كرّم رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب في منزله في الجاهلية، الإعلامي غسان بن جدو تقديراً لمواقفه الإعلامية والوطنية والقومية بحضور الأمين القطري لحزب البعث العربي الإشتراكي الوزير فايز شكر، القائم بأعمال السفارة الإيرانية السيّد مهدي شوشتري، الدكتور ناصيف قزي ممثلاُ للعماد ميشال عون، نائب رئيس المجلس السياسي لـ”حزب الله” الحاج محمود قماطي، عضو الهيئة التنفيذية في حركة أمل سعيد نصر الدين ووفد مرافق، مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديموقراطي مهدي مصطفى، الحاج علي بركة مسؤول حركة حماس، إضافة لشخصيات من الفصائل الفلسطينية في لبنان، العميد علي الحاج، ووفد من تيار المجتمع المدني المقاوم، وعدد من الإعلاميين، وأعضاء المكتب السياسي ومجلس الأمناء في حزب التوحيد العربي.
وكانت كلمة بإسم الأحزاب للأمين القطري لحزب البعث د. فايز شكر قال فيها: “نلتقي اليوم في حضرة الأخ والرفيق والصديق وئام وهاب لتكريم رجلٍ من رجالات الأمة الكبار وعلم من أعلام الإعلام العربي الملتزم الذي اختصر بمواقفه الجريئة نبض جيل المقاومة في زمن التردي والتخاذل والتآمر العربي ومَن أحق من المناضل العربي غسان بن جدو بهذا التكريم؟ المناضل الذي لم ينطلق يوماً من خلفية شخصية أو مصلحة ذاتية، إنما من إحساس قومي وإرادة واعية بأنّ المعركة مع العدو ليست في جبهات القتال وحسب، فكان سلاحه الكلمة الحرّة، وقف إلى جانب المقاومة في ميدان المواجهة، وأسهم في تعبئة الجماهير معنوياً ونفسياً وبثّ روح المقاومة فيهم، كما أسهم في صنع النصر، فاستحق عن جدارة لقب “أمير الإعلام المقاومة” الذي سيرتبط إسمه بصنّاع التاريخ الخالدين في ذاكرة الزمن“.
وتابع شكر: “إننا اليوم أمام إمتحان كبير وقاسٍ، فإما أن نترك لتطور الاحداث أن يفرض علينا الاستسلام وهذا ما نرفضه جميعاً، وإما أن نثبت للعملاء أننا أهل الحياة، وأصحاب حق حتى نستطيع الذود عنه. فالكل يجمع على خطورة الهجمة التي تتعرض لها المنطقة بشعبها وخيراتها وقرارها، لكنّ اختبار سوريا بالذات هو الفصل الأخطر من فصول المؤامرة الخارجية، لأنهم يعرفون تماماً مكانة سوريا في المنطقة، ودورها الممانع لأطماعهم. إنّ ما تتعرض له سوريا ورئيسها الدكتور بشار الأسد، وما يتوقع أن يتواصل ضده، هو نفسه ما تعرّض له قائد المقاومة بعد الإنتصار الكبير في تموز 2006، من محاولات غربية وإسرائيلية وأميركية لتشويه صورته بل وصورة حزب الله في لبنان والعالم العربي، وهذا ما يعملون عليه اليوم وباعتراف السيّء الذكر فيلتمان الحاضر غبّ الطلب إلى لبنان بتحويلهم 500 مليون دولار لتشويه هذه الصورة، واليوم المبلغ أضعاف مضاعفة، وطبعاً كلها من مال البترول العربي الذي هو ملك كل العرب، ولكن ليعلم السيّء الذكر وأتباعه مجموعة 14 فبراير في لبنان، أن كل المؤسسات والفنادق دون استثناء، ترفض أن تكون منبراً للشتّامين والإنقلابيين والمتآمرين على سوريا“.
وقال: “أريد أن أطمئن كل الأحرار والشرفاء والعرب الخائفين على سوريا والمقاومة، أنّ الوضع في سوريا جيد، ومتى كانت سوريا بخير يعني أن العرب والمقاومة بخير. ومَن عليه أن يخاف هم المتآمرون أنفسهم في الداخل والخارج، فاللعبة انتهت وسوريا الأسد قالت كلمتها: المقاومة خيار نهائي لا عودة عنه، والأمن القومي العربي خط أحمر لا مساومة عليه“.
وختم متوجّهاً لـ”بن جدو”: “إننا نحيّ فيك شجاعتك ونعتز بمواقفك، ونقدر تضحياتك، كلنا معك وستجد منا كل العون في مهمّتك“.
ثم تحدّث نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي فقال: “في عيد المقاومة والتحرير كل عام وأنتم بخير، في هذه المحطة الهامة من تاريخ أمّتنا ووطننا، نستذكر دور الإعلام في حالة الحرب كما هو في حالة السلم، ولكنني هنا أريد التركيز على محطة أساسية كانت نتيجة لإنتصار المقاومة في 25 ايار عام 2000، فكانت النتيجة التحضير والاستعداد لضرب المقاومة وسحقها في تموز من العام 2006. وهنا، عندما تآمر العالم كله على المقاومة من القرار الاميركي إلى الدعم الأوروبي والصمت العربي، إلى التنفيذ الاسرائيلي إلى التواطؤ اللبناني، كانت النتيجة أن هذه المقاومة هي التي انتصرت وأن أميركا و”إسرائيل” هُزموا، وهنا أصل إلى دور الاعلام في تلك الفترة، كان له دور هام وأساسي، كان غسان بن جدو الإعلامي المقاومة والمقاتل بالكاميرا والكلمة والتقرير والتعبئة وبإيصال كلمة الحق وأجواء الحق للعالم كله“.
وتابع: “من هناك عُرف هذا المعدن الأصيل في الإعلام، ونحن اليوم نفتقر إلى هذا الدور في أجواء نرى أن المقاومة ما تزال مستمرة، وخصوصاً عندما نجد أن في تموز 2006، كان السلاح هو الأساس، والقوة والعنف والدم والنار هو الأساس للقضاء على المقاومة، وفشل كل ذلك، أما اليوم فالاعلام هو السلاح المُستخدم ضد المقاومة والدول الداعمة لها، في المؤامرة الجديدة. نحن حتى اليوم لم نصل إلى إجماع وطني في لبنان لأن فريقاً لبنانياً يصرّ باستمرار أن يكون آداة للمخطط الأميركي والإسرائيلي في لبنان، ولم يتعلم كيف يعود إلى رشده وضميره، ولكن نقول لكل هؤلاء أن الثورات العربية التي انطلقت أفرزت معادلات جديدة، وانضمام جديد في المنطقة لصالح المقاومة“.
وقال قماطي حول ما يحدث في سوريا: “ننظر إلى سوريا من الزاوية المقاومة والقومية، سوريا حملت الثوابت العربية ووقفت بوجه المشروع الأميركي، ودعمت المقاومة في فلسطين واحتضنت كل الفصائل الفلسطينية التي رُفضت من كل العالم العربي، ودعمت المقاومة في لبنان، لذلك استهدفت سوريا، وما يحصل فيها ليس أمراً عفوياً، ولكنها ستتنتصر، وتعود قوية وستبقى في الخط الممانع ورائدة العالم العربي بقوّتها ونهجها العروبي القومي الممانع“.
وختم: “أحيّك يا غسان بن جدو، بإسم المقاومة، إعلامياً مقاوماً أصيلاً أثبتتّ ذلك بالعمل والفعل، وإلى مزيد من الانتصارات“.
من ثم تحدّث رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب، الذي قال: “غسان بن جدو، حكاية إعلام بحدّ ذاته، وليس رواية إعلامي عبّر دون أن يترك البصمات اللائقة بالأقلام الحرّة، والأفكار الباحثة والهادفة. غسان بن جدّو، بدّل الشاشات، رمّز الكلمات، عبّر من بين السطور في جَلَد وتكبُّد للمشاق، واخترق كل الحواجز والحدود والمعابر. إعلامي ميداني لأنه مؤمن بما يقول ويفعل، جريء في التقاط أنفاس الذين حاورهم، لم يبدّل، ولم يساوم، ولم ينكفىء، صار وجهه أشبه بوجه الأرض والسماء، بل نقل عشق السماء للأرض، وعشق الناس للسماء المنتظرة الدخول لملكوتها الأعلى. أدرك المشاريع المشبوهة، أتقن فن اللعبة، وصياغة المانشات، لكنه بات متمرّداً عند انقلاب المعايير وازدواجية المواقف. دخل الخنادق الجنوبية، كسر حصار رفح، وبشّر بالفجر الجديد، وكان قلبه دائماً يردد ماذا بعد؟ ولأنه إعلامي ومفكر وملتزم، اتخذ الموقف الممانع في وجه قلب الحقائق وتحويل الأنظار إلى حيث الخدمة لأعداء الوطن والأمة“.
ووجّه وهاب “تحية لأهلي وأخوتي في الجولان على وقفته في ذكرى النكبة، ولأخوتنا الذين عبروا الحدود إلى فلسطين التي تبقى قضيتها هي الأساس“.
وقال: “نقول أن برنامجنا للحكومة مخالف تماماً لبرنامج فيلتمان الذي أبلغه لبعض المسؤولين اللبنانيين، وأوجّه تحية لمقاوم كبير ساهم في إطلاق المقاومة، وله مواقف وطنية كبيرة هو الرئيس نبيه بري. نرفض في المبدأ أن يحدد فيلتمان برنامج عمل الحكومة، من هنا نقول له برنامج الحكومة: ستكون حكومة تحمي وتدعم المقاومة، حكومة لا تتعامل مع ما يسمى بكذبة العصر أي المحكمة الدولية، وحكومة إصلاح إداري وإقتصادي ومالي، ولا يهّم إذا كانت حكومة وحدة وطنية أو أكثرية أو تكنوقراط، بل البرنامج هو الأهم“.
أما في موضوع سوريا، فقال وهاب: “أطمئنّوا على سوريا، فهي قوية وستجتاز هذه الأزمة، بالوحدة الوطنية وبالإصلاح الحقيقي الذي أعلنه الرئيس الأسد منذ البداية. أقول لهم: التدخل الغربي في سوريا مستحيل، وهو يعني أن عشرات الآلاف من الصواريخ ستتساقط على المستوطنات الإسرائيلية. وهذا يعني بأن كل المنطقة ستشتعل من فلسطين إلى العراق. البعض الآخر يخاف من التدخل التركي في سوريا، ولأكن صريحاً، أقول أنه لا يوجد تدخل تركي مباشر في سوريا، وسيكون له علاج حاضر ومضمون ولن أقول أكثر. وهنا أقول بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تقبل بأن تهتز سوريا أو تُهزَم. وما العقوبات الأميركية على سوريا سوى مثل تلك التي فرضت عليّ وكانت مفروضة على أموال لم تكن موجودة بالأصل“.
وكانت الكلمة الأخيرة للإعلامي المكرَّم غسان بن جدو الذي قال: “نحن في شهر أيار، وهو شهر عظيم وكبير، ليس فقط شهر المقاومة بل أيضاً شهر السيدة العذراء، أي شهر التسامح والعطاء والبذل، ولا عجب أنه في هذا الشهر بالذات تحرر لبنان في العام 2000. مَن يريد أن ينسى تحرير لبنان فهو واهم، لأن هذا التحرير أدخل لنا ثقافة أخرى، ربما حتى أنصار تلك المقاومة لا يعلمون ما الذي فعلته المقاومة في المجتمع والرأي العام العربي. لكنني أؤكد أن ما فعلته المقاومة في لبنان وفلسطين في عقول الرأي العام العربي، هو كبير جداً. للأسف أننا في زمن يُراد فيه الإنقلاب على هذه الثقافة والذهنية“.
أضاف: “مشكلتنا ليست مع الذين يعاندون حزب الله، ولا مع الذين ينتقدون حماس، بل هي في أنهم يريدون ضرب عقل وذهنية المقاومة ويسيّرون ثقافة المقاومة على أنها ثقافة الموت والانتحار، والحقيقة أنها ثقافة الحياة بامتياز، فعندما نتحدث عن ثقافة الحياة يكفي أن نقول ثقافة المقاومة“.
وقال بن جدو: “كان يفترض في هذا الشهر أيضاً، أن نحيي ذكرى النكبة، فإذا بالفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وحتى الأردنيين الأبطال، وبعض المصريين، يفاجأوننا هذه المرة، لتصبح ذكرى مختلفة، ذكرى الاقتحام وضرب الحواجز وتجاوز الأسلاك الشائكة. ما حصل في هذا العام في 15 أيار 2011، كان يوماً عظيماً، ولكن للأسف في زمن إعلامي وسياسي مخالف تماماً عما نبغيه، وفي زمن الثورة المضادّة، حتى هذا اليوم، كان يفترض على العالم كله أن يتحدث عن هذا الحدث باستمرار وليس لبضع ساعات. وأتمنى من جميع وسائل الإعلام والإعلاميين تأريخ هذا اليوم وليس التحدث فقط عن ذكرى النكبة. وأتمنى أن يصبح حسن حجازي واحد من أبطال هذه الأمة المكرّمين، بما صنعه باقتحامه للأراضي المحتلة، ويصبح مكرّماً في جميع الدول العربية، وعندما سيُكرّم في هذا البيت الصامد سأكون أول الحاضرين“.
وقال: “أعتبر أن كل الإعلاميين اليوم مكرّمين، وينبغي أن نقول بكل صراحة بأن كل منّا يناضل من موقعه وعلى طريقته، وكل منا يريد أن يكون رسالة للمقاومة والحرية والإصلاح والديمقراطية والمشروع الوطني القومي الكبير الذي تقوده سوريا، وأنا من بين هؤلاء الذي لا أجد حرجاً بالقول أنني مع سوريا المقاومة والممانعة، والأهم أن نكون مع سوريا الحرية والإصلاح“.
وختم بن جدو: “قالها سماحة السيد حسن نصر الله سابقاً: “أنّ ما قبل القرار الظني شيء وما بعده شيئاً آخر”، لذلك أقول: “كأنني بالمشهد العربي، ما قبل سوريا شيء وما بعد سوريا شيئاً آخر“.
@