تحدّث رئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب في مقابلة أجراها الإعلامي وليد عبود ضمن برنامج “بكل موضوعية” على شاشة الـ”أم تي في”، حول الأوضاع الراهنة في سوريا والمنطقة بالكامل، بعد عودته من ندوة أقامها في مدينة حلب في سوريا، وكان أن التقى بالشعب السوري هناك.
بدأ وهاب بالحديث عن اغتيال زعيم القاعدة أسامة بن لادن، بحيث أعتبر أنه “لا شك من أنّ للأميركيين يد في اغتيال بن لادن، إذ لديها قيادات لا مركزية في كل مكان. هذا الاغتيال لن يودي بعمل القاعدة للنهاية، إذ أنها تمتد إلى جميع الدول العربية والإسلامية، بارغم من أنّ أميركا اليوم تلعب دورها بدبلوماسية ناعمة، وهذا ما يُنجحها”.
وتابع حول الوضع العربي: “أرى تقسيماً في المنطقة العربية، فليبيا أصبحت قسمين، واليمن ثلاثة أو 4 اقسام، وغيرها كذلك. لقد لفتني حديث الإعلامية هدى بشرّاوي في تونس مثلاً، والتي تحدّثت عن عمليات نهب وسرقة تحصل هناك، مما يعني أنّ نتائج الثورات تكون سلبية في كثير من الدول”.
وعن اعتذاره من الأسماء التي ذكرها سابقاً حول الشيكات الصادرة عن الأمير السعودي تركي بن عبد العزيز، ورفعه دعوى ضد أمين إبراهيم بيضون، قال وهاب: “أنا جريء بطرح الأمور، لأنني لستُ مستعدّاً لخسارة العلاقة والمصداقية التي أقمتها مع الناس. من هنا، نشرتُ ذلك إعلامياً بمجرّد تأكّدي من أنّ بيضون زوّر تلك الشيكات بوضعه أسماء مزوّرة”.
أما عن مواقفه الهادئة حول سمير جعجع، فقال وهاب، فأكد ربح ثلاثة دعاوى ضد القوات اللبنانية، وخسارة واحدة، متابعاً: “لم أعد أتحدّث بسلبية عن جعجع، لأنه يلعب دوراً جيداً اليوم، خاصة خلال لقاء بكركي بين القيادات المسيحية والبطريرك الراعي، وهذا ما يفسّر أن الموقف المسيحي يشكل صمّام أمان اليوم للمنطقة كاملة، خاصة وأنّ الموقف المسيحي حول الشأن السوري جيد جداً، مع امتلاك البطريرك بشارة الراعي موقفاً وطنياً وقومياً ممتازاً، والذي يقرّب القيادات المسيحية لبعضها البعض بعد أن أصبح الرئيس سليمان معطلاً لتشكيل الحكومة اللبنانية”.
وتابع: “الوزير بارود جيد جداً لوزارة الداخلية، بالرغم من تجاوزات قوى الأمن الداخلي له، ولكنني أؤيّد ما يقوم به من خطوات ناجحة، خاصة وأنه سيُصدِر قراراً بضمّ منطقة جبل لبنان للمناطق المسموح البناء فيها بمساحة 120 متر، و30 متر للشرفات”.
وعن التشكيل الحكومي قال: ما يعيق التشكيل هو الحسابات الدولية والإقليمية، ولكنني أؤكّد أنّ سوريا لن تضغط على الجنرال ميشال عون. فهناك مشكلتان: مشكلة العماد عون ووزارة الداخلية والتي يعرقل حلّها الرئيس سليمان، والمسألة السنّية والتي يعرقلها الرئيس ميقاتي.
وأكذ أنه “مع مطالبة الدروز بشكل عام بوزارة سيادية، ولكننا اليوم في وضع دقيق، من هنا سنقبل بحقيبتين خدماتين، هما الأشغال والشؤون الإجتماعية، علماً أنني أصبحتُ مع أن يعتذر الرئيس ميقاتي عن تشكيل الحكومة إذا لم يتم سريعاً، ولا أعتقد أنّ هناك سيناريو محتمل لحلّ الأزمة”، لافتاً إلى أنّ “الموالاة اليوم فشلت في الموضوع الحكومي، إذ لا يوجد خطة للإصلاح الإداري والاقتصادي والإجتماعي وغيره، إذ أنني طامح لمشروع إصلاحي وتغيير للواقع الأمني والإجتماعي والإقتصادي والقضائي، وأناشد الرئيس سعيد ميرزا للإلتفات إلى ملف السجون، والإسراع في حلّ مشاكل السجناء، علماً أنّ الرئيس نبيه بري وعد بقانون جديد يمكن أن يعالج مشاكل الكثير منهم.
أما عن قضية فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي ودوره في التحقيق بعملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فقال وهاب: “هذا الفرع هو موضع خلاف بين اللبنانيين، إذ هناك انقسام حوله، وقد جاءت قضية العميد فايز كرم لتضيف انقساماً أكبر، لكن أعتقد أنّ هذا الفرع وقوى الأمن الداخلي عامة، يقسّمان القيادات السياسية، متسائلاً عمّا إذا “كانت المحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري لا تزال موجودة”.
وعن القضايا التي يطرحها باستمرار حول المشاريع التي تُقام في جبيل، فأكّد وهاب “أن أهالي جبيل تقدّموا بشكوى ضد المشاريع التي تقام على مدخل المدينة، وأيّده بذلك المحامي وديع عقل بمدخلة هاتفية له، والذي أكّد أن هناك ضغوطات كبيرة ضد أهالي المدينة وداعمة لرئيس البلدية زياد حوّاط، بالرغم من نفي الأخير لما يتم الحديث عنه، ونفي وزارة الداخلية في بيان لها صدقية كلام حوّاط.
أما في الموضوع السوري، فأكّد وهاب أنّ “الرئيس الأسد يمسك بزمام الأمور، وهو مع مطالبة الشعب بالإصلاح، ولكن طبعاً ضد عمليات التخريب”، لافتاً إلى زيارته لمدينة حلب، وملاحظة هدوء الأوضاع فيها.
ثم تابع: “على المشروع الإصلاحي أن يكون موضع نقاش بين المعارضين والنظام، وإلا فسوريا ذاهبة إلى الخراب، وهذا ما أخاف منه اليوم، مع أهداف الكثيرين لتأجيج الوضع في سوريا”.
وعن تدهور العلاقات السورية – التركية، شدّد وهاب على عدم اقتناعه بأنّ التركي يتحرك خارج الإرادة الأميركية، مؤكداً أنّ “المهمة التركية واضحة وهي محاولة أخذ الراية التي حملتها إيران بدعم المقاومتين الفلسطينية واللبنانية”.
وتحدّث وهاب عن رؤيته المستقبلية لإتجاه الأوضاع في سوريا، مؤكداً وجود “خطين يسيران معاً، إصرار الرئيس الأسد الإستمرار في موضوع الإصلاح ومعالجة الفساد، والمعالجة الأمنية في بعض المناطق من جهة أخرى، تماماً كما حصل في درعا. وقد أعطت وزارة الداخلية السورية فترة 15 يوماً للمخرّبين في المناطق السورية، وإلا فسيكون هناك عملية أمنية جدّية. لكنني أؤكد أنّ دم كل مواطن سوري يعنينا جميعاً، وكل اللبنانيين لديهم الخوف نفسه بالنسبة لأحداث سوريا.
وقال: لا يمكن للنظام السوري أن يكون نظاماً إسلامياً دينياً، عبر حكم الأخوان المسلمين. فإما أن تكون سوريا علمانية، وإلاّ سيعمّ الخراب كامل المنطقة، علماً أنّ هناك الكثير من القيادات السنية على تحالف مع نظام الرئيس الأسد كما في حلب والشام”.
وعن تخوّفه حول حروب أهلية في المنطقة وامتدادها إلى سوريا، قال: “لديّ خوف حقيقي حول انتقالها إلى سوريا ولبنان، وهي ليست محاولة جديدة، فقد وصل مخطط التقسيم منذ عهد كمال جنبلاط الذي رفض تقسيم لبنان إلى دويلات”.
وختم وهاب: “بظل هذا الإنقسام، أنا مع المزيد من الوحدة الوطنية، والعودة إلى التلاقي في ظل هذا الوضع المتأزّم، وإذا حصل شيء خطير في سوريا، فلبنان “خاصرة خفيفة”، وستتأثر حتماً بأحداث المنطقة”.
@