشِفوا أمام مجموعة من 3000 مقاتل هزموا “إسرائيل” وأنجزوا نصراً غير مسبوق”.
وشدّد وهاب على أنّ “الهزالة التي تمّ بها التحقيق هي فضيحة العصر، وقد تبيّن أنّ ميليس وبلمار أغبى وأكذب من بعضهما البعض، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كان يعلم منذ العام 2005 أنهم سيستهدفون المقاومة، وسيُحدِثون فتنة سنية – شيعية إذا لم يأخذ الفريق الآخر السلطة، ولكن “حزب الله” اليوم وبعد صدور القرار، سيبقى على تصرّفه الهادىء والمتعقّل، لذلك لستُ خائفاً من الفتنة السنية – الشيعية على مستوى المنطقة ككل، وأعتقد أن الحالات التي تريد هذه الفتنة محصورة جداً داخل لبنان وخارجه”.
وعن كلام النائب وليد جنبلاط، قال وهاب: “الإستقرار والحوار أولوية من بابٍ ما، ولكنّ سلاح المقاومة هو ملف خارج بشكل كامل من التداول، خاصة مع الإستهداف الخارجي لسوريا، علماً أنّ هذا يقوّي المقاومة أكثر فأكثر. اعتبر أنّ هذا القرار شبيه بـ”الشيك” بلا رصيد، ولذلك لا قيمة له، فمنذ لقاء النورمندي، بدأت عملية رسم ما سيحصل في لبنان أي قبل العام 2005 بسنوات كثيرة، ومن ضمنها عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري”.
وشدد وهاب على انّ “الوزير عدنان عضوم من أشرف القضاة الذين أتوا إلى القضاء في لبنان، وأتحدّى أي شخص بالتحدث عن ضمير عدنان عضوم، فليذهبوا ويحاسبوا القضاة الفاسدين الذين شاركوا في فبركة شهود الزور”.
وفي الموضوع الحكومي، أكد على أنّ “تدخّل سوريا في تشكيل الحكومة اللبنانية كان يكاد يكون معدوماً، وكذلك تدخّل حزب الله الذي عرف لاحقاً بالإجتماع الذي أقيم للتشكيل الأخير”.
أما عن الوضع الحالي في سوريا، فقال: “لقد انتقلوا إلى مرحلة استهداف التجار الداعمين للإقتصاد السوري، ولكنّ الجيش العربي السوري أصبح أكثر تماسكاً وهذه إشارة إيجابية، خاصة وأنه هناك تحسّن في الآداء الإعلامي السوري، والعوامل إيجابية لمصلحة النظام، فالجيش متماسك، والشعب يقف إلى جانب الرئيس بشار الأسد، وبتقديري إنّ هذا النظام سيخرج أكثر قوّة من المواجهة، فالرئيس الأسد أخذ قراره بالإكمال في عملية الإصلاح حتى النهاية، لذلك أقول للسوريين: عليكم حماية بلدكم والوقوف إلى جانب رئيسكم، لأنه وحده سيحمي سوريا”.
وختم وهاب: “لقد اتخذنا في محور المقاومة والممانعة، قرارنا بالمواجهة مهما كلف الأمر، إن لجهة الأحداث في سوريا، أو لجهة إتهام حزب الله بجريمة اغتيال الرئيس الحريري، إذ هناك قراراً بضرب المحور الممانع في المنطقة، ولكن لن نسمح لهم بذلك”.
*