أكّد رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب في حديث إخباري أجرته الإعلامية جوزيفين ديب لتلفزيون “أو تي في”، ضرورة “أن نرى على أي موجة خارجية يستند الرئيس ميشال سليمان لتعطيل تشكيل الحكومة، والجواب عن ذلك يسهّل الكثير من الأمور، فقد تبيّن أنه دخل في عملية عرقلة غير طبيعية، إذ لا أعلم بأي حسابات خارجية يتعاطى”.
أما بالنسبة للرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، فقال وهاب: “من الطبيعي أن يرى رؤساء الكتل النيابية بعد تكليفه تشكيل الحكومة، لكنه حتى اليوم لم يقم بذلك. إذاً كيف تتم هذه العملية بالمراسلة وإطلاق الشروط؟ عليهم أن يعُوا أنّ العماد عون لديه مطلب مُحق ليطالب بوزارة سيادية، ولا أعتقد بأنّ الوقت سيُبطل هذا الحق، وموقف حزب الله كان واضحاً، كموقف قوى المعارضة كاملة. ولكن إذا كان البعض منتظراً ما سيحدث في سوريا، فمراهانته خاطئة، إذ خلال أسابيع ستعود سوريا أقوى مما كانت عليه، وتعالج كل المشاكل القائمة على ساحتها، لتخرج أقوى من الأزمة، وإذا كان هناك مَن يراهن بتحسين شروطه، أعتقد أنّ سقف تلك الشروط سيتدنّى، لذلك الأفضل أن نسير بأجندة لبنانية”.
أضاف وهاب: “أعتقد أنّ رئيس الجمهورية متأثرٌ بخروج حليفه سعد الحريري من السلطة، خاصة وأنه كان على تفاهم مع الأخير، لكنني لا أعتقد بأنّ سعد الحريري سيعود في وقتٍ منظور إلى السلطة في لبنان، خاصة إذا ثبُتَ أنه أو المقرّبين منه، متورّطاً في لعبة ما، في الملف السوري، فعندها تصبح عودته أكثر صعوبة. أعتقد أنّ هناك الكثير من التحقيقات لدى الأخوة السوريين، والعديد من الملفات في هذا الموضوع، ولكن يبدو أنهم أعدّوا ملفاً لكل المتورّطين في المسألة اللبنانية، متبرّعين للعمل على الساحة السورية”.
وحول سؤال عن الإتهامات للرئيس ميقاتي بحساباته الخارجية وخاصة السعودية منها، ودوره في تعطيل تشكيل الحكومة، قال وهاب: “إذا لم يكن من مصلحته البقاء على التعطيل، فليبادر إلى التشكيل، بما يرضي الكتل النيابية التي أسمته ليكون الرئيس المكلف، فالمسألة ليست إنتقائية بين كتلة وأخرى. أعتقد أنّ الأكثرية، ستمارس ضغوطاً لتشكيل الحكومة، وعلى الرئيس ميقاتي أن يعلم بأنّ الوزارات الأمنية يجب أن تكون مع أشخاص موثوقين مع كل ما حصل ويحصل الآن، خاصة وأنّ الساحة اللبنانية أصبحت مرتعاً لبعض الهاربين من القانون في سوريا. تلك الوزارات يجب أن تكون بيَد أشخاص يستطيعون ممارسة دورهم، وليس أشخاص مجرّدين من أي غطاء سياسي، كما فعل رئيس الجمهورية مع بعض الوزراء في الحكومة الحالية، ونتيجة حسابات سياسية معيّنة”.
وردّاً على سؤال حول إمكانية تشكيل حكومة تشارك فيها كل الأطراف اللبنانية، قال وهاب: ” أفضّل حكومة اللون الواحد، إذا كان لدينا الجرأة لتشكيل حكومة والإمساك بالسلطة والمؤسسات القضائية والأمنية والإقتصادية والمالية والإدارية وغيرها، وبدء عملية الإصلاح الحقيقي. لكنني تحدّثتُ عن حكومة وحدة وطنية، إذا لم تمتلك الأكثرية الجديدة الجرأة للإمساك بالسلطة”.
وختم وهاب حول تعامل الأكثرية مع الرئيس سليمان بعد دخوله في زواريب العمل السياسي: “لقد حوّل الرئيس سليمان الملف الرئاسي إلى طرف يدخل في تفاصيل ليست لبنانية فقط، بل هناك الكثير من التفاصيل المسيحية. لقد تحوّل الرئيس سليمان الذي كان يُنتظَر أن يكون الحكم والجامع لكل الأطراف، إلى فريقٍ سياسي لديه أجندة خاصة به، وأعتقد أنّ الفريق الذي سيحكم سيتعاطى معه على هذا الأساس”.
*