اعتبر رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب أنّ “الرئيس ميقاتي مرتبط بشركاته في الخارج، لذلك لا يستطيع الإمضاء على التشكيل، ولطالما قلتُ أنّ الرئيس عمر كرامي أفضل للتكليف، فهو لا يملك 25 شركة خليوي، بل 25 قنطاراً من الكرامة، ولا أعني التجريح بكلامي”.
وتابع وهاب خلال حديثه حول مجمل الملفات العالقة في لبنان والمنطقة في برنامج “الأسبوع في ساعة” مع الإعلامي جورج صليبي على شاشة الجديد: “استندتُ بقولي أنّ الحكومة لن تتشكل قبل شهر تشرين، إلى رأي الرئيس نبيه بري، ولكن أتمنى أن يتم ذلك بأسرع وقت، علماً أنّ كثر اعتبروا أنني ارتكبتُ جريمة لأنني طالبتُ بحكومة وحدة وطنية”.
وأجاب وهاب: “إذا خُيِّرتُ بين سعد الحريري ونجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة، فاختار الأول بعد ما أوصلنا إليه ميقاتي. فمع بدء الأحداث في سوريا، أصبح الجميع يحسبون حساباً لكل شيء، لذلك تعرقل التشكيل”.
وقال وهاب حول سؤال عن الحديث عن تغيير في مواقفه: “سمعتُ بعض الكلام من كاتبي التقارير عن أنني أنسّق مع وسام الحسن، ولكن على هؤلاء ألا ينسوا أنني وضعتُ عائلتي وزوجتي في المواجهة، وكنتُ وحيداً، لكن ليس لكي يقوم بعض التافيهن اليوم بالحديث عني وعن إمكانية تغيير مواقفي”، متمنياً لو أنّ أولئك “وقفوا إلى جانب سوريا كما فعلنا بدون أن نعمل وفقاً لمصالحنا، بل وفقاً لمبادئنا، وقد أعلنّا رأينا ومبادءنا منذ الذكرى الأولى لتأسيس الحزب، ولم نتغيرّ أبداً”.
وعن تشكيل الحكومة قال وهاب: “لا بد من إصلاح حقيقي في الأمن والإدارة وغيرهما، وهذا يجب أن يكون مشروعنا الحقيقي للسلطة”، متحدّثاً عن أنّ للوزير “وليد جنبلاط هواجس كثيرة، خاصة الهاجس الدرزي على مستوى المنطقة ككل، والوضع الإجتماعي وهموم الناس، ومتابعة يومية لمصالحهم”، لافتاً إلى أنّ مَن يعتقد بأن الوزير جنبلاط سيُعيد تموضعه فهو مخطىء، وهذا كلام سطحي، لكنّ جنبلاط خائف فعلاً على الوضع لذلك نراه يضغط لتشكيل الحكومة”.
وعن رياح التفاؤل التي ضغطت في اليومين المقبلين حول التشكيل، قال وهاب: “حصل ذلك لأنّ العماد عون أعطى أسماء وزرائه ويحاول تسهيل الأمور، لكن كل ذلك يبقى تفاصيل بانتظار توقيع الرئيس ميقاتي على التشكيل”، مؤكداً أنّ الأخير “لن يقوم بالتشكيل، والبديل هو اعتذاره، وإيجاد شخص معتدل وسطي للتشكيل، من هنا أنا مع شبكة أمان للبنان وحكومة وحدة وطنية، ضمن التقيّد بشرطين: عدم التداول بملف المقاومة، وبقاء المحكمة الدولية خارج حدود لبنان كي لا تخرّب علينا أعمالنا”.
وأضاف وهاب: ” يجب تشكيل الحكومة على قاعدة الكتل النيابية وأحجامها. فالمحكمة الدولية تحوّلت لمشروع فتنة وثبُت أنها محكمة إسرائيلية بالكامل، لافتاً إلى أنّ “لا شيء مستحيل في لبنان وقد يعود الحريري لتشكيل الحكومة الجديدة، هو خارج لبنان لأنّ لديه مشاكله الخاصة في “أوجيه”، خاصة مع وجود العديد من الموقوفين والمختلسين من التابعين له، إضافة لما لديه من مشاكل مالية فعلية”.
وحول المطالبة بتعديل إتفاق الطائف، قال وهاب: “تمّ التصرف عبر الطائف بانتقام مع موقع رئاسة الجمهورية، فأين هذه الصلاحيات إذا كان لا يمكنه الأمر والنهي مع مدير عام؟، علماً أنني تأكدتُ من مصادر أمنية موثوقة بوجود 5000 خط خليوي تقوم هذه الشبكة الخليوية الثالثة بتشغيلها عبر عبد المعنم يوسف، إضافة للهوائيّات (الأونتانات) للتنصّت على الساحل السوري”، مثنياً على أنه “لا يمكن المحافظة على لبنان إذا لم يتم المحافظة على التواجد المسيحي فيه، فقد تناتشنا المسيحيين وجعلناهم فرقاً بعد الطائف، لذلك يجب عودة المسيحيين للعب دورهم الأساسي، خاصة مع التفاؤل بالبطريرك الراعي”.
وأكد وهاب الإصرار على موقفه حول “انتخاب العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، فالرئيس سليمان لم يُنتخب دستورياً، علماً ان مواقفه في الفترة الأخيرة كانت جيدة”.
ووجّه “تحية لكل شهيد سقط اليوم في الضفة الغربية والقدس والجولان وكل مكان، وتحية خاصة لدروز الجولان الذين يحتضنون الفلسطينيين، وأقول: رفعتم رؤوسنا بوجه السخفاء الذين يقولون أننا لا نحتضن أهالي فلسطين، متناسين بأنّ سوريا تحمّلت بقاء حركتّي الجهاد وحماس لديها مع كل الضغط الأميركي والعربي بوجهها”.
وختم وهاب: “هناك استهداف واضح للرئيس الأسد وسيستمر لفترة طويلة ولكنني أعلم أنه لن يتنازل عن الثوابت وسيتحوّل الإستهداف إلى استهداف اقتصادي”، مؤكداً أنه “متأكد بأنّ نظام الممانعة في سوريا لن يسمح بسقوطها بوجه مَن يعتقدون أنهم قادرون على إنشاء نظام أصولي في سوريا، لتصبح دولة دينية. نحن مع الإصلاح في سوريا، لكننا لن نسمح بتركيعها واستسلام بشار الأسد”.
*