أقام حزب التوحيد العربي احتفال تضامني في الذكرى التاسعة والعشرين لانتفاضة الجولان العربي السوري المحتل في مجمع الشوف السياحي في بعقلين، وقد حضر الحفل المرجع التوحيدي الشيخ ابو علي سليمان ابو ذياب على رأس وفد كبير من مشايخ لبنان، ممثل رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون الدكتور ناصيف قزي، الدكتور ناصر زيدان ممثلاً النائب وليد جنبلاط، النائب بلال فرحات ممثل المقاومة الإسلامية وحزب الله، الملحق الدبلوماسي عبد اللطيف الصبّاغ ممثلاً السفير السوري، منفذ عام الشوف في الحزب القومي السوري الإجتماعي منير برجاس ممثلاً لرئيس الحزب النائب أسعد حردان، ممثل مشايخ العقل في سوريا الشيخ ياسر أبو فخر على رأس وفد من مشايخ السويداء ومحيطها مؤلف من 40 شخصية، أسد سويد ممثل حزب البعث العربي الإشتراكي، حسن مقداد ممثل حزب الطلائع، العميد رياض بو خزام، رؤساء بلديات ومخاتير من قضائي الشوف وعاليه، وحشد كبير من المواطنين وقيادة حزب التوحيد العربي.
بعد تعريف وترحيب من عصمت العريضي تلا امين الاعلام في الحزب هشام الاعور رسالة من الاسير بشر سليمان المقت اكد فيها “على وحدة الموقف والتضامن بين لبنان وسوريا وفلسطين ووحدة المسار والمصير في مواجهة العدو الغاصب للارض والانسان في امتنا العربية”. وحيا المقت “الثورات العربية في وجه الطغيان والاستبداد وانظمة القمع التابعة للمستعمر الاميركي الصهيوني وعاهداً اهلنا في العالم العربي على الصمود من زنزانته مهما اشتدت الظروف والوقوف الى جانب سوريا بقيادتها وشعبها ورئيسها الدكتور بشار الاسد والى وشعب لبنان الشقيق ومقاومته وقائدها سماحة السيد حسن نصرالله”.
مشايخ عقل سوريا
من جهته اكد الشيخ ياسر ابو فخر في كلمة مشايخ عقل سوريا انه “من جبل العرب وسفوحه المفعمة بعبير البطولة وحلاوة الإيمان، جئنا إليكم إحتفاءً وتكريماً لرافضي الهوية الإسرائيلية، وحماة الثغور ورافعي رايات العزة العربية وبنود الصمود والكفاح في أرض عربية الوجه، واليد واللسان. باركتها الأرض كما باركتها السماء، والحق سبحانه قد بارك الجبال بأن جعلها أوتاداً لهذه الأرض، فأنتم أوتادها الضاربة وحماتها وصفحاتها المشرقة في ملحمة المجد والكفاح عبر جهادكم وصبركم، فلم تركعوا ولم ترحلوا كما أرادت عصابات القتل والإجرام، من الغزاة الصهاينة، قتلة الأنبياء والرسل الكرام، وأعداء المحبة والسلام.
ان معركتنا مع الكيان الغاصب، معركة وجود، وقومية المعركة حقيقية واقعة وزوال ليل الظلم والاحتلال مرهون بها، وعودة الأرض والحقوق لا تأتي إلا بالمقاومة نهجاً، والكفاح المرّ مسلطاً، والجهاد عقيدة. لقد علمتنا الحياة وحوادث الأيام أن الثبات على الحق ونهج المقاومة هما الطريق نحو النصر والتحرير”.
وحيّا قائد المقاومة السيد نصر الله، ورئيس حزب التوحيد العربي الوزير وئام وهاب وهيئة العمل التوحيدي وكل من ساهم في نجاح هذا المهرجان.
الشيخ ابو ذياب
من جهته اكد المرجع الشيخ سليمان ابو ذياب على ان “صمود اهلنا في الجولان العربي السوري جعلهم يفتخرون بما يحق به الفخار عبر رفض الهوية المفروضة عليهم من قبل مغتصب الارض بالحديد والنار، وبقيت فيكم جذوة الوطنية رغم سقوط الشهداء والاعتقالات ونهب الاراضي والمياه وحرمان الاهل من التواصل”. وحدد نقاط يسير عليها ابناء الطائفة وهي : ان هضبة الجولان جزء لا يتجزأ من سورية العربية، وان الجنسية العربية صفة حقيقية، وارض الجولان ارضاً مقدسة لا تباع ولن نتخلى عنها مهما كلف الامر، وعدم الاعتراف بشرعية المجالس المحلية والمذهبية لكونها عينت من قبل الحاكم العسكري الاسرائيلي”. وتابع ان “فلسطين حقها على العرب كبير وحق استرجاع الارض وتقرير المصير وهذا ينبغي نصرة ابناءها وذلك نصرةً لحق المظلومين، وما المقاومة الا كرد فعل على الظلم والعدوان والدفاع عن الارض والعرض”. وحيا “ابطال الجولان وفلسطين ولبنان المقاومين في مواجهة العدوان الاسرائيلي”.
كلمة المقاومة الاسلامية
من جهته اكد النائب بلال فرحات في كلمة المقاومة الاسلامية في لبنان وأمينها العام السيد حسن نصر الله ان “هذه المناسبة العظيمة والتي تتمثل بدعم أهلنا في الجولان وفلسطين، هذا الدعم لصمودهم الذي يميزهم بمقاومتهم الشرسة على أرض الحق في ميدان وخضم المعركة الكبرى ذد المغتصب الأكبر – الإسرائيلي. تحية طيبة لهذا الجبل الأشم الذي يمتد إلى الأصول وإلى عرين المقاومة، إلى مسارٍ تجلّى بأن يكون من أول المقاومين السلطان باشا الأطرش”.
وتابع: بما يخيفوننا، أبالموت، وفيه زغردات الشهادة؟ إنها زغردات شهادة الحياة. لقد سئمنا بما يسمى بـ”الإعتلال” والذي يقولون عنه “إعتدال”، ورأينا ما حصل بأصحابه، ها هم يتهاوون وتلك هي الأشنودة التونسية، يغرّدها ابا القاسم حينما قال: إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر، فلا يظننّ أحد أن الحرية تأتي بالسلم، وما أخذ بالقوة لا يستعاد إلا بالقوة. إن مقاومتنا، المقاوم اللبنانية والتي كنا بذكرة قادتها، من شيخها إلى سيّدها، إلى عمادها، هؤلاء القادة لم يكونوا وراء كراسٍ ولم يسعوا إلى مراكز، لقد عمّدوا بالدم أرض الجنوب، وجبلوا بدمهم ترابه الشريف، ليونع كرامة وشرفاً وعزة نمشي ليس بمطأطأي الرأس، إنما رافعي رأسنا للعالم أجمع بحيث تغيّرت المعادلة، وتغيّرت كل الدواوين، فبات مَن يخيفنا بالضرب، يحسب الحساب بأن هناك مَن غير معادلة وهو جاهز ليدافع عن نفسه”.
وختم كلامه “إن أرض فلسطين والجولان، وكل أرض عربية، إن لم نكن نتذكر كيف نعيدها بدمائنا، فلنتذكر كيف أميركا التي تظن نفسها سيدة الديمقراطية في العالم، قد وقفت في مجلس الأمم المتحدة، لتضع الفيتو تجاه منع المستوطنات. هل نؤمن بأن هناك حركة سلمية من قِبَلهم، او نؤمن بالسعي الأميركي من أجل تحقيق الأرض والعدالة؟ نحن على درب إستعادة فلسطين والجولان وكل أرض عربية محتلة”.
رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب اشار في كلمته الى اننا “طالما ننتظر حكومة جديدة، يجب أن نؤكد بان أولى أولوياتها هي بأن تبادر إلى محاسبة كل شخص يتهجّم على مقاوم أو مناضل أو مجاهد ساهم في تحرير لبنان، وبالتالي تحويلهم إلى القضاء. وعلى الرئيس المكلف أن يسمع هذا جيداً، إذ من الخطير أن يصبح شتم المقاومة والذين حرروا الأرض، مسألة بسيطة بدون أن يحاسب عليها القانون.
أما في لبنان، فقد استمعت لكلام بعض حلفاء الفرعون الساقط حسني مبارك، وهم يتأسّفون عليه، لا عجب، فبعضهم عيّنهم عمر سليمان، وهم محسوبون عليه. كذلك قرأتُ تصريحاً كاريكاتورياً لسمير جعجع في جريدة “الأخبار”، يقول فيه أنه الزعيم الثاني عند الدروز بعد جنبلاط. وهنا اقول له: أن الدروز اشرف وأنبل واكبر من أن يتحدث قاتل مثلك عنهم، وعليك أن تتحدث فقط عن أمثالك الذين سقطوا في هذا البلد ولن يعودوا إلى أية معادلة”.
وتابع “ولبعض الزعماء العرب نقول: اقتربوا من فلسطين، هي تبقيكم وبُعدِكم عنها يُنهيكم. وزّعوا ثروات الأمة على الشعوب الجائعة، أنتم تجمعون المال، والأميركي يصادره بعد جمعه. الشعوب تحميكم فلا تكنزوا المال والذهب. سجّلوا عندكم، أيها الزعماء العرب، سيعيدكم الأميركي إلى الخيام، وإلى الصحراء القاحلة، إذا حميتم أنفسكم بجيوبكم، وسيجوّعكم إذا لم تحموا أنفسكم بشعوبكم. هم قد حاصروا غزة فحاصرتهم وأسقطتهم، تآمروا على لبنان، وشجّعوا على احتلاله، وها هم اليوم مع كيانهم الغاصب، خائفون اليوم منه.
الدروز معنيّون بقضية الأمة، بفلسطين، بالقدس، بتحرير المنطقة من الهيمنة، وهم سيكونون في قلب عركة إستعادة فلسطين والجولان. يجب ان تعلموا بأن “إسرائيل” كيان زائل، زائل، وهذا الموقف أقوله بإسم كل القوى الوطنية في الجبل، إذ لا مكان لنا خارج معركة فلسطين وخارج العروبة وخارج موقعنا القومي والوطني”.
وتابع “إنه يوم الوفاء لأهلنا في الجولان المحتل، يوم التضامن مع القامات التي قدُّت من صخور سوريا، يوم العشق للإرادات التي لم تنل منها صنوف التحديات والعذابات والجراح. إنه يوم، سيبقى في ذاكرة التاريخ ووجدان الأمة، شاهدٌ على أن الأمم الحيّة بشعوبها، تستطيع أن تبقى في إنتمائها، وولائها، ولا يستطيع أي جبروت أن يلغي ذاتها المدوية في العروبة والبطولة والفداء، هو يوم الوفاء للجولان العربي السوري، يوم الرفض لكل أشكال التطبيع والإرتهان والقبول بالواقع، بل إنه يوم القرار بالموت عبوراً للحياة جراء سلخ هويتهم الوطنية والقومية.
هو يوم الجولان، المتكيء على سفوح القنيطرة، وفوق بحيرة طبريا، يوم الجولان الشاخص نحو فلسطين كل فلسطين، ونحو لبنان وجبل شيخه الأبيض المتأهب لعناقه بعد فراقٍ طويل، هو يوم للجولان، وعودته إلى رحاب الوطن، وملاقاة بني قومه في كل أنحاء سوريا الحبيبة. هو يوم للوعد الذي بات يلوح في الأفق القريب، بإسترداده إلى صدرِ أمه، وإسترداد فلسطين إلى صدر أمتها. هو يوم ووعدٌ وعهدٌ ، أقسمنا على تنفيذه مع كل قوى الأمة الحية: “مقاومة وجهاداً وممانعةً وصموداً”. هو الجولان الذي نشتاق إليه، ويشتاق إلينا، كإشتياق القدس لحيفا ويافا وغزة والقطاع. هو جولان العزة والكرامة والأباء، الذي قهر سطوة الإحتلال، بالرفض للهوية الإسرائلية وكل أشكال التطبيع، وسوف تكون ومن خلاله قدرة الأمة على تغيير المعادلات الجغرافية والسياسية، وسوف يكون جيشنا السوري، جيش تشرين وقيادته التاريخية، جيش العروبة النابض في شرقنا العربي لإقامة الحق وإسترداد الأرض وإزالة العدوان.
إننا اليوم، وفي الذكرى التاسعة والعشرين لرفض أهلنا في الجولان الهوية والإحتلال الإسرائيليين، نؤكد على تبدل المعادلات، لاسيما في أمتنا ومنطقتنا بأسرها، فها هي أنظمة الإرتهان تتهاوى، وها هي شعوب المنطقة تهب من ركودها، وها هي الجماهير تشحذ هممها من نبض قلوبها المؤمنة، بعد أن تحكمت أنظمة الأمركة والإستعمار بها على مر عقود من الزمن، فحرمتهم الشعور بالإنتماء, ولقمة العيش وحبة الدواء، وصادرت حرياتهم الشخصية والإجتماعية، ودحنتهم في أقفاصها العظمية، وجعلتهم أسرى لطغيانهم وسيطرتهم بأدواتهم السلطوية العميقة. ها هي تلك الأنظمة تتساقط كأوراق الخريف، غير مأسوف عليها، بعد أن عاثت في الأرض فساداً وقتلاً وتدميراً، وبعد أن ظنت أن حكمها دائم، فسبحان الدائم.
سقط الفرعون الجديد، وانتصرت ثورة الياسمين، وها هي دول اخرى على الطريق، وما كان كل ذلك ليحصل لولا سقوط هؤلاء الطغاة أمام شعوبهم، عندما تخلوا عن الوطن والأمة وهموم الناس ومستقبلهم، وعندما تحولوا إلى رهائن في أيدي المستعمرين والمستكبرين والصهاينة، يلبّون حاجات بوش ورايس و نتنياهو وباراك وكل الأدوات الغربية الإستعمارية. وها هو منتجع شرم الشيخ يشهد، على قمم العار والخيانة، قمم التآمر على المقاومة في لبنان عام 2006 وعلى غزة وحصارها.
ومثل شرم الشيخ الكثير الكثير من شرم الشيوخ والأمراء والملوك، أما إرادة الشعوب التي تلاقت مع إرادة قياداتها في التعبير عن جوهر إيمانها وقدس معتقداتها، فقد صمدت في وجه كل الأعاصير, وكل الحصارات، كل العقوبات، وكل التهديدات، فلم تنل من شعب سوريا الممانع والصامد، الذي تربى على الذود عن الوطن وحماية الأمة ومقدساتها، والذي تعلّم وعلّم أن الشهداء هم أنبل بني البشر، والذي حافظ على تاريخ الأجداد والآباء، فلم تنل من عزيمته كا الضغوطات، بل بقي النسر الذي يحلّق في سماء الوجود رمزاً للحرية والكرامة والواجب والدفاع عن الأرض وحياض الأمة بكل كياناتها، التي مزقتها المعاهدات الدولية من سايكس – بيكو إلى بلفور – وصولاً إلى كامب دايفيد ووادي عربة. إنه قدر الدول الممانعة والمواجهة للإستعمار، ومهما كانت الأثمان التي دفعتها غالية، تبقى أرخص بكثير من الأثمان التي دفعتها أنظمة العار من حقوق شعوبها وأديانها ومعتقداتها وإرثها الوطني والعربي”.
واضاف “لذلك أيها الإخوة، ننظر لأولئك المستمرين في رهانهم الخاطىء، على معكسر الطغيان والفساد والإفساد، ونقول لهم: أما كفاكم من رهانات؟ وهل الأوطان كازينو تُدار فيه ألعاب الروليت والمقامرة؟ أو أن ثرواتكم لا تكفيكم لإطعام أولادكم وتدفئتهم في ليالي الشتاء؟ أما تعلمتٌّم ممن سبقكم؟ من شاه إيران وصولاً إلى فرعونكم المخلوع؟ ألم ترونهم يُدبرون هاربين كالفئران؟ منبوذين من كل الدول التي وقفت معهم؟ إنهم معلبات فاسدة إنتهت مدتها فرموا بها في مزابل التاريخ. إننا اليوم، نتطلع إلى تلك التحولات بفرح كبير، فكما ولىّ زمن الهزائم وجاء زمن الإنتصارات، كذلك فقد ولىّ زمن الطغاة وجاء زمن الشعوب وحريتها في الحياة اللائقة لتلقف إشراقة كل شمس”.
وختم بالقول “إننا نقول لكم اليوم مجدداً، بأن شرق أوسطهم قد زال، وبدأ ينبلح في الأفق فجر، مشرقنا الجديد، شرق أوسط غزة في فلسطين لا محمود عباس، شرق أوسط لبنان ومقاومته لا 17 أيار وملاحقه، شرق أوسط سوريا الداعمة والحاضنة لكل روافد المقاومة والتحرير، شرق أوسط العراق المقاوم وإيران المنتصرة لحقوق الشعوب والمظلومين، شرق أوسط تركيا لا شرق السوق الأوروبية الخانقة للأمريكان، وعلى مساحة هذا الشرق الأوسط الجديد، سيكون لنا في لبنان كلام يندرج في هذا السياق. فلا للبنان المزرعة والمحاصصة، لا للبنان الازلام والنواطير، لا للبنان المذهبيات والعصبيات والطوائف، لا للبنان التقاسم ولبنان الضعيف ولبنان الفاقد للهوية، نعم للبنان الدولة القوية والقادرة والعادلة، نعم للبنان الدولة أمام حقوق وواجبات مواطنيها، نعم للبنان الدائرة الإنتخابية الواحدة على أساس النسبية، نعم للبنان اللاطائفي، نعم للبنان المقاوم، للبنان الإنتماء لمحوره القومي الطبيعي، نعم للبنان لجيشه الوطني، لحريته المستمدة من سواعد شبابه، ودماء شهدائه، عهدنا في حزب التوحيد العربي، أن نكون على العهد مقيمين، تحية لأبناء الجولان”.
@