اجرت اذاعة ميلودي اف ام، ضمن برنامج “بلا تشفير”، مع الاعلامي تمام بليق، حواراً تناول النواحي الشخصية في حياته ننقله بحرفيته:
اشار وهاب الى ان “نسبة المشاهدين والمستمعين التي تتابعني هي بسبب صدقي مع الناس وغبي من يظن انه بإمكانه ان يغش الناس، والوعي العربي العام في هذه الايام يؤكد ان لبنان رائد في هذه الحالة، كون اللبناني مسيّس الى حدود كبيرة وعلى مقدار من الوعي للتمييز بين السياسيين. في لبنان يتابعني الفريقان كل لسبب في نفسه واستفادتهم من كلامي ولا اغير من افكاري مهما يكن، وذلك بدافع من عدة جهات ولاسباب متعددة.
اصبح بإمكاني ان اكوّن رأي عام في لبنان وجزئياً في العالم العربي، وحريتي هذه تنطلق من كوني قادراً على الخروج من الزواريب الطائفية. وبالطبع فإن خروجي من التعصب الطائفي يخسرني بعض النقاط ولكن ذلك يربحني على الصعيد الوطني العام”.
واضاف “ما يحصل في الاقطار العربية يدفعنا اكثر واكثر نحو الديمقراطية، حين سقط الخوف وابتعدت الناس عن الرهبة، وهذا ما يشجعنا على تغيير نظامنا وبالتحديد الانطلاق من واجب اعتماد النظام النسبي في قانون الانتخاب واعتماد لبنان دائرة انتخابية واحدة او بالحد الادنى اعتماد الدوائر الكبيرة والمختلطة.
كل حملات التشويه التي لاحقتني لم تستطع النيل مني، وجرأتي هي التي حمتني، والمواجهة التي خضتها منذ خمس سنوات كانت صعبة جداً ولكنها اكسبتنا قوة ومنعة كبيرة في المواجهة، وخاصةً في عملية مواجهة الاقطاع السياسي في داخل الطائفة والمنطقة. وكل حملات التشويه سقطت من اعتبارنا حالة امنية او سورية، ولا يمكنهم اتهامنا مثلاً بالفساد او ايدينا ملوثة بالدم والاجرام في الحرب الاهلية او غيرها. ويوم تكلمت بقسوة منذ سنوات عن المحكمة الدولية عاد الجميع وردد ما قلته.
كل شخص لديه بعض الحقائق والتي يحتفظ بها لنفسه، ولا يمكن للمرء ان يعلن كل ما يعرف حتى لا يتسبب بأزمة، وانا في السابق تعرضت لهذا الامر حين تكلمت عن حسني مبارك ما تسبب بأزمة لي على قناة الجديد وهددت المحطة بقطع بثها عن القمر الصناعي ما اضطرنا الى وقف تغطية اخباري عن المحطة لفترة 6 اشهر كي لا نتسبب بتوقف المحطة، ومنعت حتى صورتي من الظهور على الهواء، وهي محطة مشهود لها بمصداقيتها. مشكلتي مع الآخرين انني اتكلم قبلهم ومن ثم بعد فترة يعودون لقول ما قلته. والمضحك اليوم ان قوى بعض 14 يقولون اليوم ان ثورة مصر استلهمت افكارها من ثورة 14 آذار في لبنان، والغريب انه بالامس كنتم ازلام هذا النظام وازلام عمر سليمان.
انا اتكلم لغة الناس وعلى مسؤوليتي الشخصية ولا احمل اي مؤسسة ما اقوله، وكان هناك الكثير من المجازفات والازمات خلال السنوات الماضية واولها قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ويوم اغتياله بكيت بسبب كرهي وابتعادي عن كل ما يسبب الموت والحقد والكراهية. رغم ان علاقتي بالرئيس الشهيد قد شابها ازمة كبيرة في العام 1998 حين حاول تلفيق تهمة العمالة لاسرائيل بالنائب الاستاذ نهاد المشنوق فذهبت اليه اشكوا له هذا التصرف وكان يومها سلبياً في جوابه لاكتشف بعد فترة انه قد شكاني الى السوريين. فوجئت بأنني ذهبت الى رئيس حكومة بلدي اشكوا له مظلمة فإذا به يشكوني الى السوريين. ويعودون اليوم ويتهموننا اننا تابعون للسوريين او لحزب الله وهم من كانوا متحالفون معهم ضدنا.
الانسان عندما يكون حراً بالفعل يكون قوياً، وما يغير الله بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم. وهذه دعوة للشباب حتى يعملوا جاهدين لتغيير واقعهم، وانا بدأت منذ العام 1990 بالعمل السياسي، وكانت مجازفة وفي العام 1996 ترشحت للانتخابات وحصلت على 12 الف صوت. انا مؤمن بالصراع السياسي ولا احبذ اي نوع من الحرب. وهذه حالة انسانية عند كل مواطن شريف، والحرب الاهلية اللبنانية غيرت من معالم الوطن كلياً.
كثر يعتبرون انني امتلك معلومات كثيرة، ولكن ليس ممكناً بسهولة ولكنني الاحظ ان السفراء وبعض الاخصام السياسيين يهتمون بفك الشيفرات، وبعضهم لا يفهم لماذا قلت ذاك وفعلت كذا وذلك لان بعض العقل اللبناني او معظمه اعتاد على “التعليمي” اي ان يأتيه الخبر ويقوم باعلانه، ولا يتكلم دون موافقة احد ما على ذلك، اما انا فقد خرجت من هذا السياق وكثر يفسرونها على انني مودع اسرار هذه الفئة او تلك، ولكن الامر غير صحيح ابداً. ولكن بالطبع فانني ارصد السياسة بدقة واقدر الموقف، وحلفائي لم يطلبوا مني مرةً طلب مباشر الا مرة واحدة ولم اوفق عليه وهو سحب مرشحنا في الحزب الشيخ سليمان الصايغ من الانتخابات النيابية، وسببت لي مشاكل كبيرة.
وعن الشيفرة التي يرغب في حلها قال: معظم السياسيين اللبنانيين يعملون باجندات خارجية ولكنني مهتم ان افك شيفرة الثورات العربية الاخيرة، هل هي ثورة؟ تحريك اميركي؟ شرق اوسط جديد؟ لم الق الجواب بعد، وعمن يكون وراءها. ومنذ اسابيع احاول فهم ما يحدث، في ليبيا واضح ان الاميركي خلف كل هذه التحركات. بينما مصر وسوريا باد من يقف وراءها، وما حصل في سوريا ليس ثورة داخلية بل مؤامرة تشترك فيها جهات عربية واجنبية. تونس ومصر سؤال كبير، وعمن يمكن ان يستغلها، حتى الآن تبدو الامور مضبوطة على ايقاع ما”.
وعن مهنة الصحافة: تركت مهنة الصحافة بعدما ضجرت منها ويومها لم يكن موجوداً الا محطتان تلفزيونيتان وكنت اول من قدمت برنامج “توك شو” وانا والاستاذ غالب قنديل كنا اول من قدم برنامج حواري يستضيف شخصين من جهتين مختلفتين، ولكن الحرب كانت تضع اوزارها. بعد ترشحي للانتخابات تركت المهنة وهي مهنة لا تجعل صاحبها يعيش عيشة كريمة الا لبعض الصحافيين الذين يبيعون اقلامهم لبعض الجهات والمؤسسات بمعظمها لا تقيم وزناً للصحافي وتساعده على العيش بكرامة. وبعض الصحافيين تفوح رائحة المال من كتاباتهم. ولكنني لا املك تفاصيل دقيقة عن ذلك. وبعض الصحافيين يتحدثون عن الحريات وهم في صحف تابعة لأنظمة لا تمتلك الحد الادنى من هذه المواصفات. ومقالات بعض الكتاب كانت تأسر قلوب الرؤساء والزعماء وينتظرونها صباحاً، اليوم تغيّرت الوقائع على كل الصعد. اليوم بعض الصحافيين تعرف مقالاتهم قبل ان تقرأهم. هناك بعض الصحافيين يكتبون رغباتهم وعواطفهم وهذه ليست صحافة بل آراء سياسية. انا اتابع يومياً كل الصحف ومنها خاصةً “الاخبار” وغيرها.
من المهم ان تترك العلاقات مع بعض الصحافيين مودة واسرار، وعلاقاتي بالعديد من الاعلاميين جيدة جداً، ومنهم مرسيل غانم الذي لعبت معه يوماً دوراً سياسياً وسيطاً مع سمير جعجع. كذلك هناك صحافيين من امثال جورج صليبي وغسان بن جدو الذي لعب دوراً سياسياً كبيراً وغيرهم. المحطة تفرض على الصحافي بعضاً من موضوعيته، والوسيلة الاعلامية تفرض على موظفيها ومنهم مثلاً الاعلامية جيزيل خوري وكيف تغيّرت بين ال ال بي سي والعربية، او مي شدياق فهي معذورة على ما اصابها وهي لم تعد صحافية بل تحولت الى انضمامها الى فريق سياسي، وهناك اعلاميين من امثال عماد مرمل المميزين”.
وعن المحاولات السياسية التي عمل عليها قال: حاولنا منذ اواسط التسعينات تشكيل حالة ما في الجبل بالتشارك مع الامير طلال ارسلان ولم نستطع لعدة اسباب واولها ان لا نستبدل الاحادية بالثنائية بل نحن كنا نعمل على توسيع الاطار الديمقراطي. البرلمان لا يصنع زعيماً لان عدد من النواب يركبون بالبوسطة، ومن هم خارج المجلس النيابي يمكن ان يكونوا اقوى وانا لن اصعد في بوسطة بل بتحالفات”.
لربما فريق الحماية الخاص بي يمكن ان يكون كبيراً ولكن انا تعرضت لمخاطر وعائلتي، وانا اقبض تمويل ودعم سياسي من حلفائي، وليس هناك فريق سياسي في لبنان لا يقبض، وانا ارفض ان امد يدي على مال الدولة، وايران تساعدنا في بناء مستشفى وانا واضح بهذا الامر”.
وتابع “انا اتخذت قرار ان اعمل بالسياسة من خارج الطاقم السياسي، وعلينا ان نضرب هذا الطاقم السياسي الذي يشبه الدايناصورات، لماذا الخوف من النظام القائم، نحن نسعى الى بناء دولة تحترم القانون والانسان فيها ونحن ندفع للدولة كي تحمينا وتعطينا حقوقنا. وعن فكرة كتابة التقارير فإن ويكيليكس قد بينت من هو كاتب التقارير. وبماذا يمكن ان يتهمونك بغير هذه اللغة الحقيرة. انا الاكثر قسوةً في فريق 8 آذار ولكنني الاكثر بين فريقي الذي يمتلك صداقات في فريق 14 آذار، وانا اتحدى ان يقول احد انني كتبت تقرير او آذيت احد. باستثناء رسالة وقعتها انا والشيخ سليمان الصايغ الى الرئيس بشار الاسد اجرينا فيها تقييماً للوضع في لبنان. وغير ذلك فإنني اتحدى ان اكون قد كتبت تقرير واذا ما تبين من تقرير ما فإنني لن اعمل بالسياسة بعدها”.
وتابع “انا لست ناطقاً باسم سوريا واراها ضمانة ولكنني اختلف معهم في الكثر من القضايا وخاصةً في موضوع الفساد، وانا مقتنع ان الرئيس بشار الاسد شخصية مميزة وهو لاعب مؤثر وقادر في المنطقة وعلى الامن الاقليمي. واي خراب في سوريا يؤثر على لبنان بشكل مباشر وهذا ما رأيناه في الدخول السوري الى لبنان في العام 1976 لمنع الفتنة والتقسيم. وطريق الوزارة تمر من سوريا الى بعض الديناصورات السياسية في البلد، ولذا فإنني خارج هذا التقسيم وهذه الاطر”.
اما عن موضوع فقال “الحجاب فإنني لم اقل كلمة حجاب بل قلت انكم انتم ضد ولاية الفقيه وانا ايضاً فكيف يمكن ان تكونوا ضد ولاية الفقيه ومع مملكة قطع الالسن والاعناق والايدي والاذنين، مع مملكة ظلم المرأة وحرمانها من قيادة السيارة؟ امي كانت محجبة والحجاب يزيّن المرأة، وانا مثلاً نصحت والدة زوجتي بارتداء الحجاب، وعدت واعتذرت لانني لم اقصد الاساءة للمرأة، في ايران هناك حجاب ولكن المرأة تتمتع بكامل حقوقها في العمل والمشاركة في كافة قطاعات الحياة. وانا مؤمن اكثر من كل اولئك الدجالين والزنادقة الذين هجموا علييي. ولكنني لا اؤمن بالظلم الاجتماعي. لا اخاف من اي محاكمة او مراجعة من اي مرجعيات، ولكن بلا مزايدة وهل كل ما يحصل في القدس واستباحة للمقدسات اصبح بسيطاً امام كلمة فهمت خطأً. ولن ارد على هؤلاء الجواسيس الذين تصرفوا معي بهذه الطريقة، وبالامس احرق القرآن الكريم ولم ار اياً منهم قد استنكر لماذا؟ هل لأن الحرق قد تم في دولة اسيادهم؟”.
**