اعتبر رئيس حزب “التوحيد العربي” وئام وهاب أن “النظام السياسي الطائفي يضر باللبنانيين ولا يمكن التغيير بشكل فعلي وكل الزعماء يتمترسون وراء الطائفة”، مشيرا إلى أن “النهابين والفاسدين يختبئون خلف طوائفهم وهذا ما يمنع الإصلاح، وأيضا النظام السياسي اللبناني يمسك به ديناصورات الفساد ويمنع أي تغيير جدي”. وشدد على انه “ضد طرح مشاركة الأكثرية السابقة في الحكومة وإذا عارض رئيس الجمهورية ميشال سليمان فليعمل أكثرية هو ويعطيهم ما يشاء، وعلينا محاسبة الفاسدين وأي مشاركة فإنها تكاذب”.
وأضاف وهاب، في حديث إلى برنامج “حوار اليوم” على محطة لـ”OTV” مع الإعلامي رواد ضاهر، إلى أن “من يتحدث عن المشاركة فليعطي من كيسه ومن خاض معنا الحرب منذ ست سنوات حرام أن نكافئه بمشاركته في الحكومة، ونحن كشعب مع الوحدة الوطنية أما هؤلاء فإنهم يحرقون البلد إذا ما تهددت مصالحهم، وقد أصبحت قيمة الدين العام تفوق الـ 50 مليار دولار وعلينا أن نقول الآن كفى”. وتابع “يبدو أن المعارضة تتجه إلى الاصطدام بالحائط المسدود إذا لم تتخذ قرار باستلام السلطة ووقف الهدر والفساد، وأنا لن أهادن الحكومة المقبلة المحسوبة علينا إذا ما كان هناك فاسدين”.
وأشار إلى أن “دور الرئيس أمين الجميل لن يوصل إلى نتيجة وهو يبدو انه لن يترك 14 آذار ولديه حسابات أخرى غير عملية الاستيزار، وهو قد شعر بالخيبة حين فاوض عنهم سعد الحريري دون عمله وبالأصل ليس هناك كيمياء بين الرجلين، وهناك تنافس بين القوات والكتائب وآل الحريري خارج التفاوض ولذا فان دور الرئيس الجميل لا يمثل 14 آذار. وبالمناسبة أنا مع الرئيس الجميل أن يتخذ قرار استراتيجي بالدخول إلى الحكومة في ظل هذا الزلزال العربي المحيط، خاصةً وان الناس قد شعرت بزيف الشعارات، وكيف ضحك عليها منظروا 14 آذار”.
وسأل وهاب “هل يطلب الأمير طلال ارسلان وزارة الدفاع في الدولة أم في الحزب الديمقراطي ولماذا يطلب وزارة الدفاع؟ وما فيها الوزارة غير رخص السلاح، وهل ستضع استراتيجية دفاعية؟”. وتابع “يبدو أن الحكومة ستكون من 30 وزير، والطوائف الكبرى الشيعة والموارنة الستة لديهم ضمانتهم وهل يعقل أن تشحذ الطوائف الصغرى مراكزها في الدولة؟. أنا لن أكون وزير في الحكومة المقبلة، ليس من قبيل الزهد، بل واقعية، خاصةً وان وليد جنبلاط قد سلف المعارضة 7 نواب، ومن حقه أن يسمي وزراء الدروز، وإذا كان لدى المعارضة الدرزية من مرشح ما يجب ان يكون بالتشاور مع الجميع ويمكن لجنبلاط أن يسمي ارسلان من حصته، والمعارضة الدرزية 4 أقسام: الديمقراطي، التوحيد، فيصل الداوود والحزب السوري القومي الاجتماعي وعلينا أن نجتمع ونقرر”. وتابع “هناك شخصيات درزية مهمة وجيدة من أمثال مروان خير الدين وغالب أبو مصلح وهم شخصيات جدية ويعملون بملفات مهمة، ونحن علينا كمعارضة درزية أن نختار وزير نشيط يعمل بجد، وأن نتشاور مع الجميع ولن نشحذ وزير أو منصب. في حين يبدو أن وزارة الأشغال ستبقى من حصة الدروز مع الوزير غازي العريضي ووزارة الطاقة مع التيار الوطني، ويقال أن الرئيس ميقاتي سيسمي نقولا نحاس وزيراً ويمكن أن يكون للتيار الوطني على الأقل 10 وزراء”.
وسأل وهاب “من هي الشخصيات التي انتقاها رئيس الجمهورية من أمثال منى عفيش ونظرياتها بالمحكمة الدولية وهي وزيرة لعام ونيف ولم تتحدث إلا مرتين وفي كلا التصريحين تحدثت عن المحكمة الدولية واسألها ماذا تفهم بهذا الموضوع؟ وهل كلامها مفصول عن رأي الرئيس؟ وليخرج الموارنة من أزمات “الأصهرة”، ناجي البستاني شخصية مرتبة ولها وزنها وأتمنى أن يكون وزيراً. يمكن أن يكون لرئيس الجمهورية وزيرين وهو ماذا فعل في الأزمة السابقة غير التفرج مع ميل إلى 14 آذار؟. بعض الذين ينظّرون اليوم بالبطولات ويطلبون وزارات سيادية كانوا خائفون ومرعوبون وكنت اذهب إلى رئيس الجمهورية إميل لحود فقد كان مثل النمر لا يهاب أي شيء. رئيس الجمهورية لا يخاف ولكن لا اعلم ما هي الحسابات يومها حتى أتى به غازي كنعان قائداً للجيش وترك نحو 30 ضابطاً أحق منه”.
وأشار إلى أن “القاضي سليم جريصاتي أفضل شخصية لوزارة العدل، وهل يمكن أن يبقى أمثال صقر صقر وفادي العنيسي واحدهم في بيروت يمتلك ملايين الدولارات على حساب كرامات الناس بعدما فعلوه في أحكامهم في وظائفهم؟ هناك قضاة متورطين في الفساد بشكل كبير، أما اللواء اشرف ريفي يجب عليه أن يتمتع بجرأة ليستقيل لأنه جاء مع خط سياسي ويجب أن يذهب معه، وهل يجب أن يخضع الوزير نحاس لكل قرارات ريا الحسن لكي لا يكون كيديا؟”.
لدى العماد عون سلة واسعة من الخيارات بشخصيات مرتبة، مثلاً السيد جوزف غصوب شخصية مرتبة وتصلح لوزارة السياحة. الأشخاص الذين ارتكبوا على وزير العدل أن يحاسبهم في المستقبل”. وتابع “أما اللواء اشرف ريفي اخذ قوى الأمن إلى موقف سياسي وعليه أن يكون لديه الجرأة ويخرج من ضمن الموقف السياسي الذي أتى به. ما هو تفسير الكيدية في المفهوم السياسي؟ وهل يتوجب على شربل نحاس أن يكون غشيم لا يحاسب في مجلس في مجلس وزراء؟ وهل على الوزير أن يكون جبان ولا يتحدث عن احد؟. من يحدد الوجه الاستفزازي والسلبي في الحكومة؟ رأينا كيف تصرف سعد الحريري بوجه نجيب ميقاتي بطريقة غير أخلاقية”.
وأضاف “ايلي الفرزلي شخصية مرتبة ويستأهل أن يكون وزير، وماذا بقي للمعارضة إذا رفضت عبد الرحيم مراد وأسامة سعد وغيرهم؟ هل بقي استفزاز لم يرتكبه سعد الحريري وهم من استفزنا وتآمروا علينا منذ حرب تموز وبالاتهامات التي توجه إلى المقاومة؟ كل الأسماء المطروحة ألا تمثل السنة من أمثال عبد الرحيم مراد ومحمد الصفدي وليلى الصلح وأسامة سعد وعبد الرحمن البزري وغيرهم. وأتمنى لو يكون الوزير بهيج طبارة مشاركاً في الحكومة المقبلة وهو يعطي ثقل للحكومة. محمد جواد خليفة من أفضل الوزراء وقد نجح في عمله خلال السنوات الماضية. يبدو أن حزب الله يدرس المشاركة أو عدمها في الحكومة المقبلة، ويمكن ان يكون السيد علي حمدان وزيراً للخارجية وكذلك الوزير غازي زعيتر مطروح، والمشكلة هي عند الطائفة المارونية وكيفية اختيار الوزراء وهناك أسماء مسيحية لها وزنها ليس على طريقة منى عفيش. المعركة لم تنته وعلينا اختيار أسماء مرتبة، وأنا لست مع الحديث عن إجماع لإلغاء المحكمة الدولية وهي محكمة إسرائيلية بالكامل، وفي البيان الحكومي لن تعطى حيثية وهي مرفوضة بالكامل، لن نطمئن الغرب والأميركيين حول المحكمة التي تتهم الناس الشرفاء ولن نتعاطى معها بأي شكل، لقد انتهت المحكمة الدولية”.
وأشار إلى انه “إذا ما نزل تيار المستقبل إلى الشارع في المستقبل فان الأجهزة الأمنية ستتعامل معها، وسعد الحريري مستورد على البلد وماذا يعنيه لبنان، وانصح سعد الحريري أن يتخذ فرصة لمدة أربع أو خمس أشهر وان يراجع كل المرحلة السابقة حتى يمكن أن يبني معادلة جديدة، وإذا بقي سعد الحريري على ذات النهج فانه ربما يكون خارج البلد، وهو اليوم لديه مشكلة في الدخول إلى السعودية”. ولفت إلى أن “كلام سعد الحريري في حقيقة ليكس مهين، ومن المعيب أن يشتم بهذه الطريقة وكان اللواء رستم غزالي مهذب ويتعاطى بطريقة أخلاقية. كيف كان يقبض غزالي المال منه ويشتمه؟ لا تتطابق هذه المقولة مع الواقع، ولقد اخبرني اللواء غزالي بعد التمديد انه مدين لرفيق الحريري بترفعه عن الرأي الشخصي وأنا أحاول رد الجميل له، وتشاورنا بكيفية رد هذا الجميل وهذا ما كان عبر قانون الانتخاب، لكن كان الترتيب أن يتهم رستم غزالي باغتيال الحريري، ومنه إلى أن يطال الاتهام رأس النظام السوري. وبكل الأحوال عيب أن يصور سعد الحريري والده بأنه كان يقبل الاهانة من اجل السلطة، وعيب أن يردد هذا الكلام. رفيق الحريري خلّف ومات بعدما رأينا كلام وتصرفات سعد، وبالمحصلة أنا ضد أن يكون آل الحريري في اللعبة لأنهم افسدوا الحياة السياسية”.
وأكد وهاب أن “الرئيس نجيب ميقاتي شخص مميز وجيد ولكنه لا يمثل طموحات التغيير الجذري، ولكن يجب أن نعمل على قانون انتخاب جديد على أساس النسبية ولبنان دائرة واحدة أو خمس دوائر على خمس محافظات وان تخاض الانتخابات على أساس مشروعين”.
وتحدث وهاب مطولاً عن مصر “وما يحدث فيها يؤكد أن الأمة قد عادت بعد استكانة وعادت قضية فلسطين إلى الواجهة وان حسني مبارك انتهى، وهو والسنيورة من مدرسة واحدة وارتباط واحد، والضرب بالميت حرام ويبدو أن الجيش ينظم بديل، ولكن المفاجآت الكبرى في هذه الثورة هي الشعارات التي ترفع منها ضد أميركا وإسرائيل”. وتابع “يتبين ان ثروة حسني مبارك تقارب 50 مليار دولار والأميركي يربط مصر بملياري دولار في السنة، وهناك فقر كبير في الأوساط الشعبية المصرية وملايين من الذين ينامون في المقابر، مصر التي نعرفها وهي التي مشينا وراءها في السابق تعود اليوم بعزتها وكرامتها”. وأكد أن “هناك حالة جديدة ومبشّرة تولد الآن في الشارع المصري والعربي ولن يستطيع الجيش السيطرة على الأمور بالكامل، ومصير الأنظمة العربي العميلة ومصير 14 آذار لبنان سيكون كما نهاية مشهد فيلم “سايغون” الذي يتحدث عن خروج الأميركيين من فيتنام حين يتعلق العملاء بأقدام الضابط الأميركي الخارج وهو يرفسهم. اليوم يحاول بعض الجواسيس كما عمرو موسى ومحمد البرادعي للإلحاق بالثورة، ويحاول الأميركي تجديد شباب النظام، وأنا أناشد الشعب المصري إيجاد قيادات بديلة عن هؤلاء، أما إسقاط اتفاق كامب ديفيد فهو بحاجة إلى ثورة أخرى وهذا الأمر خطير وبحاجة إلى قيادات جديدة وطنية، لكن صورة جمال عبد الناصر ستبقى ماثلة أمام كل من ينظر إلى مصر، وعلى الدول العربية أن تساعد مصر مالياً كي تستطيع مواجهة السياسات البديلة، ونحن لسنا مع الأنظمة الدينية ومصر بحاجة إلى نظام علماني”.
وأشار إلى انه علينا ألا “نتوهم بأن الشارع العربي والثورات ستقضي على الأنظمة العربية ولكن الحراك جيد، في اليمن هناك تصاعد لبعض القوى كما الحوثيين الذين أصبحوا يمتلكون من 20 إلى 25 ألف مقاتل وهذا أمر لا يستهان به، الثورة بالمبدأ تقوم بوجه الفساد وهذا ما رأيناه مع زوجة وعائلة بن علي وهناك فئات شعبية محتاجة جداً في السعودية، لم يعد جائزاً أن يخبئ الملوك والأمراء والرؤساء العرب رؤوسهم بالرمل، جمال عبدالناصر مات وهو لا يمتلك إلا شقته وبعض الأسهم في الشركات الوطنية أين منه اليوم زعماء العرب؟ بالإضافة إلى الفساد خيانة بعض الرؤساء العرب وهذا أمر يساهم في تراكم حجم النقمة الشعبية تجاههم”. وتابع “أما في سوريا الوضع مختلف إذ أن نظام الرئيس بشار الأسد وقبله المرحوم حافظ الأسد قد جعل سوريا محور الممانعة والصمود وعمل النظام على تنمية المناطق الريفية وحد أدنى من الخدمات والبنى التحتية واسعة في المحافظات والمناطق النائية، وعلى الأنظمة والدول ومنها لبنان أن تعمل هذه الأنظمة على تخفيف البطالة وإيجاد البدائل، أما الأردن وضعه مختلف إذ انه ما زال ضمن خطة اليمين اليهودي والعربي هو الوطن البديل، وفيه حراك بطيء لم يصل إلى الملك ولكن الأمر مرهون بوضع الفلسطينيين”.
ورد على مفتي السعودية الذي قال “بأن المظاهرات هي مخطط لتفكيك الأمة وتحويلها إلى دول متخلفة” بأن هذا مفتي سخيف ويكفّر الناس وهو من الكفرة وعملاء السلطة والمؤمنون والمفتون الحقيقيون هم المقاومون في فلسطين ولبنان والعراق، وكيف يقول هذا المفتي ان المظاهرات تفتيت للأمة وحسني مبارك يسرق الأمة ودولته ويخرج علينا هذا الموظف لدى السلطة بفتاوى من هذا النوع؟”.
وختم بموضوع داخلي أننا “نعمل الآن في الملف الداخلي على بناء حزب التوحيد العربي وتنظيمه، ونعمل اليوم على تنفيذ مشروع توزيع مليون شجرة للزرع توزع على عشرات البلديات والجمعيات والأفراد”.
0