جدّد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب، تأكيده على موقفه من تعامل البعض مع العماد ميشال عون في التسميات الخاصة بالحقائب الوزارية، وافضلية تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وكان وهاب قد هنّأ اللبنانيين بذكرى التحرير والمقاومة، خلال مقابلة على شاشة الـ “أل بي سي”، في برنامج “نهاركم سعيد” مع الإعلامية دوللي غانم، قائلاً: “أحيّي أبناء الجنوب اللبناني على صمودهم وتحمّلهم كل العذاب والآلام طيلة السنوات الماضية، منذ قيام الكيان الصهيوني وحتى اليوم. هذا التحرير أعطى لبنان موقعاً كبيراً في الوطن العربي والعالم، خاصة وأنه تمّ بدون أي معاهدة سلام مع العدو الإسرائيلي، فهذا الأخير لم ينسحب من الجنوب اللبناني عبر معاهدة سلام، بل بقوة سلاح المقاومة”.
أما عن القضايا المركزية، فقال وهاب: “لا أحد يستطيع اللعب بالقضية المركزية الفلسطينية، وأوّل ما أكد عليه الرئيس بشار الأسد منذ البداية هو: ضرورة استعادة القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين، فنحن في لبنان لا نستطيع تجنيس آلاف الفلسطينيين بل يجب عودتهم إلى وطنهم الأم، إذ أننا أيضاً خائفون كما الجميع من موضوع التوطين. فالإسرائيلي اليوم يتحدث عن يهودية الدولة الفلسطينية، ويجب ألا نتوهّم على أساس وجود حلّ للموضوع الفلسطيني، وإلا لما كان محمود عبّاس قد أقام المصالحة ما بين فتح وحماس. ولا شك من التذكير بأنّ سوريا لم ترفض معاهدات السلام، لكن لديها ثوابت وطنية لا تتخلى عنها. وبالتالي، فكل ما حصل يعطي المقاومة حتميّة تواجدها، وهي تؤكّد يوماً بعد يوم شرعية قرارها، والحفاظ على سلاحها، خاصة وأنّ الإيراني أخذ قراره بدعم المقاومة في كل مكان خاصة في لبنان وفلسطين، ومع ما نراه من بدء تفاعل الجو المصري مع المقاومة”.
أضاف وهاب: “قالها سابقاً سماحة السيّد حسن نصر الله أنّ المقاومين كانوا يقومون بعمليات “تذكيرية” في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، لكنهم يراعون الوضع اللبناني الداخلي وعدم إمكانية تحمّل الناس للحروب المستمرة مع العدو الصهيوني. من هنا، فالمقاومة مستمرة لأنّ العدوان مستمر، والروح العدوانية الإسرائيلية تقوى يوماً بعد يوم، ولا شك أنّ بعض الأطراف اللبنانيين هم الذين جرّوا المقاومة إلى الداخل اللبناني للقضاء على شرعيّتها. هذه المقاومة لم تتصرف يوماً بموقف مذهبي، ومن الظلم أن يكون قد قُدِّم آلاف الشهداء في قضية عادلة ويتم التعامل معها بهذا الأسلوب”، معتبراً “أنّ الرئيس برّي يشكل مؤثراً إيجابياً في ذكرى التحرير”.
وعن كلام الحريري ودعوته لتجاوز الإنقسام، قال وهاب: “لا أزال على موقفي حيال حكومة وحدة وطنية، كي لا نغرق لبنان في خلافاتنا. طبعاً لدينا خلل في القضاء لأننا لا نعمل على تعزيز المساواة بين القضاة، ولا بدّ من العمل على إيجاد قضاء عادل، وتنظيم الأجهزة الأمنية كي لا يهتزّ النظام في حال أي زلزال أو مشكلة. وبالتالي، لا بد من شبكة أمان لبنانية”.
وحول إمكانية حلّ الأزمة الحالية، قال وهاب: “لا أعتقد أنّ هناك وسيط مهم بدون عودة الـ”س – س”، ولكن هناك مسؤولية لبنانية أمام ما يحصل من تعطيل. ملف المقاومة يجب أن يكون خارج التداول طالما أنّ “إسرائيل” باقية. أما المحكمة الدولية فأكّدت تجاوزها واستعمالها بغير موقعها”.
وحول السؤال عن إمكانية حذف ملف شهود الزور من التداول، في حال تشكيل حكومة وحدة وطنية وإمكانية إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، أجاب وهاب: “هذا ما تقرره الكتل النيابية وكل شيء يأتي في موعده. لكن ما أؤكّده هو أنّ حزب الله هو أكثر مَن يسهِّل حلّ المواضيع الداخلية، لأنه لا يقف عند المطالب التفصيلية، لكنّ المشكلة أنّ الأميركي دخل كطرف مساعد على أساس المنطق التهديدي، كما فعل فيلتمان في زيارته الأخيرة. أعتقد أننا وللأسف سنصل إلى شهر تشرين بدون حكومة، ولكن لا بد من دقّ ناقوس الخطر حول تأزّم الوضع الإقتصادي حتى ولو كان نظامنا المالي المصرفي ممتاز، إذ لدينا مشكلة اقتصادية اجتماعية، وأتمنى على الجميع إدراك مدى خطورتها خاصة وأن الموسم السياحي قادم وهو في حالة سيّئة”.
أما عن إتهام العماد عون بتعطيل تشكيل الحكومة، فقال: “عليهم تخفيف قلة الأدب مع العماد عون في موضوع الحقائب الوزارية حول التسميات، والتعامل معه كباقي رؤساء الكتل النيابية. كنتُ أتمنى على العماد عون إعادة تسمية الوزير بارود للداخلية لكن المشكلة أنّ الرئيس ميقاتي لا يريد تشكيل الحكومة، لذلك يضع العماد عون كعقبة في التشكيل، علماً أنه يجب الخروج من منطق التعاطي مع المسيحيين على أنهم ليسوا شريحة مهمّة في النظام اللبناني. كذلك، لا بدّ من بحث الموضوع السنِّي، لأنّ الرئيس ميقاتي أظهر أنه لا يريد أن يمثل لا الفريق الموالي لنا، ولا فريق المستقبل”، مبدياً إصراره على أنه “لا يجوز البقاء على رئيس تصريف أعمال متواجد خارج البلاد، وآخر مكلَّف لا يستطيع السير في أي ملفات أو مشاريع. من هنا، لا زلتُ مع تسلّم فريقنا للسلطة، ولكن عبر تنفيذ إصلاح إداري منظَّم”.
وعن تقييمه لعهد الرئيس ميشال سليمان بعد مرور نصف عهده في الرئاسة، قال وهاب: “لا بد من حفظ مواقفه في القضايا الأساسية، لأنه دعم المقاومة، ولكنّ بعض مَن حوله أدخلوه في تفاصيل جبلية وجُبيليّة لم يكن ليدخل فيها، وأعتقد أنّ الخلل الموجود اليوم يتحمّله الطائف الذي كان جريمة بحق النظام اللبناني. على الرئيس سليمان القيام البدور المتوجّب عليه، لكنه لا يقوم بذلك. لكنني أؤكّد بأنّ الأزمة اللبنانية لا تنتهي بدون تعديلات دستورية على النظام، لكنني أصرّ على موقفي بأنّ السوري لم يعد منذ سنوات طويلة يتدخّل في الشأن اللبناني الإداري الداخلي”.
أضاف وهاب: “لقد أصبح الموضوع الحكومي مملّ جداً، ولكن الرئيس سعد الحريري هو نفسه مَن أطاح بحكومته، لأنه أنتهج سياسة خاطئة في الحكم، وسلّم القرار الظني للأميركيين، خاصة وأنهم عادوا وأكّدوا على اتهام حزب الله بالاغتيالات تنفيذاً لرغبات إسرائيلية”.
وتطرّق وهاب لما يحصل من أحداث في سوريا، فقال: “نرى الكثير من وسائل الإعلام التابعة للسعودية كجريدة الشرق الأوسط، والتي تفبرك الأحداث في سوريا، لكنني متأكّد أنّ الملك السعودي لديه رأي آخر في الموضوع السوري، ويجب التنبّه للإنعكاس السلبي لأي ضغط أو تدخل أجنبي في سوريا على لبنان خاصة في حال إقفال الحدود البرية بينهما. فالمشهد السوري سيستمر، فقد تبيّن بأنّ الغرب سيضغط أكثر على الرئيس الأسد، لذلك أؤيّد دوراً أوروبياً في المنطقة، لأنه أكثر توازناً من الدور الأميركي في الصراع العربي – الإسرائيلي، ويفهم أكثر أهمية وجود المسيحيين في المنطقة”.
وتابع: سوريا ستبقى بوّابة أساسية للمنطقة العربية وقوّتها ضمانة للأقليّات في العالم العربي، فقد تبيّن أنّ أكثرية كبيرة من الشعب السوري مؤيّدة للرئيس الأسد، حتى مع المطالب الإصلاحية ومحاربة الفساد، وعلى الجميع التفريق بين الإصلاح والفوضى. نحن لا نبرر فساد بعض القضاة والمسؤولين، لكن من الواضح أنّ التحرّكات تديرها مجموعات أصولية، مؤكّداً أنه “إذا دُمِّرت سوريا دخلنا في دوّامة طويلة في العالم العربي”.
وختم وهاب: “إذا حصل أي ضغط على سوريا، فإنّ محور الممانعة هو جبهة واحدة، وأي جبهة تُهدَّد فكل الجبهات تتحرك، ولا أحد يستطيع التحرّك لمواجهة سوريا، لأنّ المنطقة كلها ستشتعل، فالحلّ الوحيد هو الحوار وهذا ما يقوم به الرئيس الأسد اليوم. إذ لا بد من الوقوف إلى جانب سوريا، لأنّ قوّتها وصمودها ضمانة للمنطقة كلها”.
00